عرض مشاركة واحدة
قديم 2015-12-12, 17:30 رقم المشاركة : 23
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

افتراضي رد: ملف عن :الجنسية المثلية والإضطرابات الجنسية



الغرب لا يعتبر الشذوذ مرضًا


الجنسية المثلية في التفسيرات الدينامية.. هي تثبيت أو نكوص عند مراحل بدائية في النمو النفسي، حيث يحدث تثبيت على المرحلة الشرجية أو الفمية، وربما يحدث فشل في تجاوز المرحلة الأوديبية، وبهذا يصبح السلوك الجنسي المثلي هو المقابل للعصاب -في رأي فرويد- ولكن الفرق بينهما أن العصاب يحتوي كبتًا، أما الجنسية المثلية ففيها إطلاق للغريزة، ولكن كلاهما يشترك في التثبيت أو النكوص أو عدم النضج
.



والجنسية المثلية من منظور علاقاتيٍّ هي نفي للآخر، فالمثلي لا يبحث عن آخر يتكامل معه، وإنما يبحث عن ذكورته المفقودة في ذكر مثله، أو تبحث عن أنوثتها المفقودة في أنثى مثلها.. وهذا يفسّر فشل المثليين في الوصول إلى علاقات مشبعة وثابتة؛ لأنهم يجرون وراء سراب، أو كمن يشربون من ماء البحر
.

وتقول الباحثة “إليزابيث موبرلي”: “إن سبب عدم مشروعية العلاقات المثلية نابع من كونها في واقع الأمر علاقة جنسية بين أطفال”.. وهذا المفهوم يؤكد عدم نضج العلاقات المثلية وعدم قدرتها على منح السعادة أو الطمأنينة لأصحابها حتى في حالة استبعاد المعايير الاجتماعية أو الأخلاقية أو الدينية.



والعلاقة المثلية علاقة غير منتجة، فهي أقرب للاستمتاع الترفيهي منها إلى علاقات البناء النفسي والأسري والاجتماعي، وهي علاقة أقرب للتملك منها للحب، وليس مستغربًا بناء على ذلك وغيره أن تكثر في المثليين الاضطرابات النفسية وتزيد معدلات الانتحار
.

ومتصل الجمال – الحب – الجنس عند المثلي ليس مكتملاً ولا متكاملاً، فالمثلي يعشق الصور الجميلة في نظره، والشكل لديه هو الأهم، وهو لا يعرف الحب بمعناه السليم وإنما يعرف الافتتان، كما أنه لا يمارس الجنس مع آخر مختلف، وإنما يمارسه مع نفسه أو صورة نفسه المثالية.



ومما يؤكد فشل الحل المثلي أن 67% من المثليين يتحولون إلى السلوك الغيري في مراحل نضجهم والتي تختلف من شخص لآخر، وأن 75% ممن تزوجوا من جنس غيري عبّروا عن ارتياحهم للعلاقة الغيرية في الزواج، وبعضهم يتزوج وهو لا يحمل أي رغبة حسية في الشريك الزواجي من الجنس الآخر، ولكنه يتزوج بدافع تكوين أسرة وإنجاب أطفال، وشيئًا فشيئًا تتكون لديه مشاعر معقولة تجاه الجنس الآخر مع تكرار العلاقة الزوجية في جو مفعم بالسكينة والمودة والرحمة
.



المرغوبية والمشروعية



وكون المثلي يشعر بميل لا إرادي تجاه مثله لا يعني كون هذا طبيعيًّا، وكونه يشعر بالرغبة في هذا الشيء والارتياح لفعله لا يعطيه مشروعية البقاء، فبالقياس نجد أن المدمن يحب المخدرات والمسكرات ويسعد بتعاطيها، وربما لا يسعد بشيء غيرها، والمقامر يجد سعادته في المقامرة، ومع هذا لم يقل أحد بالتسليم لرغبة المدمن أو رغبة المقامر لا لشيء، إلا لأن هذه الأشياء حتى وإن كانت ممتعة إلا أنها ضد قوانين الحياة وفطرتها، فهي تهدم ولا تبني، وتعزل ولا تتكامل، وهذا نفسه هو شأن الجنسية المثلية.



وليسوا فقط المثليون هم المطالبون بضبط غرائزهم وتهذيبها، بل كل الناس مطالبون بذلك فالجميع لديهم غرائز جنس وعدوان بدرجات وأشكال متباينة، والحياة السليمة في أي مجتمع تستدعي تنظيم وتهذيب هذه الغرائز بما يخدم حياة الجميع وسعادتهم
.


بين الوصم والتباهي




إن الخطأ يحدث حين يتم وصم المثليين واضطهادهم ونبذهم، كما حدث في أمريكا حين أصدر الرئيس الأمريكي “إيزنهاور” مرسومًا سنة 1953 بحرمان أي مثلي أو مثلية من الحصول على وظيفة فيدرالية، كما بدأ البوليس يتعقب المثليين ويتحرش بهم، وأغار على أحد حاناتهم في نيويورك عام 1969م، واندلعت مظاهرات عنيفة عندما بدأ المثليون في الرد على هذه المعاملات القاسية.


ومنذ ذلك التاريخ بدأ ظهور الجمعيات التي تدافع عن حقوق المثليين، وكأي جمعيات تنشأ في مثل تلك الظروف الساخنة، بالغت تلك الجمعيات في مطالبها وضغوطها على المجتمع الأمريكي وعلى المجتمع الدولي (بحلول سنة 1973 بلغ عدد جمعيات الضغط السياسي للمثليين 800 جمعية، وفي سنة 1990 تجاوز الرقم عدة آلاف كلها تضغط للحصول على مكاسب للمثليين)، وهذا جعلهم يأخذون موقفًا مضادًّا من المجتمع
.


