عرض مشاركة واحدة
قديم 2016-03-24, 15:35 رقم المشاركة : 8
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

افتراضي رد: أدب الأطفال مدخل للتربية الإبداعية :متجدد


الفرق بين أدب الأطفال وأدب الكبار :








طفل ما قبل المدرسة محب للأدب ، يحبه شفاهاً ، ومرسوماً ، ومروياً عليه ، أو مقروءاً ، وهو يستمتع به ، ويتلقاه في فرحة وبهجة ، ليثري وجدانه ، ويوسع خياله ، ويثري لغته ، ويزيد معارفه بالناس والدنيا من حوله . (عبد التواب يوسف ، 1998 : 7)

والأدب بمعناه العام يندرج في إطاره أدب الكبار وأدب الصغار على السواء ، وإذا وضعنا أبسط مقاييس التفرقة بين هذين الأدبين ، وهي : أن أدب الأطفال ما يكتب ليقرأه الصغار ، وأدب الكبار ما يكتب للكبار ، لوجدنا أن أطفال العالم فيما قبل القرن التاسع عشر لم تكن لهم كتب تذكر ألفت خصيصاً لهم ، بل كانوا يقرءون كتب الكبار ، ويأخذون منها ما يستطيعون فهمه ، أو يقدرون على إدراكه ، ومازال الأطفال حتى اليوم يقرءون بعض كتب الكبار ، وقد يتمكن بعضهم من فهم كثير من الكلمات فيها ، لكن فهمهم للكلمات في كتب الكبار لا يعني أن خلفيتهم من التجارب ، وحصيلتهم من الخبرة والمعلومات قد أعدتهم ليقرءوا كتب الكبار كأدب .



وليس الأمر في الواقع أمر حصيلة المفردات اللغوية ، أو معرفة بالنحو والقواعد ، وإلا فكتاب مثال كتاب "صندوق الدنيا" لإبراهيم المازني ، أو"جنة الحيوان" لطه حسين يمكن أن يقرأه الأطفال ويفهموا أكثر مفرداته ، ومع ذلك فليست لديهم المقدرة على فهم الظروف النفسية والشعورية للشخصيات في الكتاب ، أو إدراك الميزات الأدبية لكاتبة ، أو الوقوف على الرمز والعقدة في قصصه ، أو معرفة الخط السياسي أو الاجتماعي الذي يعود إليه الأديب ، أو الأهداف العامة والخاصة التي يكتب من أجلها ذلك الكتاب . (على الحديدي ، 1991: 99)

ويتفق أدب الأطفال وأدب الكبار في أمور ، ويختلفان في أخرى ، إن كتابات الأطفال ينبغي أن تخضع لنفس معايير الجودة في الكتابة الأدبية ، تلك التي تخضع لها كتابات الكبار ، إن الدقة في التعبير وحسن العرض ، ومنطقية البناء ، والتكامل بين أجزاء العمل الأدبي ، وجمال الصياغة ، إلى غير ذلك من المعايير التي يرجع إليها عند تقييم كتابات الكبار تنطبق إلى حد كبير على الكتابات التي تتخذ من الأطفال لها جمهوراً ، وبعد ذلك لكل منهما خصائصه ومعاييره ، إن الشكل الذي يخرج به كتاب للأطفال ينبغي أن يختلف عن ذلك الذي يخرج للكبار ، سواء من حيث الصور والرسوم ، أومن حيث نمط الكتابة ، أو غير ذلك من مقومات الإخراج الفني المختلفة ، كذلك فإن الطريقة التي تعرض بها الأحداث والمنطق الذي يكمن وراءها ، والعلاقات التي تحكمها ينبغي أن تختلف في كل أدب عن الآخر .

كما أن مضمون كتب الأطفال وقصصهم يختلف عن مضمون كتب الكبار ومؤلفاتهم ، سواء من حيث الأفكار ، أو الشخصيات ، أو الأماكن والأحداث ، أو غيرها من مقومات العمل الأدبي ، وأخيراً فإن اللغة التي يكتب بها للأطفال ينبغي أن تتميز عن تلك التي يكتب بها للكبار . (رشدي طعيمة ، 1998 : 25)

ويتضح الاختلاف أكثر بين أدب الصغار وأدب الكبار في عملية النقد ، ويتصل من قريب أو بعيد بهذه الاختلافات جانب من جوانب ما بين أدب الطفل وأدب الكبار من نقد وتحليل ، وتوجيه أدبي ، حيث القيم النقدية والجمالية ، والنظرية الأدبية لكل من الأدبين لا تلتقي على سواء ، ويترتب على هذا أن المعايير التي على أساسها ننقد ونحكم على أدب الأطفال ، تختلف عنها بالنسبة لأدب الكبار ، ومن ثم يكون الاختلاف أوضح في القوانين النقدية التي تحكم كلا منهما ، وإذا كان أدب الكبار يخضع لما تخضع له الآداب من نظريات وقواعد وأسس نقدية ، قوامها النظريات والمدارس الفنية والنقدية المختلفة والمتباينة فيما بين الكلاسيكية ، والرومانسية ، والواقعية ، والرمزية ، فإن أدب الأطفال يخضع لأسس تتصل بعالم الطفولة ، وما يفرضه هذا العالم من أسس نفسية واجتماعية ولغوية ، ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالمراحل التي تصوغ الطفولة صياغات تتفق وتختلف ، لكنها دائماً تهيئ الطفل لمرحلة النضج وتحمل المسئولية .

كما أن أدب الكبار في معظمه أدب على الورق ، يقرأ كثيراً ويسمع قليلاً ويشاهد أحياناً ، أما أدب الأطفال فليس أدب ورق ، بل مشاهدة بصرية قراءة ، أو فرجة ، وتتلقاه الأذن كثيراً ، وهو في كل الأحوال مرتبط من حيث علاقته بمتلقين ، وبالمرحلة الزمنية ، وبعمر هذا المتلقي ، ففي المرحلة الأولى تكون المشافهة والاستماع أكثر قبولاً وتأثيراً ، وفي المراحل المتوسطة ما بين طفولة المهد وطفولة الشباب تكون القراءة ممزوجة بالرؤية والمشاهدة من أفضل وسائل نقل أدب الطفل ، أما في مراحل ما بعد سن التاسعة فإن القراءة ، ثم المشاهدة من أقوى قنوات التأثير بأدب الطفل ، والتعامل معه ، لهذا كله كان أدب الطفل متميزاً بخصائص وصفات وسمات تجعله أقرب إلى أدب نوعي متميز بمذاقه الخاص . (عبد الرءوف أبو السعد ، 1994 : 57)


خصائص أدب الأطفال وعلاقتها بالمرحلة العمرية








التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس