منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد - عرض مشاركة واحدة

أصبت أخي روبن واشيد كثيرا بتحليلك المميز لأبعاد الراوية وقراءتك المتأنية لما بين سطورها .الفيلم لا يختلف كثيرا عما جاء في الرواية فالمخرج لم يمس بتاتا بالأحداث بل تناولها كما سطرها الروائي دان بروان وهذا أمر يشكر عليه.
لقد أثار الكتاب ردود فعل متباينة بين معجبين بحنكة وتميز دان براون في الكتابة الروائية وبين منددين بأكاذيبه ادعاءاته التي لا أساس لها .... حتى أن الرواية والفيلم منعا في عدة أماكن وبلدان منها الفاتكان والأردن ولبنان...وهناك فريق ثالث يعتبر الرواية رسالة مشفرة تحيل على أمور مخفية على أرض الواقع...حتى أنهم زعموا أن براون لم يقدم رواية بل أحداث حقيقة جرت على أرض الواقع، وأن رواياته الأربع التي بطلها الدكتور روبرت لانجدون تخفي وراءها أسرارا حقيقية حيث في رواية "ملائكة وشياطين " كان يشير لجهات بعينها. وبالفعل هناك من قام بتحقيقات ليكشف الأسماء الحقيقية والأحداث التي أخفاها الكاتب خلف الرموز واعتبرها رسائل مشفرة للقارئ...
وأثناء بحثي حول هذه الرواية، قرأت إحدى المقالات التي تتناول سبب الجدل الكبير حول هذه الرواية .وجدت أنها أثارت سنة2005 تاريخ إصدارها ضجة كبير ...اعتبر الفاتيكان " شفرة دافنشي" ضربة قاسية ومحسوسة ، ليس لأنها من كلاسيكيات الأدب، ولا لأهمية كاتبها الأمريكي (دان براون)، الذي كان متوسط الشهرة ليصبح على رأس قائمة أهم رجال 2005، بل لأن هذه الرواية تناولت تفاصيل خاصة جدا في الديانة المسيحية يعتبرها المسيحيون مسلمات بديهية لا يجوز المساس بها أو مناقشتها.
صراحة أن لم أهتم أبدا بالرموز والدلالات الدينية التي تحدث عنها الكاتب فأنا لا معرفة لي بتاتا بالديانة المسيحية ومعتقداتها. ولكن ما شدني فعلا كمية الغموض والتشويق التي اكتنفت الأحداث، امتزج فيها الخطر والسرية وارتكز ت على أسرار بشكل أحجيات. فلقد خلق دان براون عالما غنيا بالتفاصيل المدهشة ،عالما نابضا بالحياة، ومليئا بالمفاجآت ..وتكشف الأحداث فيه أسرارا فنية وتاريخية. هذا وحده كفيل بأن يشعر القارئ بالحماس والرغبة الشديدة في الوصل لنهاية القصة. وتجدر الإشارة إلى أن في بعض مقاطع الرواية قد ينتاب القارئ الشعور بالملل من السرد الطويل او من عدم الفهم ولكن ذلك لا ينقص من روعتها بل يجعلها من الروايات المعقدة التي تعكس ابداع الكاتب.

اقتباس:

سلمت ذائقتك أخي الكريم روبن.
مرورك دوماً يحمل الغيث .شكر الله لك
سحائب تقديري و امتناني لك على وقفتك الماتعة حول هذه الرواية