عرض مشاركة واحدة
قديم 2015-12-20, 17:49 رقم المشاركة : 1
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

b3 تقنية النانو .. أثبتت أنه لا حدود لعالم الإبداع !



تقنية النانو .. أثبتت أنه لا حدود لعالم الإبداع !


إنّ كثيراّ من الناس ظنوا أن العلم قد توصل إلى حدود بعيدة من الاختراعات والاكتشافات في هذا العالم الذي صار قرية صغيرة منفتحة .. وأن الأمر بات يتوقف على التطوير لتحسين الأداء. إلا أن تقنية النانو فتحت آفاقاً مجهولة للعقل البشري، ووضعته أمام احتمالات لا نهائية من الاختراعات والاكتشافات الجديدة !

هذا لأن هذه التقنية (تقنية النانومتر، التي تعني التعامل مع مواد أبعادها تبلغ 1 من مليون جزء من المليمتر !) تتعامل مع المواد في مستواها الذري (أي أنها تتحكم في ذرات المواد وتشكل تركيباتها وفقا للأغراض الصناعية)، وعندما نتخيل أو نتحدث عن تشكيل الذرات الموجودة في الكون، ووضعها في تركيبات متعددة لخدمة هدف معين، فإننا نتحدث عن ملايين الملايين من التركيبات الفريدة، وتحويل مواد قليلة التكلفة إلى مواد ذات قيمة عالية وخصائص متميزة، كتحويل الفحم إلى ماس بالمعنى الحرفي للجملة !







إذا ما تم اكتشاف طريقة للتحكم في ذرات الكربون في الفحم أثناء تفاعلها لإنتاج الماس، وإنتاج مواد تجذب انتباه العلماء دائما من حيث حجمها متناهي الصغر أو وزنها الخفيف أو مرونتها أو قوة تحملها للضغط أو مقاومتها لتأثير الحرارة العالية أو قابليتها الفعّالة لتوصيل الكهرباء أو كل تلك الخصائص مجتمعة ! أو غير ذلك .. وما يمكن أن تحدثه من نتائج إيجابية أو سلبية لم يتطرق لها عقل من قبل !



ولاستكشاف هذه التقنية أكثر من حيث: أصل تقنية النانو وسبب تسميتها بهذا الاسم، وتاريخ تطورها وكيفية تطويع المواد للتعامل معها على هذا المستوى الدقيق، وخصائص هذه التقنية التي تتطبع بقوانين ميكانيكا الكم وليس الميكانيكا التقليدية وما نتج عن ذلك من خصائص فريدة للمواد… يُرجى الاطلاع على هذا الرابط.



ولنتطرق الآن إلى بعض الأمثلة الواقعية الهائلة للاستفادة من تقنية المستقبل هذه:

  • إذا علمنا أن الفيروسات المعروفة تتراوح أطوال أقطرها بين 20 نانومتر إلى 14000 نانومتر –بحسب المعلومات الواردة في هذا الموقع، وأن بإمكاننا تصنيع مرشحات (فلاتر) ذات مسام لا تتجاوز أطوال أقطارها 20 نانومتر، تقوم بتمرير المياه عن طريق الضغط الأسموزي بينما تحجز البكتيريا والفيروسات عن المرور، فما النتائج الصحية والبيئية التي يمكن لنا تخيلها من وجود مرشحات كهذه ؟!









وفي الرابط التالي نجد مبادرة لاستخدام تقنية النانو في محطات تحلية المياه في دولة المملكة العربية السعودية، وهي من أكثر الدول استخداماً لمياه البحر المحلاة في العالم لفقرها لموارد المياه العذبة.


  • وإن كنا ألقينا لتونا لمحة بسيطة عن بيئة خالية من الملوثات باستخدام تقنية النانو لتحقيق الوقاية التي هي خير من العلاج، فماذا عن علاج الأمراض بمساعدة تقنية النانو أيضا ؟!






يتحدث المهتمون بهذا الشأن عن مدى إمكانية تصنيع آلات مبرمَجة متناهية الصغر باستخدام تقنية النانو، هذه الآلات بإمكانها السير في مجرى الدم – على سبيل المثال – ومهمتها تقديم تقارير طبية عن العضو المستهدف داخل الجسم، كما يمكنها استهداف مسبب المرض للتخلص منه، سواء كان خلايا سرطانية أو بكتيريا ضارة أو فيروسات، عن طريق نقل الدواء الذي تحمله هذه الآلات مباشرة إلى مكان المرض داخل الكائن الحي، أو حتى إصلاح الأنسجة التالفة دون الحاجة إلى تدخل جراحي كبير !



وهذا الوثائقي يطلعنا أكثر على كيفية استخدام هذه الآلات النانوية طبيا (مدته 50 دقيقة):

[yframe url=’
]



قد يبدو أن الأمر خطير بالنسبة لاحتكاك هذه التقنية الجديدة مباشرة بجسم الإنسان؛ بسبب جهلنا حتى الآن بالطبيعة السُمية للمواد النانوية على المستوى البعيد، لكن ألم نقل أن هذه التقنية فتحت آفاقاً للعلم لا يعرف العقل عنها شيئا بعد ؟!



بل إن التوسع في هذا الأمر مستقبلاً قد يسفر عن إيجاد طريقة لإيصال الأجهزة الإلكترونية بالجهاز العصبي للكائن الحي… وبعيداً عن التطبيقات الطبية الهامة المتاحة لأمر كهذا إن تمكن العلم من التوصل إليه، فإن هذا الأمر يطرح من جديد سؤالاً يبدو منذ دخول الآلات إلى حياة الأفراد كأنه سؤال أزليّ وأبديّ في الخيال العلمي: هل ستتمكن الآلات يوما من السيطرة على الإنسان إن توفرت لها البيانات العقلية الكافية ؟!







