بالرغم من التقدم العلمي المهول الذي وصلت له البشرية، إلا أننا في كل يوم نفاجئ بشيء من إبداع وإعجاز الخالق جلا وعلا في غرائب خلقه . الحشرات المضيئة (الخنافس المضيئة)؟!! إحدى أعاجيب كوكبنا ، حشرة لا يتجاوز حجمها ملم ميترات وفي داخلها يعمل مصنع طاقه رهيب ينتج كميات من الطاقة المضيئة تتفوق وبفارق مهول على أحد أعظم الاختراعات البشرية (المصباح الكهربائي). كيف تضيء الخنافس المضيئة ؟ يحتوي جسم هذه الحشرة على إنزيم (Luciferin) وإنزيم (Luciferase) ومع وجود مصدر للأكسجين ، ووجود ثالث فوسفات الأدينوسين ، ينتج عن ذلك تفاعل ينتج عنه الضوء ، من خلال جانبي السطح البطني للخنفساء (الحلقات الأخيرة من البطن)، وتتوقف كمية الضوء المنبعثة من الخنافس على كمية الأكسجين الداخلة في التفاعل ، فعندما تريد الخنافس إنتاج وميض طويل لفترة طويلة ، فإن المخ يعطي تياراً عصبياً إلى نهايات الجهاز التنفسي ، لإنتاج كمية كبيرة من الأكسجين إلى داخل الخلايا الضوئية ، وبالتالي يتم انتاج كمية كبيرة من الضوء. مقارنة بين الخنافس المضيئة ومصباح أديسون ؟ سنقارن بين كمية الطاقة المنبعثة من مصباح اديسون، وكمية الطاقة المنبعثة من الحشرة المضيئة . طبعاً المقارنة ستكون وفق ميزان النسبة والتناسب وهو أدق ميزان على الإطلاق . بعد تحليل العلماء لهذا الضوء ومقارنته بمصباح أديسون وجدوا ما أذهلهم ، إذ وجدوا أن الضوء المنبعث من الخنافس عبارة عن 100% طاقة ضوئية ، وصفر % حرارة . أما المصباح الكهربائي فهو يعطي 10% إضاءة فقط ، و90% حرارة . وقد ذكر العلماء أسباب عديدة لإضاءة هذا النوع من الحشرات منها : 1ـ أنها تعيش في غابات كثيفة ، وبعضها في أعماق البحار وهي مناطق مظلمة تحتاج إلي إضاءة . 2ـ لجذب فرائسها من الحشرات الأخرى الصغيرة ، والتي تنبهر بأضوائها فتقترب منها ، فيتم اصطيادها . 3ـ لتخويف بعض الحيوانات والحشرات الأخرى التي تحاول افتراسها ، فهي وسيلة للدفاع عن النفس . الحشرات المضيئة صنع بديع ، فتبارك الله أحسن الخالقين .