تقنية النانو .. أثبتت أنه لا حدود لعالم الإبداع ! إنّ كثيراّ من الناس ظنوا أن العلم قد توصل إلى حدود بعيدة من الاختراعات والاكتشافات في هذا العالم الذي صار قرية صغيرة منفتحة .. وأن الأمر بات يتوقف على التطوير لتحسين الأداء. إلا أن تقنية النانو فتحت آفاقاً مجهولة للعقل البشري، ووضعته أمام احتمالات لا نهائية من الاختراعات والاكتشافات الجديدة ! هذا لأن هذه التقنية (تقنية النانومتر، التي تعني التعامل مع مواد أبعادها تبلغ 1 من مليون جزء من المليمتر !) تتعامل مع المواد في مستواها الذري (أي أنها تتحكم في ذرات المواد وتشكل تركيباتها وفقا للأغراض الصناعية)، وعندما نتخيل أو نتحدث عن تشكيل الذرات الموجودة في الكون، ووضعها في تركيبات متعددة لخدمة هدف معين، فإننا نتحدث عن ملايين الملايين من التركيبات الفريدة، وتحويل مواد قليلة التكلفة إلى مواد ذات قيمة عالية وخصائص متميزة، كتحويل الفحم إلى ماس بالمعنى الحرفي للجملة ! إذا ما تم اكتشاف طريقة للتحكم في ذرات الكربون في الفحم أثناء تفاعلها لإنتاج الماس، وإنتاج مواد تجذب انتباه العلماء دائما من حيث حجمها متناهي الصغر أو وزنها الخفيف أو مرونتها أو قوة تحملها للضغط أو مقاومتها لتأثير الحرارة العالية أو قابليتها الفعّالة لتوصيل الكهرباء أو كل تلك الخصائص مجتمعة ! أو غير ذلك .. وما يمكن أن تحدثه من نتائج إيجابية أو سلبية لم يتطرق لها عقل من قبل ! ولاستكشاف هذه التقنية أكثر من حيث: أصل تقنية النانو وسبب تسميتها بهذا الاسم، وتاريخ تطورها وكيفية تطويع المواد للتعامل معها على هذا المستوى الدقيق، وخصائص هذه التقنية التي تتطبع بقوانين ميكانيكا الكم وليس الميكانيكا التقليدية وما نتج عن ذلك من خصائص فريدة للمواد… يُرجى الاطلاع على هذا الرابط. ولنتطرق الآن إلى بعض الأمثلة الواقعية الهائلة للاستفادة من تقنية المستقبل هذه: إذا علمنا أن الفيروسات المعروفة تتراوح أطوال أقطرها بين 20 نانومتر إلى 14000 نانومتر –بحسب المعلومات الواردة في هذا الموقع، وأن بإمكاننا تصنيع مرشحات (فلاتر) ذات مسام لا تتجاوز أطوال أقطارها 20 نانومتر، تقوم بتمرير المياه عن طريق الضغط الأسموزي بينما تحجز البكتيريا والفيروسات عن المرور، فما النتائج الصحية والبيئية التي يمكن لنا تخيلها من وجود مرشحات كهذه ؟! وفي الرابط التالي نجد مبادرة لاستخدام تقنية النانو في محطات تحلية المياه في دولة المملكة العربية السعودية، وهي من أكثر الدول استخداماً لمياه البحر المحلاة في العالم لفقرها لموارد المياه العذبة. وإن كنا ألقينا لتونا لمحة بسيطة عن بيئة خالية من الملوثات باستخدام تقنية النانو لتحقيق الوقاية التي هي خير من العلاج، فماذا عن علاج الأمراض بمساعدة تقنية النانو أيضا ؟! يتحدث المهتمون بهذا الشأن عن مدى إمكانية تصنيع آلات مبرمَجة متناهية الصغر باستخدام تقنية النانو، هذه الآلات بإمكانها السير في مجرى الدم – على سبيل المثال – ومهمتها تقديم تقارير طبية عن العضو المستهدف داخل الجسم، كما يمكنها استهداف مسبب المرض للتخلص منه، سواء كان خلايا سرطانية أو بكتيريا ضارة أو فيروسات، عن طريق نقل الدواء الذي تحمله هذه الآلات مباشرة إلى مكان المرض داخل الكائن الحي، أو حتى إصلاح الأنسجة التالفة دون الحاجة إلى تدخل جراحي كبير ! وهذا الوثائقي يطلعنا أكثر على كيفية استخدام هذه الآلات النانوية طبيا (مدته 50 دقيقة): [yframe url=’