وهكذا أصبحت المعركة بين المثليين ومجتمعهم، بدلاً من أن تصبح بين الجميع وبين الشذوذ أو المرض أو الانحراف الحادث.. فمثلاً لا يصح وصم مريض الإيدز أو استبعاده أو اضطهاده، ولكننا نوجه الجهد للإيدز نفسه لمقاومته، ولا يصح أيضا أن نحتفي بالإيدز ونقرر التعايش معه والفخر به، وكذلك الحال في الإدمان والقمار
.

ويقول الدكتور “أوسم وصفي” في كتابه الرائع “شفاء الحب”: “هذا بالطبع رد فعل مفهوم لكل سلوك مجتمعي يتميز بالوصم والتمييز، فالمشكلة تنبع أساسًا من ميلنا البشري للوصم والعزل والتمييز، فالوصم هو نوع من أنواع الخلط بين الإنسان ومرضه أو سلوكه، والنتيجة الطبيعية لهذا الخلط هي العزل والتمييز، حيث يقوم المجتمع -خوفًا من المرض- بمحاربة المريض بدلاً من محاربة المرض.



وكرد فعل للوصم والعزل والتمييز، تتشكل حركات الدفاع والتحرير، وتمارس ما يمكن أن نسميه بـ”الوصم المضاد”؛ لكونه يتميز أيضا بالخلط بين المريض والمرض، ومن أجل الحفاظ على حقوق المريض يدعو إلى الحفاظ على حقوق المرض
”.

وقد استطاعت جماعات ضغط المثليين في حذف الجنسية المثلية من الدليل التشخيصي والإحصائي للأمراض النفسية (النسخة الثالثة)، ولم يكن ذلك عن قناعة علمية، وإنما بسبب ضغوط إعلامية وسياسية جبارة.


وقد عبَّر عن ذلك الدكتور “باير” في مقال بعنوان “سياسات التشخيص” سنة
1981 بقوله: “لم تكن هذه التغيرات (يقصد حذف الجنسية المثلية من قائمة الأمراض واعتبارها اختيارًا شخصيًّا) نابعة من استيعاب الحقائق العلمية التي يمليها المنطق، وإنما على العكس كان هذا العمل مدفوعًا بما كان يمليه المزاج الأيديولوجي العام في تلك الحقبة من التاريخ”.



وقد ذكرت لجنة الصحة العامة بأكاديمية نيويورك الطبية في تقريرها عن الجنسية المثلية ما يلي: “الجنسية المثلية هي بالفعل مرض.. والمثلي إنسان مضطرب وجدانيًّا بحيث لم تتطور لديه القدرة الطبيعية لتكوين علاقات مشبعة مع الجنس الآخر.. وبعض المثليين قد ذهبوا إلى ما هو أبعد من مجرد الدفاع عن المثلية وهم الآن يحتجون قائلين إن المثلية هي أسلوب محبب ونبيل ومفضل للحياة” (موضوع السياسات الجنسية والمنطق العلمي، في مجلة التاريخ النفسي
10، رقم 5 عام 1992م صفحة 102، نقلاً عن كتاب شفاء الحب – دكتور أوسم وصفي).



ولقد كان لحذف الجنسية المثلية من التشخيصات المرضية أثر سلبي، فقد توقفت الجهود العلمية لمساعدة المثليين في مواجهة مشكلاتهم الناشئة عن توجهاتهم المثلية، ولم يبقَ متاح للأطباء غير مساعدتهم لتقبل مثليتهم ومساعدتهم على التكيف معها وإقناع المجتمع بقبول السلوك الجنسي المثلي
.. وهذا وإن كان مقبولاً في الغرب بنسب مختلفة إلا أنه غير مقبول في المجتمعات العربية والإسلامية والشرقية بوجه عام والتي لديها قناعات ومعتقدات دينية في اليهودية والمسيحية والإسلام تحرم السلوك الجنسي المثلي.



وليس من المتوقع محو هذه المعتقدات لطمأنة المثليين (الذين لا يزيدون عن
3% في المجتمع)، وقد استراح الأطباء لهذا الأمر لما يعانونه من مصاعب في التعامل مع المثليين في الموقف العلاجي، ولما يواجهونه من فشل في هذا المجال، ولكن الواقع يؤكد بأن عددًا كبيرًا من المثليين يعانون من مثليتهم بشكل شخصي بعيدًا عن أي ضغوط اجتماعية ويبحثون عن علاج لها لدى الأطباء فلا يجدون من يقدم لهم المساعدة؛ نظرًا لخلو المراجع الطبية الغربية من تقنيات علاجية لهذا الأمر، واعتياد الأطباء في بلادنا على التطفل على تلك المراجع كمصادر لعملهم دون إبداع حقيقي يضع احتياجات مرضانا بثقافتهم وتوجهاتهم واحتياجاتهم المختلفة في الحسبان.



ومن المعروف طبيًّا أن المثليين نوعان: نوع متوافق مع مثليته ومتقبل له
”Ego syntonic” وهذا لا دخل للأطباء به، فهو أصلاً لا يأتي إليهم ولا يسألهم مساعدة..


وهناك نوع آخر رافض لمثليته ومتألم منها
“Ego dystonic” وهو يأتي بحثًا عن المساعدة، ويكون في حالة ألم شديد بسبب جنسيته المثلية، حتى ولو كانت على مستوى المشاعر الداخلية فهو يشعر أنه يحمل بداخله شعورًا مقززًا لا يحتمله، وبعضهم يصل ألمه ورفضه إلى التفكير في الانتحار.. وهذا النوع يحتاج للمساعدة بشدة؛ لأنه يعاني معاناة شديدة



يتبع.





التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس