عرض مشاركة واحدة
قديم 2015-07-16, 21:40 رقم المشاركة : 32
express-1
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية express-1

 

إحصائية العضو








express-1 غير متواجد حالياً


وسام التميز لشهر مارس 2012

افتراضي رد: “مذكرات قاعدية كَلاكَلية”(1).. أول يوم في الجامعة – بشرى الشتواني



“مذكرات قاعدية كَلاكَلية”(29).. ثوريون يؤخرون الثورة! – بشرى الشتواني

— 15 يوليو, 2015 تحذير: “مذكرات قاعدية كَلاكَلية” خاصة بموقع “أخبركم” كل إعادة نشر بدون إشارة للمصدر هي عملية سطو موصوفة ومفضوحة
(…) كان لاختيار الاتحاد الاشتراكي التصويت مع الدستور أثرا كبيرا على تنسيقية 20 فبراير بأكادير المركز، خصوصا أن الرفاق القاعديين انشغلوا بالتحضير للرد على الإعتداء الذي طال رفيقيهم، أما نحن فقد انشعلنا بالجرحى..
كان لابد من مواكبة الترويض والتطبيب خصوصا أن المعتدين استهدفوا الأطراف لذا كان من الصعب ترك الرفيق وحده وهو غير قادر على الحركة، ثم إنه ما كدنا نستيفق من صدمة الرفيقين الأولين حتى جاءنا خبر استهداف طالب متعاطف وآخر كان هو من أبلغني بخبر عملية الهجوم الأولى والذي كنا نبحث عنه لمدة ثلاثة أيام دون جدوى، إلى أن عثر عليه أحد الرفاق في حالة يُرثى لها بمستشفى الحسن الثاني..
كنت ألعن السياسة والثورة بداخلي وأنا أدخل منزلي لأجد رفقي هناك ممددا ينتظر مَن يساعده على القيام بأبسط الأشياء اليومية، وأتخيل أمه لو كانت هنا بيننا، كيف سيكون شعورها؟ مرات كثيرة كنت أعلن تدمري ومرات أقمعه داخلي كي لا أُتهم بالجبن، لكن في الحقيقة كنت أخاف أن يُصاب زوجي بمكروه كلما اضطر للذهاب إلى محيط الجامعة..
مرت الايام ثقيلة بين المستشفى ومواكبة أخبار الحركة عبر النت، كنت تقريبا أخرج كل يوم أحد إلى جانب مناضلي أكَادير الكبير. لم أستطع التخلص من حلمي بتحقيق شيء ولو صغير من خلال حركة 20 فبراير، حتى أصدقائي في الشبية الاتحادية كان لهم نفس الشعور، فرغم انضباطهم لقرار الحزب كانوا يسألون عن مكان المسيرات ومستجدات الحركة لأننا راكمنا فيها بالاضافة للنضال مشاعر صادقة تجمع خصوصية المغاربة في تقبل الاختلاف، وحلما مشتركا في مغرب آخر ممكن رغم اختلاف استراتيجيات نضالنا..
من هنا بدأ يتولد عندي سؤال لماذا نخلق صراعات مع الكل؟ ولماذا نصر على أننا نحن من يملك الحقيقة دون غيرنا رغم أن المنطق يقول بنسبية الأشياء؟
أخدت أطرح الاسئلة وأنا وسط الرفاق ولم تكن لي رغبة في الخروج من سربهم، كنت أقول: لأن الممارسة على الأقل ستبين لمن يمارسون الجمود الذي كنا فيه، أما الذين لا يمارسون فلن يقدموا شيئا سوى تأخير الثورة وإعاقة الطاقات المناضلة اليافعة. ما زلت أتذكر كيف تصلك الانتقادات فقط لأنك تبادر بخطوة نضالية أو تكتب جملة فايسبوكية تنتقد فيها هذا أو تشجع ذاك..
كنت أتابع كل هذا.. ومرات أصرخ في وجوههم أنهم يؤخرون الثورة ولا يراكمون لها، ومرات كنت أكتفي بالصمت احتجاجا على كسلهم. ما زلت أتذكر مرة شاركت في نشاط من تنظيم منتدى بدائل المغرب كشابة من شباب عشرين فبراير بأكادير، وكانت بعدها مباشرة المسيرة الوطنية المنددة بتفجيرات مقهى أركَانة بمراكش، ذهبت مع صديقة اتحادية وبعض المتعاطفين مع الحركة لأجد إشاعة انتشرت مفادها أنني اتحادية مندسة وسط القاعديين، لماذا؟ مثلا كي أُفشل مشروع الثورة القريب من التحقق أو ماذا؟ لست أدري.. لكنهم صدقوا كذبة اقترفوها عن جهل وهي أنني ذهبت للمشاركة في مؤتمر للشبية الاتحادية، إنهم لا يعرفون حتى كيفية المشاركة في مؤتمر، ولا حتى ماذا يحدث وأن الأمر وما فيه أن الشبيبة الاتحادية نظمت ملتقى اتحاديي عشرين فبراير وصديقتي قررت أن تزور رفاقها قبل إكمال الطريق إلى المنتدى، ما هم كل هذا المهم أن فكر التخوين قائم..
