عرض مشاركة واحدة
قديم 2016-01-25, 16:08 رقم المشاركة : 3
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

افتراضي رد: رأيي صواب لا يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ لا يحتمل الصواب!


خطر أحادية المعرفة




هل يمكن أن يكون شخص ما سجينا لكثرة قراءاته بمعنى: هل يمكن أن تتحول كثرة المطالعة إلى خطر حقيقي على شخصية القارئ؟
نعم.. يمكن ذلك، وهو للأسف حاصل حتى مع بعض المثقفين والباحثين حتى لا أقول علماء.


كيف ذلك؟


كثرة القراءة والاطلاع في حد ذاتها ليست خطرا ولا هي نقيصة؛ بل على العكس فعالمنا العربي والإسلامي يعاني من قلة المقروئية إن قلنا انعدامها، وفي نفس الوقت يعاني من نقص في الكتابة والتأليف، وهذه إشكالية في حد ذاتها تتطلب التحليل والعلاج، ولكن إشارتنا هنا هي من باب التنبيه لبعض من يريدون الخروج بأنفسهم من مشكلة عدم القراءة، أو حتى كونهم من القراء النهمين والمداومين على المطالعة..
إن اتساع وثراء فكر الانسان لا شك مرتبط بقراءاته واطلاعه المستمر، كما أن قدرته على صنع أحكام على واقعه، وانتقاد حالات وأوضاع يعيشها مع غيره من الناس مرتبط أيضا بالكم الجيد من التجارب التي يعيشها سواء بالممارسة أو بالقراءة (تجربة غير مباشرة)..

ولكن الإشكال يظهر بجد حين ينزلق القارئ إلى قراءة وجهة واحدة وفكر أوحد، وبالتالي يصبح الخطاب الذي يتعرّض له هو من قبيل الاسطوانة المكررة التي لا تكاد ترى تراجعا أو مراجعة أو نقدا في أفكارها مهما تعددت القراءات وتوالت الكتب، فيكبر القارئ على فكر أحادي، ويتشكل إطاره المعرفي من طينة وحيدة، فيرتهن بذلك عقله وكل قراراته وأحكامه، بحيث لا تراه يتحرك إلا في حدود ما رسمه له إطاره المعرفي المتشكل أساسا من تيار فكري واحد وأسلوب تحليلي أوحد…
وهنا لا ينفع كثيرُ قراءة أو واسعُ اطلاع، ويصبح القارئ بذلك سجينا لكتبه وقراءاته فتنقلب المطالعة من الإيجاب إلى السلب وتتحول الأفكار المقروءة من محرّرة للفكر موسّعة للإدراك إلى مختطفة للذهن سجّانة للفكر الحر..


كل هاته المقدمة تهدف إلى الوصول إلى النتيجة التالية:
قد يقع القراء والمثقفون رهينة كتبهم حين ينزلقون في قراءة تيار فكري واحد لا يحيدون عنه، وهنا تصبح القراءة سجنا عوض أن تكون فضاء رحبا، لنركز في الأخير على النصح بتنويع القراءات وتوسيع المجالات والأفكار حتى تتشكل أطرنا المعرفية في جو صحي غنيّ، وهذا حتى لو كانت القراءات قليلة، لأن القارئ الجيد ليس هو بالضرورة القارئ النهم، بل القارئ الذكي.
وهذا ما يدعونا في ختام المقال إلى لحظ خمس ملاحظات هامة:


  1. ليست العبرة بكثرة القراءة إنما العبرة بنوعية الكتب التي تقرأ.

  2. ليس كل قارئ نهم مثقف جيد، فهناك قراء أميون.

  3. وحدة التوجه في القراءة تحجر العقل وتغلق الأفق

  4. تنويع المشارب والأفكار تتيح للقارئ الحكم الجيد على الكتابات وبالتالي استعمال العقل حقا.

  5. لا يوجد (عندي عل الأقل) شيء ممنوع من القراءة حتى كتب الملاحدة وعبدة الشيطان ما دام هناك إطار معرفي متنور وغني بالتجارب يمكنّك من تمييز الغث من السمين.


علي بو حامد






التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس