عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-02-27, 21:36 رقم المشاركة : 1
azoude
أستـــــاذ(ة) ذهبــــي
 
الصورة الرمزية azoude

 

إحصائية العضو







azoude غير متواجد حالياً


b7 الزيادة في عطلة عيد المولد النبوي


تمديد عطلة عيد المولد النبوي


إني لأتعجب من تخصيص وزارة التربية الوطنية عيد المولد النبوي بأربعة أيام حيث تمت إضافة يومان عما كان عليه في السابق، في حين تمر ذكرى عاشوراء في صمت غريب داخل المدارس التي من المفروض أن تحافظ على قيم هذا اليوم المبارك الذي صامه الرسول وأمر أصحابه بصيامه وقال لئن عشت إلى العام المقبل لأصومن التاسع والعاشر. ومن المبادئ التي ارتكز عليها الميثاق الوطني للتربية والتكوين مبدأ القيم وحينما نقول القيم نعني القيم الصحيحة التي يجب أن تغرس في نفوس الناشئة لاستمرار المجتمع وبقائه حيا ينافس المجتمعات الأخرى ولا يذوب فيها بحكم التثاقف. لا شك أننا جميعا نُكِنُ في صدورنا محبة لرسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه. وإن هذه المحبة تعتبر من أصول الدين ومن لا يحب النبي صلى الله عليه وسلم أو يكرهه فإنه ليس بمسلم . إن المتأمل في السيرة النبوية وتاريخ الصحابة والتابعين وتابعيهم وتابع تابعيهم بل إلى ما يزيد على ثلاثمائة وخمسين سنة هجرية لن يجد أحدا لا من العلماء ولا من الحكام ولا حتى من عامة الناس قال بهذا العمل أو أمر به أو حث عليه أو تكلم به . فمتى حدث هذا الأمر –أعني المولد النبوي- يا ترى وهل الذي أحدثه علماء أو حكام وملوك وخلفاء أهل السنة ومن يوثق بهم أم غيرهم ؟ كان أول من أحدث ما يسمى بالمولد النبوي هم بنو عبيد الذين اشتهروا بالفاطميين وقد كانوا شيعة. فقد أظهروا للناس أنهم شرفاء فاطميون فملكوا البلاد وقهروا العباد وقد ذكر جماعة من أكابر العلماء أنهم لم يكونوا لذلك أهلا ولا نسبهم صحيحا بل المعروف أنهم (بنو عبيد ) ؛ وكان والد عبيد هذا من نسل القداح الملحد المجوسي وقيل كان والد عبيد هذا يهوديا من أهل سلمية من بلاد الشام وكان حدادا. وكان للخلفاء الفاطميين في طول السنة أعياد ومواسم وهي مواسم ( رأس السنة)،ومواسم ( أول العام )،( ويوم عاشوراء) ،( ومولد النبي صلى الله عليه وسلم ) ، ( ومولد علي بن أبي طالب رضي الله عنه ) ، ( ومولد الحسن والحسين )، ( ومولد فاطمة الزهراء)، (ومولد الخليفة الحاضر )، ( وليلة أول رجب ) ، ( ليلة نصفه ) ، ( وموسم ليلة رمضان ) ، ( وغرة رمضان ) ، (وسماط رمضان) ، ( وليلة الختم ) ، ( وموسم عيد الفطر) ، ( وموسم عيد النحر )،( وعيد الغدير)،( وكسوة الشتاء)،( وكسوة الصيف )،( وموسم فتح الخليج )، ( ويوم النوروز)، (ويوم الغطاس) ، ( ويوم الميلاد ) ،( وخميس العدس) ، ( وأيام الركوبات ) والملاحظ ان هذه الأعياد منها ما يزال يحتفل به عند الشيعة، وفي ربيع الأول ألزم الناس بوقود القناديل بالليل في سائر الشوارع والأزقة بمصر. هذه بداية الاحتفال بعيد المولد النبوي الذي توارث إلى يومنا هذا انطلاقا من بدعة لا أساس لها من الدين الحنيف. ودليل عدم جواز هذا الاحتفال من الأوجه التالية: * أن هذا الفعل لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم ولا أمر به ولا فعله صحابته ولا أحد


*أن الذي يحتفل بهذا اليوم واقع فيما حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم حين قال " إياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة" وجاء في رواية أخرى ( وكل ضلالة في النار ).


* يقال أن الذي يحتفل بهذا اليوم مأجور على فعله ، هذا القول مردود على صاحبه لقول النبي صلى الله عليه وسلم ( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد). قال الله تعالى ( اليوم أكملت لكم دينكم أتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ). أن الممارس لهذا الأمر- اعني المولد- كأنه يتهم للرسول صلى الله عليه وسلم بالخيانة وعدم الأمانة -و العياذ بالله- لأنه كتم على الأمة ولم يدلها على هذه العبادة العظيمة التي تقربنا إلى الله. أن في إقامة هذا العيد تحريف لأصل من أصول الشريعة وهي محبة النبي صلى الله عليه وسلم وأتباعه ظاهرا وباطنا واختزالها في هذا المفهوم الضيق الذي لا يتفق مع مقاصد الشرع المطهر إلى دروشة ورقص وطرب وهز للرؤوس لان الذي يمارسون هذه البدعة يقولون إن هذا من الدلائل الظاهرة على محبته ومن لم يفعلها فهو مبغض للنبي صلى الله عليه وسلم . أن هذا المولد فيه مشابهة واضحة لدين النصارى الذين يحتفلون بعيد ميلاد المسيح وقد نهينا عن التشبه بهم كما قال صلى الله عليه وسلم ( ومن تشبه بقوم فهو منهم ). أن فيه قدحا في من سبقنا من الصحابة ومن أتى بعدهم بأننا أكثر محبة للنبي صلى الله عليه وسلم منهم . * إن فاعل هذا المولد واقع فيما نهى النبي صلى الله عليه وسلم أمته صراحة فقد قال صلى الله عليه وسلم ( لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم ) فقد نهى عن تجاوز الحد في إطرائه ومدحه وذكر أن هذا مما وقع فيه النصارى وكان سبب انحرافهم . والاحتفال بالمولد النبوي مجاوزة في الحد المشروع، ومجاوزة في حد ما آمرنا به من محبة النبي صلى الله عليه وسلم، ومجاوزة للحد المشروع في إقامة الأعياد فليس في شرعنا للمسلمين إلا عيدان فقط ومن أتى بثالث فهو متجاوز للحد المشروع . *أن الفرح بهذا اليوم والنفقه فيه وإظهار الفرح والسرور فيه قدح في محبة العبد لنبيه الكريم إذ هذا اليوم باتفاق هو اليوم الذي توفي فيه النبي صلى الله عليه وسلم فكيف يفرح فيه والله المستعان. وأما يوم مولده فمختلف فيه ،فكيف تكون عبادة عظيمة تقرب إلى الله واليوم الذي يحتفل فيه غير مجزوم به . *اشتمال هذه الموالد على كثير من كبائر وعظائم الأمور والتي يرتع فيها أصحاب الشهوات ويجدون فيها بغيتهم مثل: الطرب والغناء واختلاط الرجال بالنساء ويصل الأمر في بعض البلدان التي يكثر فيها الجهل أن يشرب فيها الخمر وكذلك إظهار ألوان من الشعوذة والسحر ومن يحضر هذه الأماكن بغير نية القربة فهو آثم مأزور غير مأجور فكيف إذا انضم إليه فعل هذه المنكرات على أنها قربة إلى الله عز وجل فأي تحريف لشعائر الدين أعظم من هذا التحريف . ألهذه الأسباب زيد في عطلة عيد المولد النبوي من طرف وزارة التربية الوطنية حارسة القيم الإسلامية الصحيحة وكفيلة بترسخها في نفوس الناشئة، أم أن علمائنا يغضون الطرف عن هذه البدع أو لا يقدرون على تبيان الحقيقة التي لم تعد تخفى على أحد. أم ان هناك ضغوطا على الوزارة من طرف أناس لمساواة عطلة ميلاد النبي بعطلة عيد الأضحى، وجعله أفضل من عيد الفطر الذي يخصص له فقط يومان.


المراجع:


مقال لناصر بن يحيى الحنيني (المولد النبوي تاريخه ، حكمه ، آثاره) موقع صيد الفوائد.





التوقيع

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد ان لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
    رد مع اقتباس