عرض مشاركة واحدة
قديم 2016-01-29, 15:24 رقم المشاركة : 6
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

افتراضي رد: سلسلة :البيوت أسرار (قصص من واقع الأسرة المغربية )دعوة للمشاركة





كانت الشمس أول من يرى عينيها فبالرغم من الحزن الكبير الذي يسكنهما ... لطالما أحبت الشمس وعشقت نورها ...
ربما لأنها كانت تمنت أن تكون حياتها واضحة، رائعة ،صافية مثل الشمس

تبقى أمنية في حياتها مليئة بالأسرار التي تجيد إخفائها خلف ستار الفرح والحبور ...



كانت خفيفة الظل ... قصتها بدأت مع بدايتها ونسجت حروفها بدموع الألم والأمل ... أسرة مفككة الأواصر ...
أب لا مبالي ...
أم غارقة في بحور اليأس ...
إخوة صغار وكبار كل في شأنه ..
أما هي فكان يربطها شيئ ما في الأعلى ...

وكأن شيئا هناك يقول لها أن الفرج قادم و أن الأمل باق ..




مرت الأعوام وهي تتخبط في دوامات الحياة الا متناهية ...
حفلات .. صديقات ...سفر ...
كانت تظن أن سعادتها هناك ولكن شيئا ما في أعماقها ييحسسها أن شيئا ما على غير ما يرام.

ولكنها كانت تسير مع الركب تحاول إخفاء ما يعتريها من غموض وشك ..
إلى درجة أنها لم تعد تميز بين الحقيقة والخيال ...

وجدت ملجاءها في الشبكة العنكوبتية حيث تعرفت على العديد من الأصدقاء واستطاعت في وقت وجيز أن تكون علاقات جيدة تتسم بالبراءة ...

إلى إن فوجئت في أحد الأيام بذئب بشري كانت تعتبره أحد الأصدقاء يتربص بها

استطاع اختراق جهازها والحصول على صور شخصية لها والتلاعب بهم ثم بدأ بتهديدها للخروج معها ...

لم تعرف لمن تلجأ أو تلوذ ،فعائلتها كلا في واد ولا تربطها بهم علاقة قوية
تمكنهم من استيعاب حجم المصيبة ...

بكت ... صرخت ... ضربت نفسها لم تتصور يوما أنها بهذه السذاجة ...
ماذا تفعل الان ليس هناك من ملجأ الا الله ..
قامت وصلت ركعتين ونادت في الظلمات يا الله أجرني يا الله اجرني ...
بكت كما لم تبكي يوما ...

ثم قامت وشعرت بنفسها تسير نحو جهاز الحاسوب تفتحها ثم بدأت بإرسال رسالة الى كل من تعرفه في أحد المواقع التي ترتدها ....

في تلك الأثناء كان هناك شاب ملتزم يقوم بالنصح والإرشاد لهؤلاء الشباب
فقرأ رسالتها وتأثر كثيرا ...

بعث لها برسالة يهدئها فيها ويصبرها ثم نصحها بإبلاغ ذويها أو على الأقل والدتها من ثم إبلاغ أجهزة الأمن حتى تستطيع إيقاف هذا الوحش البشري لانها ان لم تفعل فسيوقع بغيرها الى أن تقف إحداهن في وجهه ...




في البداية رفضت ولكنها استجمعت قواها وأخبرت والدتها التي تفاجات بموقف ابنتها الايجابي والواعي ،فحاولت استدراك الأمر وإصلاح ما يمكن إصلاحه وتم إبلاغ أجهزة الامن التي ترصدت ذلك الرجل وتم ولله الحمد ايقافه ...




شعرت الفتاة براحة لم تذقها منذ شهور وعزمت على أن تصبح أكثر حرصا وألا تخوض في مواقع الشبهات ...

ولكن في داخلها شعرت بالفضل يعود لذلك الشاب ولم تدري كيف تعلق قلبها به وظنت انه بإمكانه أخذها لطريق الالتزام ...

فبدأت بإرسال بطاقات الشكر والعرفان له و سؤاله عن بعض المواضيع الدينية ثم أخبرته انها تريد الإلتزام وارتداء الحجاب فسر لذلك وشجاعها ...

وكانت تشعر في كل يوم يمضي بتعلقها أكثر به بالرغم من أن محادثتها له لا تتعدى حدود السؤال والجواب ولكن تعلقت بالتزامه وحرصة ودينه وأخلاقه ...




إلى أن صارحها يوما بأنه يشعر بشيء ما اتجاهها ولكن المفاجأة .........
أنه متزوج وأنه يحب زوجته ولا يريد أن يؤذي مشاعرها فلطالما وقفت بجانبه وضحت من أجله ...

و لذلك طلب منها أن تتوقف عن مراسلته قائلا لها: الحمد قد سلكت بداية الطريق وبإذن الله ستكميلينه بالصبر والعمل ...

كانت الصدمة شديدة وقوية عليها وكأن أحلامها تهوي على رأسها ...
ولكنها استجمعت قواها وقررت أن تمضي قدما فالهادي والمثبت الله ..
قررت أن تتوب وتسلك طرق الهداية ...
وبالفعل ملأت فراغها بحفظ القرآن الكريم ولله الحمد أتمته ...
ورزقها الله الزوج الصالح والذرية الطيبة ..




لم يكن الطريق سهلا ..
ولكنها تدرك عظيم نعم الله عليها لبقائها فيه ...
كانت لا تفارقها الآية الكريمة
(انك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء)

فالله هو الهادي وهو المثبت وما علينا الا الدعاء والتوجه اليه
فهو الملجأ وهو الركن الشديد.





التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس