أخلاق النبي مع أصحابه: عن أنس قال: (كان النبي إذا استقبله الرجل فصافحه لا ينزع يده من يده حتى يكون الرجل ينزع يده، ولا يصرف وجهه من وجهه حتى يكون الرجل هو يصرفه، ولم ير مقدمًا ركبتيه بين يدي جليس له)[9]. وكان رسول الله يكره أن يقوم له أحد؛ فعن عبد الله بن الزبير قال: قال رسول الله : "من أحب أن يمثل له الرجال قيامًا، فليتبوأ مقعده من النار"[10]. وكان من هديه أن يمزح مع أصحابه؛ فعن الحسن البصري قال: "أتت عجوز للنبي فقالت: يا رسول الله، ادع الله أن يدخلني الجنة. فقال: يا أم فلان، إن الجنة لا يدخلها عجوز. فولت وهي تبكي، فقال: أخبروها أنها لا تدخلها وهي عجوز؛ إن الله يقول: {إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً * فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا * عُرُبًا أَتْرَابًا} [الواقعة: 35-37]"[11]. أخلاق النبي مع الأطفال: روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أنس أنه قال: (كان يمر بالصبيان فيسلم عليهم). وكان (يحمل أمامة بنت زينب -ابنة رسول الله - وهو يصلي بالناس إذا قام حملها، وإذا سجد وضعها)[12]. وجاء الحسن والحسين -رضي الله عنهما- وهو يخطب فجعلا يمشيان ويعثران، فنزل النبي من المنبر فحملهما حتى وضعهما بين يديه، ثم قال: "صدق الله ورسوله {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ} [الأنفال: 28]؛ نظرت إلى هذين الصبيين يمشيان فيعثران فلم أصبر حتى قطعت حديثي ورفعتهما"[13]. المصادر: [9]رواه أبو داود والترمذي، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة.[10]رواه أبو داوود في سننه، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة رقم (5229).[11]رواه الترمذي في الشمائل، وحسنه الألباني.[12]متفق عليه.[13]رواه النسائي، وصححه الألباني في صحيح النسائي رقم (1412).