عرض مشاركة واحدة
قديم 2016-03-07, 19:03 رقم المشاركة : 42
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

افتراضي رد: عزيزاتي نساء المنتدى...كل 8مارس وأنتن في رقي وتميز !



أعظم العاملات: أمّـهـات.
الكاتب: عبد الحليم توميات




فإنّ من أعظم الجرائم الّتي ارتُكبت في حقّ النّساء الماكثات في البيوت، والعاملات بقول الحيّ الّذي لا يموت:{وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ} أن يُكتب على صفحات وثائقهنّ الرّسميّة: ( بلا عمل )!
وهكذا تتوالى حرب المصطلحات وتحريف المسمّيات، فتضيع المفاهيم، وتختلّ الموازين.
( بلا عمل ) ! كلمة أصابت بالعقدة نفوس القوارير، فعادت شظايا تلُمّها أيادي دعاة التّحرير !

أختاه .. تذكّري أنّ عمل المرأة في بيتها لا يستطيعه كلّ أحد، إلاّ بترك راحة الجسد، وأن يَثِب وثبة الأسد؛ لما في ذلك من العناء والمراقبة الدّائمة للأولاد وتعليمهم وتأديبهم، وغير ذلك. فلا تحتقري نفسك أمّا، ومربّية، وزوجة، وقوّامة على إدارة بيت.
تذكّري ذلك الوسام، الّذي وضعه على كتفيك خير الأنام، حين قال عليه الصّلاة والسّلام: (( كُلُّ نَفْسٍ مِنْ بَنِي آدَمَ سَيِّدٌ، فَالرَّجُلُ سَيِّدٌ،وَالمَرْأَةُ سَيِّدَةُ بَيْتِهَا ))[1].
والسيّد لا بدّ أن يُسأل في الدّنيا والآخرة (( وَالمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْؤُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا ))[2].
انظُري إلى مَهمَّتك نظرة العقلاء، تتّضحْ لديك الصّورة بجلاء، فأضع بين يديك هذه الأسطر لإحدى الكاتبات وهي هنادي الشّيخ نجيب وفّقها الله، في مقال لها أسمته:
أعظم العاملات: أمّـهـات.
فقالت - بتصرّف يسير -:
" ذهب أحد مديري الإنشاءات إلى موقع ورشة حيث كان العُمَّال يقومون بتشييد مبنًى ضخم.
اقترَب مِن عامل وسأله: ماذا تعمل ؟
ردَّ العامل بعصبية والعَرَق يتصبَّبُ من جميع بدنه:
" أقومُ بتكسير الأحجار الصَّلبة بهذه الآلات البدائية، ثمّ أرتِّبها كما أمرني رئيس العمّال. إنّهعمَل مرهِق للغاية، ويسبِّب لي الضيق ! سئمت حياتي حياتي لأجله !".
تركه المدير وتوجَّه بالسّؤال نفسه لعامل آخر، فأجاب:
" أنا أقومُ بتحويل هذه الأحجارِ إلى قطعٍ يمكن استعمالُها، ثمّ أجمعها حسب تخطيط المهندس المعماري، إنّه عمل متعب وممِلّ، لكنّني أكسِبُ منهقُوتَ عائلتي، وهذا أفضل من البقاء بلا وظيفة !".
التفت المدير، وطرح السؤال ذاتَه على عامل ثالث، فردَّ وهو يشيرُ بيده إلى أعلى المبنى:
" ألا ترى-أيّها السيدُ-بأنّني مشغولٌ ببناء ناطحة سحاب !".
إنَّ مِن الواضح أنَّ العُمَّال الثلاثة كانوا يقومون بالعمل نفسِه، لكنَّ رؤيةَ كلّ واحد منهم عكست اختلافًا جذريًّا في التعاطي مع العمل وردود أفعالهم تجاهه !
ومثل ذلك: قصّة عامل التّنظيفات في مؤسسة ( ناسا ) الأميركية، وقد سُئِل عن طبيعة عمله بينما كان يكنس مدخل المبنى - فقط لا غير -فأجاب:" إنّي أهيِّئُ لغزو الفضاء !".
هو الاختلاف في الفَهم الذي يقود إلى اختلافٍ في تقدير العمل.
فلو أنَّ أمًّا علمت طبيعة عمَلِها وهي في جوفِ بيتها، لحُقَّ لها أن ترتقيَ أعلى درجة في سُلَّم العاملين !
أيُّ عامل يفُوق ترتيبُه صانعةَ الأجيال ومخرِّجة الأبطال ؟! ما أكرَمَها من وظيفة ترقى على كلِّ المهن، فأجرُ مَن أدَّتْها على وجهها لا يقدِّرُه إلا ذو اللّطائف والمِنَن.
فيا أيتها الأم الساعية على أبنائها، إنك تديرين مصنعًا يخرِّج إنسانًا، فهل يليق بك أن تتركي منصبَك، أو أن تستبدلي موقعَك لأجل أن يقال عنك: موظَّفة ؟!
وإياك أن تقعي في شَرَك البطالة المقنَّعة؛ كأن تجلسي مع أولادك، ثم تحرميهم من تربيتِك وتوجيهاتِك وإرشاداتِك المقنعة !
وإذا صادف وجودُك في مجلس طغَتْ فيه لُغَة النقود والدولارات، فارفعي رأسَك، ولا تستقلِّي نفسَك، ولتتحدَّثِ الحقيقةُ على لسانِك، وقولي بثقةٍ وفخرٍ:" أنا أعظم الأمّهات ".

[1]/ رواه ابن السنّي رحمه الله في "عمل اليوم واللّيلة" (رقم 390 ص 117) عن أبي هريرة رضي الله عنه ["صحيح الجامع"].






التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس