عرض مشاركة واحدة
قديم 2016-01-31, 00:30 رقم المشاركة : 9
tanmirt
أستـــــاذ(ة) مــــاسي
 
الصورة الرمزية tanmirt

 

إحصائية العضو








tanmirt غير متواجد حالياً


وسام المشاركة السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 3

مشارك في مسابقة صور وألغاز

وسام المشاركةفي المسابقة الرمضانية الكبرى 2015

مسابقة المبشرون بالجنة 3

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المشارك

وسام المشارك

افتراضي رد: سلسلة :البيوت أسرار (قصص من واقع الأسرة المغربية )دعوة للمشاركة


لطيفة بأخلاقها...لطيفة بابتسامتها ...لطيفة في معاملتها ...اسمها لطيفة.
إمرأة في سن الأربعين متزوجة ولها أربعة أبناء في عمر الزهور، الإبن الأكبر 22سنة ,الإبنة الثانية19 سنة ,الإبنة الثالثة 12سنة والعنقود الاخير عمره 8سنوات....
كانت لطيفة نعم الزوجة ونعم الأم ...ملتزمة بدينها في لباسها وفي معاملتها مع الاخر...
درست في المجلس العلمي فتخرجت على أساس أن تكون مرشدة دينية ...وفعلا كانت ومازالت نعم المرشدة في مسجد حيها ...تعطي دروسا في التجويد وتحفيظ القران والأحاديث النبوية ...بل كانت أيضا تعطي دروسا لمحو الأمية في إحدى مدارس الحي فأحبها الجميع الكبير والصغير الشابة
والعجوز .
تعلمت النساء تجويد القران والقراءة والكتابة والدروس الدينية والوطنية على يديها.فأصبحت محبوبة من طرف الجميع لحسن معاملتها وصبرها اثناء تلقينها للدروس ... تصورو امراة عجوز لاتعرف القراءة ولا الكتابة أضحت تتلو آيات قرآنية بقواعد التجويد بل تستظهرها (سورة الملك ...سورة البقرة ...سورة الفاتحة....)


لطيفة امرأة ذات ابتسامة دائمة لا تفارقها ...وجهها بشوش جميل ...متواضعة وكريمة مع كل من يسألها ...
كانت لطيفة تتحدث كثيرا عن زوجها تحبه وتقول بأنه نعم الزوج والوالد والحبيب يوفر لها جو العمل ...يعينهاعلى عملها لأنه مؤمن به ...بل يساعدها على انجاز أعباء المنزل ليتسنى لها القيام بعملها خارج البيت ...


ذات يوم وبالضبط يوم الخميس على الساعة الثالثة بعد الزوال كانت تلقي محاضرة بمركز فضاء العجزة عن موضوع ّ"حسن معشرة الزوج في سن متقدمة"فقالت أثناءها "إن المرأة مهما بلغت من العمر يجب ألا تفارق زوجها ...بل عليها أن تتقرب منه أكثر وتلزم فراشها معه ...وتعينه على مرضه وضعفه ...ولاتعتبر ملازمتها له كما تقول بعض النساء "حشومة حنا كبرنا كلها يشد بيتو" ثم ختمت قولها "أنا شخصيا لن أفارق زوجي حتى يدفنني أوأدفنه هههههههه"

في تلك اللحظة رن هاتفها :السلام عليكم ...ماالذي حصل ؟...أنا آتية ...أنا آتية

اعتذرت للحضور وعيناها مليئتان بالدموع :"سأضطر للمغادرة زوجي الحبيب أصابته أزمة قلبية ...ونقلوه إلى المستشفى"




خرجت تائهة لاتعرف ماوقع ...نور حياتها في خطر ...شعلة طريقها بدت في زوال ...اللهم أعنها على المصاب ...دموعها توقفت ...وقلبها

خائف من الخبر.

لولا إيمانها لسقطت أرضا ولكنها تسلحت بقوة هذا الإيمان ...بثقتها بالله ...إلى أن وصلت .

هناك في المصحة اتجهت نحو زوجها النائم على السرير :"مابك عزيزي ؟...لقد تركتك في صحة جيدة ...ما الذي أصابك؟"

أجابها بصعوبة "أحس بضيق في صدري ...وبصعوبة في التنفس ...أظن أنها النهاية"

"لا ...لا...تقل ذلك يازوجي العزيز ...أزمة ستمر بإذن الله تعالى"

فضغط على يدها مبتسما ينظر إليها نظرة مودع فأحست به يتطق بالشهادة ...فسلم روحه للخالق ...إنا لله وإنا إليه راجعون.

حاولت إيقاظه ولكن هيهات ...هيهات ...أختي لطيفة ...لقد مات سندك...مات زوجك الحنون...زوجك الصديق.

بقوة جمعت نفسها واحتضنت أبناءها تبكي في صمت تواسي أكبادها لتهون عليهم المصاب.

عند عودتها إلى المنزل لاتتصوروا عدد النساء والرجال الذين كانوا في انتظارهم أصدقاء...جيران...أهل...أطفال ...كلهم قدموا التعازي وطلبوا المغفرة لزوجها ودعوا لها بالصبر على فراقه .

أما أختنا لطيفة بلباسها الأبيض ووجهها المتنور كانت صابرة... صامدة... رغم حجم الصدمة ...تردد الدعاء ...وترد التعزية بكلام الله نعم المرأة المسلمة ...قالت للمعزيات:
"لعل العمل الذي كنت أقوم به فضله كبير على زوجي فلولاه ما رأينا هذا العدد الهائل ممن تبعوا جنازة زوجي... وصلوا وراءه...ودعوا له بالمغفرة ...أحمد الله تعالى وأطلب منه أن يسلحني بالقوة على تحمل أعباء تربية أبنائي وإتمام مسيرة حياتي التي بدأتها مع زوجي المرحوم الحي في قلبي"



قصة سيدة تسكن حينا مر شهر على وفاة زوجها الطيب فعلا الطيبون للطيبات والطيبات للطيبين.






التوقيع

    رد مع اقتباس