عرض مشاركة واحدة
قديم 2015-12-11, 18:41 رقم المشاركة : 5
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

افتراضي رد: بالأدلة .. كل لغات العالم أصلها عربي..



الجزء الثاني:

بتلك الانطباعات الاستفزازية السالفة الدكرفي الجزء الأول يسعدني أن أعرض على الإخوة أعضاء وزوار "واتا " الحضارية بعض الألفاظ العربية التي أنجدت لغات أجنبية عديدة ، وسدت الفراغ بها، في فترة ازدهارثقافة أهل تلك اللغة الأعجمية، وفي فترة تخلف لغتنا بعد تخلف أهلها،هذه الألفاظ أقدمها كعينة تعميما للفائدة، ورفعا لمعنويات بعض الإخوة الذين لم يستطيعوا منازلة أعداء اللغة العربية، وإظهار فساد منطقهم، وعدم صلاحية أدلتهم ،التي كثيرا ما حاولوا ـ يائسين ـ ضرب اللغة العربية ورميها بالعقم تارة، وباتهامها بالعجز والتخلف تارة أخرى، جاحدين فضلها، من أنها لغة القرآن الكريم، ولغة أهل الجنة ـ جازمين عن جهل تام ـ أن اللغة العربية ليست لغة علم ولا تكنولوجيا، وكأن اللغة العربية ـ التي لم يستعمل مما تمتلكه من كنوز وذخائر إلا حوالي العشر ـ هي التي حالت دون تقدمهم وتطورهم في شتى مجالات العلوم وميادين المعرفة، وكأن كذلك هؤلاء الذين يتهمونها، وهم الذين يتكلمون بلسان ضراتها، ويستعملون مفردات ومصطلحات حفيداتها قد قطعوا ـ في مجال تطورالعلوم الفلكية والبحوث البيولوجية ـ شأوا طويلا، تحسدهم عليه لغة الضاد.!!

فتعالوا أصدقاء العربية وأعداءها معا، نستعرض بعضا مما اختلسته تلك اللغات الأجنبية وما سرقته، وما احتاجت إليه من لغتنا الماجدة، وذلك في أيام عزها وعزأهلها، وحتى اليوم مايزال مسلسل الاستعارة والاختلاس من العربية متواصلا.


ومن ناحية أخرى قد ظن البعض أو تناسى أن كل أس من أسس كل علم من العلوم الحديثة هو ثابت الرسوخ في الحضارة العربية الإسلامية أيام ازدهارها وانتشارها، من رياضيات وجبر وهندسة وفلك وحساب وعلم أحياء وفيزياء وكيمياء..
ولانعيد للأذهان جهود جابر بن حيان وحكاية الصفر الذي لا حياة لأي علم دقيق إلا به، فبعد مضي عدة قرون تأكد الناس كل الناس أن لا حساب ولاحضارة إلا بتلك (الدائرة) العربية المنشإ والابتكار(0101010101).

ومما يثير الدهشة أنه حتى الإخوة سكان الخليج العربي وما جاوره ما يزالون معتزين بذلك الصفرالذي ابتكره أجدادهم، وهم يمجدونه دوما بوضعه على كوفياتهم، ولايعرفون لذلك تفسيرا.


مادة سناء médecine

ولنبدأ بمجال الطب وبأول لفظ فيه médecine أتدرون ما أصل هذا اللفظ وما منشؤه؟! إنه يعود إلى ذلكم الطبيب الفذ صاحب كتاب (القانون في الطب) ابن سناء، وأن اللفظ لفظ عربي مركب من كلمتين الأولى وتعني مادة، والثانية وتعني سناء، أي مادة سناء.
فلماذا لم تجد اللغة الفرنسية مقابلا لهذا المعنى في لغتها؟! ولجأت إلى أخذ الكلمتين وركبت منها لفظا واحدا صار دالا على علم الطب؟! أيعود ذلك إلى عجز في بنية اللغة الفرنسية أم إلى قوة وثراء اللغة العربية؟!
أعتقد أنه لا يعود لاإلى هذا ولا إلى ذاك، بل إلى قدرة الإنسان الذي باستطاعته استعمال أي لفظ يراه مناسبا لإطلاقه على المسمى الذي يريده ومن هنا تنتفي تهمة عجز اللغة عن مواكبة عصرها، فالفرنسة لا تعني تعميم الفرنسية بل تعني ما لم تستطع نحته من لغتها فتأخذه من لغة أخرى، فيصير مفرنسا، فكذلك التعريب لا يعني تعميم اللغة العربية على بقية مجالات الحياة إنما يعني إدخال ألفاظ أجنبية عن اللغة العربية وضمها إلى الأسرة الواحدة مكرمة معززة ( بوجو، رونو، فيات، تيلفزيون.....).

