عرض مشاركة واحدة
قديم 2015-12-23, 10:52 رقم المشاركة : 2
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

افتراضي رد: استشراف المستقبل وقراءات كاذبة لفناجين 2016


بارك الله فيك أخي نسيم على هذا التقاسم الهام في زمن أصبح علم استشراف المستقبل من أهم العلوم الإستراتيجية للمؤسسات الكبيرة والدول التي تضع خططها المستقبلية بناء على قراءة لتطور أحوال الناس.

ولعل الاهتمام بهذا العلم يزداد يوماً بعد يوم حيث إن هذه الفعاليات هي بحق الحد الفاصل بين المؤسسات التي تبقى وتزدهر والأخرى التي تذوب وتندثر.

والتأريخ الحديث مليء بالأمثلة عن المؤسسات التي اندثرت بسبب عدم اهتمامها بدراسة المستقبل أو قراءتها الخاطئة لتطورات المستقبل وفشلها في اتخاذ المواقف المطلوبة التي تمكنها من الاستعداد للفرص والتحديات المستقبلية.

على أن وسائل استشراف المستقبل لم تكن دائماً من أبواب العلوم الرصينة، حيث لجأ الإنسان القديم إلى وسائل غيبية تعينه على سد حاجته الفطرية المتمثلة في حب الاطلاع ومعرفة المستقبل طمعاً في الخلود.



ولقد كان إرصاد مواقع النجوم من أقدم الوسائل التي استخدمها المنجمون في سبيل معرفة المستقبل، وهذه العادة معروفة منذ زمن العراقيين الأوائل وذكرها القرآن الكريم في سياق قصة إبراهيم عليه السلام عندما رفض الخروج مع قومه في عيدهم وآثر أن يبقى في المدينة لكي يحطم الأصنام التي يعبدونها من دون الله، فكان العذر الذي برر فيه تخلفه عنهم أنه نظر في النجوم التي دلت على أنه سوف يمرض، "فنظر نظرة في النجوم. فقال إني سقيم"(الصافات 88-89).




إن الرغبة في معرفة المستقبل حاجة فطرية وحيثما وجدت الحاجة فلا بد من وسائل لسدها بغض النظر عن دقة النتائج أو صحتها.

ومحاولة معرفة المستقبل لم تكن حكراً على العراقيين الأوائل، فقد ظلت الأجيال ليومنا هذا تعتمد النظر في النجوم واستخدام "قراء الطالع".



ومن مشهور الأخبار التي حفظها التأريخ والأدب قصة موقعة عمورية المشهورة التي حدثت في زمن الخليفة المعتصم بالله العباسي وبدأت بحادثة اعتداء على امرأة مسلمة في تلك المنطقة من بلاد الترك التي نادت بصوت عال "وامعتصماه"، فتناقلت الألسن هذه الاستغاثة حتى وصلت إلى الخليفة المعتصم الذي أقسم بالله أن يفتح المدينة استجابة لتلك المرأة، لكن المنجمين نصحوه بأن ينتظر لأوان نضج الفاكهة لأنه الوقت الوحيد الذي دلت عليه النجوم، فأبى الاستماع إليهم وتوجه إلى عمورية متوكلاً على الله وفتحها.



وقد أرخ هذه الموقعة المشهورة الشاعر العربي الكبير أبو تمام بقصيدته الرائعة التي رد فيها على أدعياء معرفة المستقبل من خلال قراءة النجوم،وهذه بعض أبياتها:






السيف أصدق أنباءً من الكتب
في حده الحد بين الجد واللعب
بيض الصفائح لا سود الصفائح في متونهن جلاء الشك والريب
والعلم في شهب الأرماح لامعة
بين الخميسين، لا في السبعة الشهب
أين الرواية، بل أين النجوم وما
صاغوه من زخرف فيها ومن كذب
تخرصا وأكاذيبا ملفقة
ليست بنبع إذا عدت ولا غرب





سأعود بعد قليل بحول الله









التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس