رئيس الحكومة يتشبه بـ"الفاروق": يا ليت بنكيران لم تلده أمه هسبريس من الرباط (صور منير امحيمدات) الثلاثاء 12 يناير 2016 - 22:40 "لا لقمع النضالات الاجتماعية السلمية"، و"تعنيف المحتجين تراجع خطير في مسار الديمقراطية"، و"لا لسياسة فرض الأمر الواقع"، و"نعم لإصلاح عادل لا يعصف بحقوق العمال"، و"تعطيل الحوار الاجتماعي خرق سافر للدستور وتجاهل للمواثيق الدولية".. هي غيْضٌ من فيْضِ شعاراتٍ ولافتاتٍ رفعها عدد من المستشارين الذين حضروا، مساء اليوم، إلى الغرفة الثانية، في الجلسة العمومية الشهرية التي ناقشت موضوعي إصلاح التقاعد والحوار الاجتماعي، بحضور رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، وبعض وزرائه. ومسك بنكيران برأسه الأشيب، واستعار المقولة الشهيرة للخليفة الراشدي الثاني، عمر بن الخطاب، المكنى بالفاروق، "يا ليت عمر لم تلده أمه"، وهو يتحدث عن إصلاح منظومة التقاعد، والحيف الذي سيطال المتقاعدين عندما لا يجدون معاشاتهم بسبب أزمة الصندوق. وانتقد المتحدث، في رده على مداخلات مستشارين أصروا على رفع لافتات تعارض سياسة الحكومة في المجال الاجتماعي، من يطالبه بحسن إخراج قرارات الحكومة في الملف الاجتماعي، مؤكدا أن الأهم بالنسبة له هو الإسراع في الاستجابة لمطالب النقابات، وتحسين عيش العمال والموظفين. وذكر رئيس السلطة التنفيذية ببداية إدراكه الخطر الذي يتهدد معاشات المغاربة، وذلك عندما أخبره نزار بركة، رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، بأنه إذا استمرت الأمور على ما هي عليه، فإن صندوق التقاعد سيستنفد رصيده في السنوات المقبلة، ولن يجد ما يؤديه من معاشات في حدود 2021. ونبه بنكيران إلى أنه خلال خمس سنوات كلف صندوق التقاعد زهاء 41 مليار درهم، بمعدل 8 مليارات في كل سنة، مضيفا أن ما يؤاخذ نفسه عليه أنه لما أتى إلى الحكومة في أول يوم لم يباشر إصلاح منظومة التقاعد لوقف النزيف. ووجه بنكيران حديثه لمستشارة تمثل إحدى المراكز النقابية بالقول: "آش داني أنا لشي تقاعد؟، وأنا مالي ومال التقاعد؟ أنا فكرت فقط في موظفين وأجراء سيفقدون تقاعدهم"، مبرزا أنه ليس ضد النقابات العمالية الجادة، فهو يتعامل معها بالحسنى، لكونه يعلم أنها تدافع عن الموظفين والمستخدمين. وأكمل رئيس الحكومة بأن إصلاح التقاعد المقترح وسطي بعد أن اقترح عوض 65 سنة كسن للتقاعد 63 سنة، مبينا أن "السياسة ليست هي فقط أن تطالب بالحقوق، ولكن أن تعرف كيف تتنازل لما فيه مصلحة البلاد والمواطنين، وليست أيضا أن تجبر خواطر الناس، بل أن تصارحهم بالحقيقة".