رد: قصة : البدويّة .!!! من تأليفي . | ج 9* أحسستُ بقطرات ماء صامتة نزلتْ برودتها على جسدي ،وهي تقصّ حكايتها ، فكلماتها تهبط على نفسي والخوف يأكلني ، وقالت : ـ ........!! وددتُ لو أبوح بما يَسري في وجداني ، أو أُلمّح لها بشيء. لكنها همهمتْ بشيء وإن لم تَقُلها شفاهةً : ـ .... ثمّ سكتت ومسحتْ دمعة من عينها وكأنها تُخفيها بين أصابعها ورفعتْ اصبعُها إلى لسانها وكأنها تتذوّق طعمهما ، كانت الحركة تشقّ عليّ وتصعبَ بهجسها في داخلي ،ثم أردفت بتركيز في عيني : ـ لا تخف يا سالمْ .! ـ انا اسمي سعيد .! ـ السموحة منك .. اسمك بدا على لساني بأنكَ سالمٌ أكثر من أن تكون سَعيداً . ـ كيف .؟ ابتسمت . ـ تقاسيم وجهك تُوحي بأنك سالمٌ من كل شيء .. وطالما نطقتُ بإسْم سالم ، فسيبقى سالماً محفورٌ في ذاكرتي ،فإنّ سالمٌ أُسْلم له طوعاً . ـ لماذا ..؟ ـ ذلكَ لأني أراك صادقاً ، لا يُمكن أن تحيد عن كلمتك . ـ نعم ستجدينني كما وثقتِ بي . ـ أُنْظر ، أترى أؤلئك الرجال . ـ نعم . ـ إنهم لن ينالوا مني أقصد أؤلئك الرجال الذين جاؤوا إلى أبي . طالما صادف مجيئكَ السّالم وطالما التقتْ عيني بعينيكَ السعيدة وتوافقت مشاعري في مشاعرك واختلطتْ دِماءُ محبّتك في شراييني بدماءٍ نبضتْ به مشاعر أملي. حمدت الله سِراً ، وأنا أرقب نُطق كلماتها، وشكرت ربّي أن أقداري سَعيدة وسَالمة . وكأنّي أمدّ يدي ، أعاهدها : ـ لن أتخلّى عنكِ حتى لو مكثتُ سنين . فجأة كانَ أبيها قُدّامي بشحمه ولحمه ، وهو يُمسّد لحيته في انسيابٍ إلى اسفلها بهدوء ، يرفع رأسه، ويسألني : ـ كيف الأهل هناك أطياب .؟! شرع يُعَّرف المجتمعون بسرور كبير ، وأشاد مُعرّفاً الجماعة عن قِيَم علاقته القوية بوالدي المرحوم ، والحقّ يُقال ، فقد ذكر مَناقبه وفضائله وأخلاقه .. فزاد ذلك في نفسي رِفْعةً وسُروراً واعتزازاً، فقال : ـ أشتغل كما أبيك كان رحمه الله يعتدّ بالشّغل .! ثم أردف باسماً بلهجته البدويّة : ـ إيش رايك انْعيد السّيْرة الأوّليّة ،نبيع ونشتري ..! والتفتُّ إليه ولم انتظر : تمْ .. طالْ عُمرك !؟ فصاح الجميع بصوت واحد : بارك الله فيك .. اسمّيك نشْمي ..؟! وقال رجلٌ كبير منهم : ـ حيّ الله بالذيب ، من تسمّيْتْ؟؟ وبصوت خشن لتوّي أصل سنّ البلوغ : ـ سَعيد والبعض يسَمّيني سالمْ . قال ابيها وهو يمسح بلحيته : ـ عِشْت، وبَعْدك .. ؟! ثمّ عدّل من وضع جلسته وقال : ـ خلّك على سَالمْ . وتبقى سالمْ ! لم أعترض ، وبقيت ساكتٌ وقد عكفت رِجلي كقعدة الصلاة وشبكتُ أصابع يدي في بعضها .. ساكنٌ في وضع مُتأهب إذا ما دعاني للقهوة . * الكاتب حمد الناصري المرتاح سلطنة عُمان . | التوقيع | لن تستقيم الحياة إن لمْ يستقم عليها الانسان .! لن يُحبّ الله أحداً إلا إذا أحبّ الانسان غيره بصدق ..!! الحُبّ الحقيقي تتدفّق عاطفته كما يتدفّق الماء من أعلى قِمّة.! | آخر تعديل المرتاح يوم 2015-07-01 في 09:48. |