عرض مشاركة واحدة
قديم 2016-02-17, 18:19 رقم المشاركة : 6
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

افتراضي رد: مهلا:ما الذي ينبغي مراجعته في مناهج ومقررات التربية الدينية؟


وما زلت مع عرض بعض أفكار ومقترحات الحداثيين الذين ينعتون التعليم الديني(مادة التربية الإسلامية ) في المدرسة المغربية بأقبح النعوتات بعيدين كل البعد عن العلمية والموضوعية .لا أقول هذا الكلام حقدا عليهم أو زيادة ولكنني بعدما أنتهي من نقل افكارهم سأطرح هنا في هذه الصفحات مقرر وبيداغوجية التدريس لمادة التربية الإسلامية بأسلاكها الثلاث لنقارن هذه المغالطات مع واقع المادة المدرسة باعتباري أستاذة مادة التربية الإسلامية مدة طويلة أهلتني التجارب التربوية أن أقول كلمتي في الموضوع .ولنتعرف هل هناك أحاديث ضعيفة أو مكذوبة تدرس للتلاميذ على حد قول بعضهم .


وإليكم مقال محمد بودويك في الموضوع:

مراجعة المقرر الديني في المدرسة المغربية: الخطوة التي تنتظرها خطوات


محمد بودويك
الأحد 14 فبراير 2016 - 18:42
خطوة جبارة تلك التي قامت بها الدولة أو ستقوم بها في شخص رئيسها ملك البلاد. خطوة حداثية وديمقراطية وإنسانية وإن تأخر موعدها وميقاتها كثيرا. إنها خطوة إعلان الدولة عن وجوب مراجعة مادة التربية الدينية في كل الأسلاك التعليمية التي تلقن وتلقم للتلاميذ، للنشء الصاعد، للأغرار، من دون نقاش ولا حوار ولا سؤال، حيث إن الأمر يتعلق بالمقدس، بالكتاب الإلاهي، بالوحي، بما يوجب ويقتضي الإذعان والرضوخ، والتصريف والإجراء والتطبيق في مرحلة لاحقة. وفي التربية الدينية التي درسنا وحفظنا واستظهرنا، ثم حفظناها، ولقناها لتلاميذنا، ما فيها من صنوف وضروب الجهاد، وعدم احترام الآخرإذا لم يكن مسلما، ويصلي على نبينا.
إن المسألة لم تعد متصلة بآيات السيف والجهاد فقط، والتي نزلت تبعا ووفقا لسياقات وشروط تاريخية واجتماعية ودينية معروفة ومحددة، بل تعدت ذلك إلى أحاديث " نبوية "، لا يملك المدرس أن يشكك فيها، ويسائل صحيحها من سقيمها ومدسوسها. وفي الأحاديث مافيها من دسائس، وأكاذيب، وترهات وخرافات، وآراء ومواقف تعارض معنى وروح الذكر الحكيم. يستوي في ذلك ما أورده البخاري ووضعه بين دفتي صحيحه، ومسلم وابن ماجة والنسائي والترمذي ، والإمام أحمد بن حنبل وغيرهم. فما كل ما في بخاريات البخاري صحيح إذ تتعارض جملة معتبرة من الأحاديث المسطورة والمروية مع آيات تشاكلها في أبوابها ودلالاتها ومجالاتها ومقاصدها. ونفس الشيء ينسحب على الإمام مسلم وأحمد في مسنده، وقائمة مخيفة من الذين اشتغلوا بالسنة والإجماع وعليهما.


وإذا نحن عرفنا أن أحاديث الرسول الأكرم إنما جمعت ودونت بعد وفاته بما يزيد على القرن، سقط العجب والاستفهام، وتأكد بالمنطق، ما يمكن أن تصنعه اليد، وتدسه الأهواء والسياسة والأغراض. وليس من شك في أن أكثر الأحاديث النبوية وضعها مغرضون منتفعون سياسيا وماديا، " فقهاء" سوء تابعون لبني أمية مزينون لولايتهم وعهدهم باعتباره عهدا ربانيا، وبأنهم مستخلفون في الأرض، وظل الله فيها.


حزمة كبيرة من هذه الأحاديث ترصع كتب" التربية الدينية"، وليس في التسمية ما يغري، ويدفع إلى الإقبال على الكتب المقررة إياها إذ تعلي ـ بما لا يقاس ـ من شأن المسلم حتى ولو كان مجرما، أفاقا، كذابا، مرابيا، زانيا، وآكلا لمال اليتيم، وتحط، في المقابل، من شأن الآخرين، من شأن الغير لأنه يعتنق ديانة أخرى حتى ولو سلَّم بمصدرها الإلهي، وسماويتها، ونزولها على أنبياء بأعيانهم، فسرعان ما يصِمُها بالانحراف والدس، والغلو، والخروج عما دعا إليه نبينا بوصفه خاتم النبيين والمرسلين. كأن الإسلام لم يأخذ من تلك الديانات الإبراهيمية السابقة عليه، ولم يحترم مظانها ومضامينها، وأسسها، ومقاصدها التشريعية وأحكامها.