كاظمة kasma


ولنأخذ من الألفاظ العربية القحة التي هاجرت ـ قسرا أو طوعا ـ إلى لغات أجنبية ، وتم تجنيسها بجنسية العائلة التي أدخلت إليها، لاسيما اللغة الفرنسية واعتقد مستعملوها أنها تنتمي إليهم مبنى ومعنى نجد لفظ ( الكازمة ) الذي يعود أصله إلى كلمة (الكاظمة) وذلك باعتبار أن (الكازمة) هي عبارة عن قبو أوحفرة تحفرفي الأرض، ويلجأ إليها أي هارب أومتخف من خطر قد داهمه، ومن الأمثلة على ذلك:

(الكازمات) التي كان المجاهدون الجزائريون يستعينون بها للتخفي عن أنظار وملاحقة المستعمر الفرنسي لهم، فابتدعوا هذه الوسيلة للتخفي والاختباء حين يتأكدون أن ميزان القوى في المعركة غير متكافيء،وليست الفكرة عائدة إلى ابتداع فيتنامي كما قد يتوهم البعض، فالفيتناميون يلجأون إلى التخفي داخل جذوع الأشجار، وإلى الغوص داخل مياه الأنهار يتنفسون بواسطة أنابيب القصب، بينما الكاظمة لا تسمى كذلك إلا في عمق الأرض وفي الكهوف والمغارات.


ومنها على سبيل المثال (الحفرة) التي لجأ إليها الرئيس العراقي صدام حسين، أثناء اجتياح القوات الأمريكية للعراق سنة 2003 م.


و باعتبار أن اللغة الفرنسية لا تتحمل النطق بالظاء، فقد لجأت إلى أسهل طريقة لحل تلك المشكلة وهي تخفيف الظاء ، وتحويله إلى سين أو زي (zs) ليصير نطق الكلمة مناسبا، فتصبح (كازمة) بدلا من (كاظمة) العربية .


ومن المعروف أيضا أن لفظ (كاظمة) قد جاء من كظم يكظم ، أي حبس يحبس غضبه، ويكتم غيضه على مضض ، يكظم الملتجيء إلى هذه الكاظمة غيظه وغضبه وسخطه، في انتظار مجيء الفرج، أو الأمر بالخروج من تلك الحالة النفسية السيئة ، أويتخذ قراره بنفسه لللإفلات من حالة كظم الغيض والغضب، فيتنفس الصعداء، بعد زوال دواعي التسترالإجباري ، التي دعته إلى الهرب والفرارمن بعض المخاطر والمخاوف.

(سارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين.)
الشاهد: الكاظمين الغيض.فهل هناك من يدخل (كاظمة) وهو فرح سعيد ؟! أم يدخلها وهو كظيم؟!!
طبعا يدخلها على مضض أوغصبا عن إرادته.
فما هو المعنى الذي قد يؤديه اللفظ الأعجمي إن كان لفظ kasma أعجميا؟!!
فإن كان ولابد من استنباط أي معنى قد يؤدي إلى الغرض المطلوب فهو معنى لا يخرج عن كونه عربيا.

فحتى قدرالطبخ التي توضع على النار، محكمة الإغلاق، لا تلبث أن تظهرغيضها جليا، عبرتلك الفوهة المخصصة لإخراج الفائض من الغليان ومن بخار الماء، وهي كاظمة غضبها وغيضها، فتسمى (كاظمة)cocotte minute


قُمَيرَة camera


الكثير من مستعملي وسائل التصوير في العالم، يعتقدون أن ذلك الجهاز الذي يطلق على اسمه لفظ (كاميرةcamera ) هو من صنع وإبداع الغربيين دون غيرهم، وباعتبارأن هذه الآلة هي اختراع وابتكارأوروبي ـ حسب ما هو شائع ـ فإن أصولها ـ يا إخوة الكتابة من اليمين إلى اليسارـ ترجع ، إلى ذلكم الإنسان العالم العربي، عالم البصريات ابن الهيثم، الذي كرس كل حياته للبحث في علم الضوء، فقد ابتدع جهازا صغيرا كان يدرُس من خلاله ظاهرة الضوء، وكل ما يسمى الآن بالبصريات، في محاولات تجريبية للاطلاع على أسرارالنور وماهيته ، فقد لجأ أثناء محاولاته تلك للقبض على حقيقة الضوء، إلى صنع كوة من ورق، أو من جلد، أو من أي شيء آخر، لا نعلمه، وكان يتأمل من خلاله ضوء النجوم والكواكب، منعكسة على المرايا، وأطلق على جهازه الذي صنعه أوعلى تلك الكوة لفظ (قميرة) تصغير قمر،لأنها تشبه القمر، فسميت من ذلك الحين قميرة ابن الهيثم ،

وبالاستعمال المستمر لدى الغربيين صارت كاميرة، فاستبدلوا حرف القاف بالكاف واعتقد الناس بعد ذلك أن camera هو لفظ فرنسي محض، بينما الحقيقة هي أن هذا اللفظ قد تعرض لعملية تجنيس قسري وإدماج إجباري، ومع ذلك يقال أن العربية متخلفة!


فمن يستطيع الاستغناء عن هذه (القميرة ) في العمليات الجراحية الآن؟! التصوير الفتوغرافي بالقميرة، البث التلفزي بالقميرة، الاستشعارعن بعد لسبر أغوار الأرض بالقميرة، من بإمكانه رؤية مجاهيل الفضاء وأعماق البحار والمحيطات دون الاعتماد على هذه القميرة العجيبة ؟!


نشر بجريدة " الشروق اليومي " الجزائرية يومي: 27.26 04 2005م



هو البحر في أحشائه الدر كامن...
يتبع






التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس