منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد - عرض مشاركة واحدة

الخط العربى

اهتم أجدادنا بالخط اهتماماً شديداً حتى أنه صار فناً بحد ذاته .. وسر هذا الاهتمام هو وجود ارتباط وثيق بينه وبين كتابة القرآن الكريم .. فلم يسبق للكلمة أن كانت فناً مرئياً فى أمة من الأمم قبل نزول القرأن الكريم بل كانت مجرد وسيلة للتعبير عن الكلام بصورة مرئية .. لذا يُعد الخط العربى فناً من الفنون الإسلامية الخالصة .. كما أنه لم يتأثر بمؤثرات أخرى لأنه لم يكن له وجود قبل وجود الإسلام ..

والفنان المسلم لم يقف فى هذا الفن عند حدود تحسين الحرف وإجادته فقط .. بل تعداه إلى غيره فاستعمل الحرف كمادة زخرفية تستخدم فى المساجد خاصةً وغيرها من المنشآت عامةً .. ثم صار الحرف أداة من أدوات الفن التشكيلى .. فكان -ولا زال- يُستخدم فى صنع لوحات على هيئة حيوانات أو طيور أو غيرها بينما يكون معنى الحروف المكون منها الشكل له صلة بذلك الشكل الذى قد يكون حيوان او طير وهكذا ..
وليس غريباً أن نجد أنواع الحروف متعددة وصعبة الحصر .. فالأنواع الرئيسة من الخط ستة أنواع (الرقعة والكوفى والثُلُث والنسخ والديوانى والفارسى) ومن كل نوع تتفرع أنواع أخرى .. وذلك لأن الخط فن واسع وليس له قواعد محددة يجب الالتزام بها بل يخضع للذوق الفنى فقط ..

والخلاصة أن فن الخط العربى متسع جدا ويسمح لكل فنان بانتهاج نهج خاص له .. ويسمح أيضاً بخلط الأنواع معاً -بشرط التوافق بينها- والتشكل بأى شكل يريده الخطاط ..

الطريف فى الأمر أن الخط الردىء حينها كان وصمة عار لصاحبه .. وكان لزاماً عليه أن يتقن الخط قبل اتقان أى علم من العلوم -نحن نتحدث عن أمة لا وجود للأُمية فيها- وكانت أجود الخطوط خطوط العلماء والتلامذة النبهاء لوقوع عبء تدوين العلم عليهم ..

فى عصرنا الحالى يكاد ذلك الفن أن ينعدم .. قليلون من يهتمون به ويتعلمونه وأقل منهم من يمتهنه .. قد يبدو الأمر هيناً لكنى أرى أن الخط العربى جزء لا يتجزأ من ثقافتنا وحضارتنا التى فقدناها وهويتنا التى نفقدها