عرض مشاركة واحدة
قديم 2015-07-08, 22:08 رقم المشاركة : 25
express-1
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية express-1

 

إحصائية العضو








express-1 غير متواجد حالياً


وسام التميز لشهر مارس 2012

افتراضي رد: “مذكرات قاعدية كَلاكَلية”(1).. أول يوم في الجامعة – بشرى الشتواني



تعقيب: بشرى الشتواني أساءت في مذكراتها لنفسها لا للقاعديين

— 8 يوليو, 2015 حافظ الحفيضي
تتحفنا في هذه الأيام الرمضانية الرفيقة بشرى الشتواني بما أسمته مذكرات قاعدية كلاكلية والتي من خلالها تسرد تجربتها في صفوف النهج الديمقراطي القاعدي؛ وقد تسلحت الرفيقة بما يكفي من الجرأة لفضح هويتها وتفاهة ما ترمي إليه من خلال التطاول على تجربة الطلبة القاعديين.
إن أول مؤاخذة على الشتواني؛ والتي يجتمع حولها العديد ممن عايشوا التجربة؛ هي ربطها قاعدية بلفظة كلاكلية؛ وهو الأمر الذي يدفعنا للسؤال؛ ما هي غايتها من استعمال هذه اللفظة بدل الإكتفاء بوصف نفسها بالقاعدية؟
الجواب يقتضي منا أن نعرج على سياق تسمية القاعديين بالكلاكلية حيث إن الصراع بين الفصائل الطلابية لم يكن سياسيا وإيديولوجيا فحسب؛ بل طالته بعض النزعات الصبيانية من قبيل التسميات القدحية التي ينعت بها فصيل فصيلا آخر؛ في هذا السياق لم يسلم القاعديون من التوصيف؛ فأطلق عليهم الخصوم؛ الكلاكلية؛ بمعنى أنهم يكثرون الكلام واللغط دون فائدة؛ والتكلكيل في نظري لا ينطبق على القاعديين وحدهم؛ بل إن لكل فصيل ولكل تصور ولكل حزب كلاكليته الذين يطنبون في كلام تنعدم فيه الإفادة؛ وبالتالي أن تصف الشتواني نفسها بالقاعدية الكلاكلية فهي إنما تسيء لنفسها لا للقاعديين؛ إذ تثبت من حيث لا تدري أنها كانت لا تتقن سوى اللغط والكلام الفارغ.
أما في صلب مذكراتها فقد اعتمدت أسلوبي (الخلط والجلط) بين الكتابة عن التجارب الشخصية والتجارب الجمعية التي ينبغي أن نراعي فيها؛ شئنا أم أبينا؛ الشروط العامة التي أحاطت بها واستحضار الموضوعي والذاتي لتقييمها؛ مع الأخذ بعين الاعتبار أن أي تحريف أو تشويه لتجربة جمعية معينة هو خيانة للتاريخ وتطاول على صانعيه؛ أما تجربة الكتابة الفردية فإنها تفتح هوامش من الحرية للكذب والتزييف.
حافظ الحفيضي

وفي خضم هجومها على رفاقها القدامى؛ حاولت بشرى الشتواني أن تطبع مذكراتها قدر الإمكان بالتطرق إلى مواضيع بسيطة استصغرت فيها نضالات الجامعة؛ حيث أكثرت _كما أكثر أبو هريرة_ في تفخيم ذاتها ومحورة كل القضايا عليها؛ فهي تناقش؛ تؤطر؛ تعبئ؛ وتوزع المنشورات؛ كما أنها أعادت الحياة إلى الوراء فأمست ليلى ورفيقها قيسا؛ وكأنها تغفل أنها مناضلة فذة في صفوف القاعديين وبالتالي ليس لديها ما يكفي من الوقت لتضيعه في الحب العذري.
ولم تفوت الشتواني عليها فرصة الاسترسال في سفاسف الأمور و أطالت دون جدوى الحديث حول شخصها متناسية أو جاهلة أنها تسرد تجربة مناضلين يلزمنا تقديرهم وليس قصة حب لا داعي لتضخيمها أمام القارئ؛ فالعلاقة العاطفية ليست إنجازا إلا في عقول المرضى.
واستمرارا في عرض إنجازاتها الخارقة تواصل بشرى هذه المرة؛ تصوير عظمتها قبل وبعد الاعتقال بعدما قضت عشر سنوات بتازمامارت؛ واستقبلها رفاقها إلى جانب الطلبة كما يستقبل الأبطال؛ إذ في بعض الأحيان كانوا يطلقون عليها لقب البطلة.
وتمضي الكلاكلية مزهوة منتشية في حكيها للمراقبة التي تفرضها عليها والدتها؛ كي لا تذهب للجامعة بمفردها حيث نصبت الكاميرات وأبراج المراقبة والجواسيس لاعتقال بشرى التي زعزعت أركان النظام وينتظرها حكم بالإعدام مع التنفيذ في سابقة تاريخية لم يشهدها المغرب من قبل؛ بشرى الثائرة التي لا تتوقف عن ربط الاتصال بالرفيق لينين لتبلغه عن المستجدات.
وقد حاولت بشرى جاهدة أن تكيل للتجربة؛ التي لم نكن إلا متعاطفين معها؛ ضربات موجهة ممن لا يقبلون إلا أن تعادي اليسار الثوري حتى يقتسموا معك الجلوس ثم يجبرونك على اعتبار ما سبق مراهقة سياسية؛ وأن النضال الحقيقي هو التآمر على المحرومين ولكن بطريقة إنسانية. حين تتذوق الإنتهازية وتغوص فيها تسدد سهامك إلى الخلف مستهدفا الكرامة؛ وتغض النظر أمامك كي لا ترى الأعداء الحقيقيين.
إن انتماءنا لتجربة؛ مهما كانت؛ وتخلينا عنها في وقت لاحق لا يعطينا الحق في النيل منها بناء على أمور تافهة؛ فلا يختلف اثنان حول حاجة كل التجارب للتقييم؛ ولكن حين يكون الهدف هو إرضاء رغبات شخصية وأخرى حزبية؛ وبالتالي يحضر هاجس التلفيق؛ فتلك قمة النذالة.
وكما يتحد الشكل والمضمون في خدمة الأعمال المحترمة؛ فقد اتحدا في مذكرات الشتواني؛ ولكن فقط ليشهد كل واحد منهما على البؤس الذي عاناه خلال شهر بأكمله؛ فكما أساءت المضمون وشوهته؛ كسرت الأسلوب وحكمت عليه بالرداءة؛ وهي التي لم تستوعب بعد؛ لقلة الإطلاع؛ أن الكتابة كأسلوب لا يمكن أن تتأتى لأحدنا إلا بمطالعة الكتب التي نستخلص منها أسلوبنا ولمستنا الخاصة؛ لا أن نظل طول الوقت نحتضن الركاكة.








    رد مع اقتباس