جزء من المحيط للأديب البرازيلي باولو كويلهو كانت هناك موجة تشق طريقها في المحيط .. تستمتع بالشمس الصيفية .. وعذوبة النسيم. كانت أثناء رحلتها الى الشاطىء تبتسم للجميع من حولها سعيدة بمسيرتها .. ولكن بعد حين لاح لها الأفق .. فرأت رفاقها الموجات اللاتي سبقنها يرتطمن بالجرف واحدة تلو الأخرى .. يتهشمن الى أجزاء ويتبعثرن. " يا إلهي " هكذا صرخت في نفسها .. نهايتي ستكون حتماً لا محالة كما نهايتهن .. سوف أرتطم بالجرف وسوف أتهشم وأتلاشى. وأثناء هذا مرت بها موجة ثانية فتوجست من حالتها .. وسألتها "لماذا أنت قلقة كل هذا القلق ؟ ما بك ؟ ألا تستمتعين بهذا الطقس البديع .. ؟ ألا تستمتعين بهذه الشمس المشرقة .. وهذا النسيم العليل". فردت الموجة الاولى .. "ألا ترين ؟ ألا ترين كيف ترتطم هذه الموجات بذلك الجرف بكل قسوة .. ألا ترين كيف يتلاشين .. نحن – أنا وأنت – مصيرنا هكذا .. كما مصيرهن .. قريباً سنغدو لا شيء كما هن" فردت الموجة الثانية : "أنت لم تفهمي القصة جيداً بعد .. أنت لست موجة .. أنت جزء من هذا المحيط الكبير".