وفي مجال العمارة يُتوقع أن تستخدم الأنابيب النانوية الكربونية في تصنيع الخرسانات ذات قوة الشد العالية، مما يهيء الأرض لطرز معمارية جديدة في غاية الصلابة والمرونة، قد تستفيد منها البلدان المعرضة باستمرار لأخطار الزلازل !











وربما أيضا يكون لهذه الطرز المعمارية الجديدة مجموعة من المميزات الإضافية: كمقاومتها للحرارة مثلا أو مقاومتها للصدأ… وهكذا ! بحسب تقنية النانو المستخدمة.


  • وأيضا في المجال العسكري تتجه البحوث إلى إنتاج أقمشة ودروع مضادة للرصاص باستخدام تقنية النانو؛ بسبب قوة الأنابيب النانوية الكربونية وخفة وزنها مقارنة بالدروع التقليدية.

  • ولتطوير كفاءة الطاقة الكهربائية -التي هي أساس حياتنا المدنية الحديثة- نصيب وافر من تطبيقات تقنية النانو، فيكفي أن نعرف أنه باستخدام تقنية النانو بإمكاننا أن ننتج بطاريات كهربائية تزيد سعتها عن البطاريات التقليدية، عن طريق شحن المساحات غير المستغلة في البطاريات التقليدية، ويتم شحنها أيضا في وقت أقل بكثير من الوقت الذي تستغرقه البطارية التقليدية قد يصل لنحو ألف مرة !








مما يعني إتاحة فرصة أكبر مما سبق للترويج لفكرة السيارة الكهربية على سبيل المثال كإحدى التطبيقات المستقبيلة الهامة التي تسعى لاستخدام الطاقة النظيفة.


  • أما بخصوص أجهزة الحاسبات اللوحية والهواتف الذكية… فحدّث ولا حرج عما يمكن أن يطرأ عليها من تطورات إذا ما دخلت تقنية النانو فعليا في صناعة مكوناتها، فقد ورد مثلاً في الموسوعة الحرة (ويكيبيديا) فقرة مرفقة بمصدر تتحدث عن تعاون بين شركتي “إيكوس” و “يونيديم” في الولايات المتحدة الأمريكية لتطوير أغشية نانوية كربونية شفافة وقوية ومرنة وموصلة كهربائياً.





  • لتصنيع شاشات لمس عالية الدقة والمرونة؛ تلبي حاجة الخيال العلمي وتعطشه لمزيد من الأجهزة الإلكترونية صغيرة الحجم عالية الكفاءة، وقابلة للطي ! كهذه الصورة مثلاً وهي عبارة عن هاتف ذكي يمكن طيه داخل سوار معصم اليد !


تلك كانت نظرة مستقبيلية على بعض الأوجه الإيجابية لتقنية النانو، فماذا عن ملامحها السيئة ؟!



صدرت في جامعة أكسفورد عام 1997م دراسة أثبتت أن المراهم المضادة للشمس التي يُستخدم في تصنيعها تقنية النانو التي توفر مادة قادرة على عزل الجلد عن الأشعة فوق البنفسجية للشمس تسبب هي نفسها الضرر للحمض النووي للجلد !.



وأجرت أليكساندرا بورتر من جامعة كامبريدج دراسة قالت فيها أنّ الأنابيب النانوية الكربونية قادرة على التسلل إلى الخلايا البشرية والتجمع فيها مما يسبب موتها. وأظهرت دراسات مركز جونسون للفضاء على الأنابيب النانوية الكربونية أنها أخطر من غبار مادة الكوارتز المسبب لمرض السيليكوسيس المميت !





ورغم كل ذلك .. فإن هذه الأضرار الناتجة عن تقنية النانو بإمكاننا اعتبارها أضراراً ثانوية ! لكونها غير مقصودة، كالأضرار التي تنتج عن أي تقنية اخترعها الإنسان في العصر الحديث، فغالبا ما يمكن السيطرة عليها وإزالة مصدر الخطورة، بإضافة التعديلات الصناعية المناسبة عليها قبل إتاحتها للاستهلاك، أو تهيئة البيئة المناسبة لاستخدامها إذا ما توافرت إرادة لذلك.







لكن ماذا لو قرر بعض “العلماء المختلين عقليا !” على سبيل المثال تصنيع قنبلة نووية باستخدام تقنية النانو المتناهية الصغر ؟! ثم قرروا أن يزرعوها في إحدى حشرات التجسس الصناعية المصنعة بتقنية النانو والتي يتحكم فيها عن بعد ؟! ثم بات العالم في حلبة للتنافس النووي الجديد يحتوي على مئات من هذه الحشرات النانوية النووية؟! والتي حتما سيتمكن أحدا ما من تسريبها إلى أيد غير أمينة ولأغراض غير شريفة !



هل سنصل حينها إلى الحدود القصوى لعالم الإبداع ؟! بتدمير الأرض وإفناء الجنس البشري (مصدريْ الإبداع) في هذا العالم ؟!



ربما ! ولكن تظل الحقيقة التي لا ريب فيها بعد هذا العلم الجديد والفتح المعرفي العظيم، هي قول الله تعالى:

{ وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً } سورة الإسراء / آية

85

[toggler title=”المصادر” ]






التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

آخر تعديل صانعة النهضة يوم 2015-12-21 في 09:25.
    رد مع اقتباس