بسم الله الرحمن الرحيم

قال الله تعالى :

(( فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا )) الكهف -97- يظهروه = يتسلقوه نقبا = ثقبا ( نقضه بالحفر )

* لماذا أثبثت التاء في ''تستطع'' و حذفت في '' تسطع'' ؟ ما الحكمة من ذلك ؟

* يقول العلماء : لقد راعى السياق القرآني الحالة النفسية للنبي موسى عليه السلام قبل أن يعرف تأويل سبب تلك الأفعال التي أنكرها ( خرق السفينة و قتل الغلام و بناء الجدار بدون أجر )

فناسب اظهار التاء قي '' تستطع'' لبيان ثقل هذا الأمر عليه بسبب الهم و الفكر الحائر ,
فصار بناء الفعل ثقيلا ( خمسة أحرف ) , فناسب ثقل الهم ثقل بناء الفعل .

- و حذف التاء من كلمة '' تسطع'' مما جعل بناء الفعل مخففا ( أربعة أحرف )
و هذا التخفيف مناسب للتخفيف في مشاعر النبي موسى عليه السلام بعد أن علم

الحكمة من أفعال الخضر فارتاحت نفسه و زال ثقلها .

* و مثل ذلك في نفس السورة الكريمة عند الحديث عن سد ذي القرنين الذي بناه ليمنع خروج يأجوج و مأجوج لإي قوله تعالى ( فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا

- حذفت التاء في ( اسطاعوا ) لأن المعنى هو عدم استطاعتهم تسلق السد لكونه أملسا و خاليا من أي نتوء يمكن الامساك به , و بما أن التسلق يحتاج خفة و رشاقة

و مهارة ...جاء تخفيف بناء الفعل .

- أما (( ما استطاعوا له نقبا )) أثنثت التاء لأن ثقب الجدار يحتاج الى معدات ثقيلة فكلما كانت المعدات أثقل كان النقب في السد أيسر و كذا لأن النقب يحتاج الى جهد

عضلي أكبر .

و هناك قاعدة بلاغية تقول (( الزيادة في المبنى تفيد الزيادة في المعنى )) .