لم يكن ذاك هو الحدث الوحيد بل هي أحداث كثيرة واكبت لحظة تخلصي من شك الرفاق القاعديين وطرح السؤال الكبير: لماذا كل هذه التضحيات من شهداء ومعتقلين ومعطوبين دون أن نحقق خطوة واحدة إلى الأمام؟ هل من أجل التباكي بهم أم للمراكمة؟ إذا كان من أجل المراكمة فأنتم لا تراكمون يا رفاق..
بعد نشر إشاعة كوني اتحادية جاء وقت نسبي لحزب الاصالة والمعاصرة، لا لشيء، إلا لأنني قررت أن حضور حفل أقامته اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان وأحياه الفنان سعيد المغربي وصلاح الوديع، نشرت الصور مع هذين الرجلين لتقوم ثورة من السب والقذف والشتم، ثم لتخرج صديقة كانت معنا وكانت تعرف أنها ستحضر حفلا من إحياء رجلين معروفين جدا، وهي مناضلة قاعدية جدا كتبت تتبرأ من الصورة وتأكد أنه غُرر بها لتأخد الصورة دون أن تعرف أن الرجل الذي كان بجانبها هو صلاح الوديع، ساعتها أيقنت بالضبط أنه لا امل يرجى في رفاق الأمس..
ثم توالت أحداث العنف بين الرفاق كل مجموعة تُخَوِّنُ الأخرى ومجموعة تدعي أنها على حق. كان منهم مَن استهدفوا رأسه ومن استهدفوا أطرافه ومن حوكم بسنوات من السجن واعتُبر معتقلا سياسيا وهو لا يتجاوز صفة مجرم مزق أطراف طالب لا يخير عنه في الإجرام..
كنت أقول لهم: “يا رفاق نحن تعلمنا من مدرسة القاعديين جملة أنا يا رفيق إن اخطات فخذ بيدي وليس اقطعها لي”!.. ولم ينتبهوا لكلامي وكانت القطرة التي أفاضت الكاس هي أن رفيقا قاعديا كان أحد ضحايا عنف الحركة الثقافية الأمازيغية، بالكاد شُفي من إصاباته تعرض لضربات من رفاقه الذين اشتركوا معه بالامس القريب نفس الحصير. سلوك لا يمت للانسانية بصلة..
دخلت لرؤيته بالمستشفى، فلم أقو على الاستمرار، كنت واقفة أمامه وأخذت أصرخ لهول ما شاهدته من آثار الوحشية، وماذا كان السبب؟ الانتقام.. هل المناضل ينتقم؟ هل بهؤلاء المنكوبين ستقوم الثورة؟ هل الاعاقة الفكرية ستراكم للثورة شيءا؟ هل الكسل يخلق مناضلا؟ ثم مَن أوكل لكم الحديث باسم شعب لا يريد شبابا منكوبا معاقا بل يريد حماة للوطن ومناضلين يحبون الحياة من أجل الوطن..
عندما أعاين الآن حملة صرخة الأمهات ينتابني شعور بالأسى لأولئك النسوة اللواتي يحتجن من مكان لمكان مدافعات عن براءة أبنائهن، دون أن يدركن أن هناك من عمل على تكبير فكرة العنف في عقول كل من يحلم بالثورة..
لا أريد أن أبخس تجربة، بل مدرسة، علمتنا الكثير، لكنها بريئة من هؤلاء الذين يتكلمون باسمها. القاعديون كانوا دعاة حوار وسجال ونقاش ومنتجون للفكر وأفكار ومواقف تدفع عجلة النضال إلى الأمام. هم ليسوا محترفي حمل الاسلحة البيضاء وتمزيق أطراف كل من يخالفهم الرأي..
لن أعمم، فهناك مناضلون مروا من التجربة هم حقا رائعون وصادقون مع أن الصدق صفة في كل المناضلين حتى العنيفين منهم، لأنهم يُعنِّفون بصدق، تماما كما الدواعش يقطعون الرؤوس بصدق ظنا منهم أنهم يعبِّدون الطريق نحو الجنة، لهذا أقول دائما أنه بالاضافة لداعش اليمينية هناك داعش اليسار.. اليمين يقتلون من أجل الجنة واليسار يعنِّفون ويعتدون من أجل الجنة أيضا، وهنا تختلف الجنان الوهمية. أما نحن فنناضل من أجل وطن يسع الجميع..
ثمة َن يظن أن الجنة توجد في السماء ومَن يظنها ثورة ستنطلق من الجبال، نحن نناضل من أجل مطالب نستطيع تحقيقها ثم نناضل من أجل الفرح والحياة فقط دون عنف أو هدر دم أو أي شيء يعكر صفو الفرح فينا، لأن المناضل إن لم يكن إنسانا مقبلا على الحياة فلن يستطيع النجاح في مهامه… (يُتبع).









    رد مع اقتباس