يِؤيد ما نقول وَسْمُها بالجمع وبالإفراد، بالديانة المشركة، وبالمكتوبة بشريا، وبالمكذوبة، ما يستوجب معاملة معتنقيها معاملة تفاضلية، استعلائية، بوصفهم أدنى وأحط، وأهل ذمة لا يميزهم عن طبقة العبيد سوى عقاراتهم وضيعاتهم، وتجاراتهم، ونوقهم وجمالهم، ونسائهم. وما يستوجب ، بالتبعية والتلازم، مقاتلتهم، وترصدهم، والإثخان فيهم قتلا، وإن لم يكن، فنفياً وطردا وتهجيرا واقتلاعا. هذا، على رغم ما ساد بعض الأحقاب الإسلامية من وئام، وتعايش، واحترام للاختلاف، وإفساح المجال لحرية معتقدهم، وإيمانهم من خلال تزكيته بطقوسهم وعباداتهم، ومعاملاتهم معاملة البشر والآدميين، وأحيانا، معاملة الأنداد والأشباه والنظائر والأصحاب.


إن احتفاظ كتب التربية الدينية المقررة، في بلادنا وفي البلاد العربية الإسلامية، بما يسمى آيات السيف والجهاد، والقتال والتربص، والإرغام، فضلا عن " ركام " من الأحاديث الصحيحة والسقيمة المدسوسة التي تحتل الصفحات الكثار جنبا إلى جنب، في واقع إسلامي متخلف ومنحط، ومشبوه، ومتهم بالإرهاب وتغذيته بالمرجعيتين الدينيتين المذكورتين، هو، بمعنى من المعاني، تزكية ومباركة مضمرة وسافرة ، في آن، وتأييد مدبر لِما يجري من سفك مريع للدم، دم الأبرياء، دم مسلمين، ومسيحيين، وزيديين، وأكراد، وأقليات دينية وثقافية أخرى، ولِما يدور بين العوام من أن الدين عند الله هو الإسلام، وغيره خزعبلات، وأكاذيب، وزور وبهتان. حتى الكون قبل أن يكون، وبعد أن كان، وما فيه من خلائق وصنائع، وأقدار، وآجال وأفلاك، ومراتب وأبراج، وآزال، وآباد، موجود ووجد قبل أن يوجد بفضل سيد الآنام محمد الخاتم.
إذاً، آن الأوان ـ مغربيا ـ في الأقل ـ بعد الأمر الملكي، أن نقطع مع عهد الأفضلية، ولغة : " كنتم خير أمة"، و" أعدوا لهم ما استطعتم من قوة"، ونحمل أبناءنا وبناتنا على الإيمان بالديانات السماوية الأخرى، واحترام معتنقيها، ومداورة السلام والمحبة والإحسان بين بني الإنسان أنَّى وُجِد وحيثما وكيفما كان.


لكن، ينبغي أن يصل الأمر السامي الحضاري إلى الإعلام، ما يعني أن تُنْتَظَمَ في القناة الأولى والثانية، وقناة محمد السادس، والقناة الأمازيغية، على سبيل المثال، ندوات ولقاءات دينية تنويرية، تقوم على تصحيح كثير من الأفكار والمعتقدات الخاطئة والمحرفة التي يحملها المسلمون والمسلمات من جراء ما حُشيتْ به أذهانهم من ترهات، ومغالطات، وفتاوى موظفة كاذبة تجرح الآخر، المختلف دينيا وعقديا وثقافيا وحضاريا، في صميم وجوده، كما تجرح أبناء جلدتهم من مفكرين ومثقفين ومبدعين وحقوقيين وديموقراطيين، وحاملي الفكر العلماني والحداثي. وتقوم، من جهة أخرى، على توصيل منظومة الحقوق الإسلامية التي تصب في مدونة الحقوق الإنسانية العالمية. وتقطع مع احتقار المرأة نهائيا، واستبشاع تزويج القاصرات، واعتبار كل من يدعو إليه، مريضا جنسيا، مهلوسا، شبقا وجب عرضه على محلل نفسي، وعزله حتى لا يمس الطفولة البريئة بِشَرٍّ، ويسيء إلى العقل والتمدن والحضارة، والإنسان.


وأنتظر كغيري ممن نبش في هذه الأمور والقضايا، ولا يزال ينبش، من موقع المثقف الحر المسؤول، المعتز بإسلامه في بعده التنويري الرفيع، وبالثقافة الإنسانية الغنية في بعدها النقدي والحقوقي والفكري الخلاق، أنتظر أن يصل الأمر الملكي إلى وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية ليكف ألسنة أئمة الجمعة عن اللعن الأبدي الموجه لليهود في نغمة مكرورة فجة مهترئة متحشرجة نشاز لاتني تعود كل جمعة بل جمعات منذ مئات السنين، والتي مفادها الدعاء على اليهود، وهو دعاء مقرف ومضحك، بتفتيتهم، وتشتيت شملهم، وإبادة نسلهم، والحال أن اليهود لم يتشتتوا، ولم يتفتتوا قيد أنملة، ولا قلامة ظفر. بل هاهم يتأبدون ويتمكنون من أرض اغتصبوها، بينما نتشرذم نحن ونتفتت، ونتحول يوما عن يوم شذر مذر.
خطب الجمعة ينبغي أن تكون أنيقة منورة، بسيطة اللغة، مؤيدة بالآيات البينات الكريمات، والحديث المصحح الصحيح، والأمثلة الحية من المعيش، والواقع الحي، والعصر الذي ننتسب إليه.










التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