عرض مشاركة واحدة
قديم 2015-06-29, 22:00 رقم المشاركة : 15
express-1
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية express-1

 

إحصائية العضو








express-1 غير متواجد حالياً


وسام التميز لشهر مارس 2012

افتراضي رد: “مذكرات قاعدية كَلاكَلية”(1).. أول يوم في الجامعة – بشرى الشتواني



“مذكرات قاعدية كَلاكَلية”(13).. بَطَلَةٌ في الساحة المقدسة! – بشرى الشتواني

— 29 يونيو, 2015 تحذير: “مذكرات قاعدية كَلاكَلية” خاصة بموقع “أخبركم” كل إعادة نشر بدون إشارة للمصدر هي عملية سطو موصوفة ومفضوحة
(…) تمت المناداة علينا بسرعة وكأنهم يريدون التخلص منا ومن حشد المتضامنين معنا.. وقفنا أمام القاضي.. لم أكن أسمع شيئا، فقط صوت رفيقي وهو يقول لي: “أنتِ بطلة”..
كنت سعيدة وقوية جدا جدا.. كان الإحساس بقامتي الطويلة يفوق طول منصة القاضي وحتى قامات محاميي هيئة الدفاع.. فجأة سمعت أن الجلسة أُجلت إلى الاسبو ع المقبل…
طوال الطريق إلى المنزل وأبي يحذرني من الاختلاط بالرفاق لأنني ما زلت مُتابعة وبأننا أنا ورفيقتي في خطر أكثر من رفيقنا الوحش، فهذا الأخير على الأقل في السجن.. ثم طلب من “ماما” مرافقتي إلى أي مكان أذهب له.. وفهت أنني موجودة تحت حراسة نظرية أخرى، وأنني خرجت إلى السجن الأكبر..
كان يومي الموالي حاسما، فهو الذي كان علي أن أجتاز فيه ما فاتني من امتحانات، وأعانق الساحة المقدسة، وأنا أكثر قوة وطولا.. لكن قبل أن أخرج من باب المنزل كان ذراع أمي قد تشابك بذراعي.. “ما عندك فين تمشي بوحدك رجلي على رجليك راك ما شايطاش عليا”.. “ماما راني طالبة ماشي تلميدة والله منا دوي مع حتى واحد”.. “شوفي غير نمشيو بجوج ولا نبقاو بجوج”..
استسلمت للأمر الواقع وذهبنا.. أول ما وصلت إلى الساحة سعيدة، أحسست برغبة في الانفلات من قبضة أمي والانطلاق، لكنها هي أيضا أحست بشيء ما فأمسكت ذراعي بقوة مؤلمة.. نعم كانت مؤلمة.. اقترب الطلبة مني وشرعوا في معانقتي والسلام علي.. “على سلامتك آ الرفيقة.. تحياتنا العالية”.. كلمة سعتها كثيرا إلى أن وصلت إلى رواق رفاقي القاعديين.. سلموا علي بحرارة وعلى ماما بحرارة أكثر..
فجأة تركت “ماما” ذراعي واندمجت في الكلام مع الرفاق وكأنها رفيقة كبيرة.. تكلمنا وناقشنا ثم اتجهنا نحو القيدومية لمقابلة العميد.. الأستاد “ابن حليمة” كان رجلا رائعا حقا، فقد وقف أمام باب الكلية يوم اعتقالنا وصرخ في وجه القمع: “لن تدنسوا حرمة الجامعة ولو على جتثي”.. وفعلا لم يدخلوا الجامعة..
استقبلني العميد بكل فرح وكان يناديني ابنتي.. قال ل”ماما”: “سيري آلالة لشغلك بنتك راها مناضلة وفإطار دزنا منو كاملين، الاتحاد الوطني لطلبة المغرب كيعلم مكيفسدش ونتي آبنتي غدا فالصباح آجي تدوزي امتحانك وما ويكون غير الخير”.. وقال لأمي أنها يجب أن تفتخر بي وأن هناك طالبات استسلمن للانحراف بدل النضال، وأن المناضليين هم دائما الأوائل، وأنها يجب أن تتركني لأنني طالبة ولست طفلة مدللة..
وكان لي ذلك صباح اليوم الموالي حيث كنت على موعد مع مكاني في النقل الجامعي، كان الطلبة يراقبونني بفخر وترقب، فأنا ابنة حيهم التي لم تكن تتجرأ حتى على الخروج وحيدة، واليوم تواجه مع رفاقها مخططا طبقيا وتمسك الجمر بيدها…
وصلت إلى الكلية لأُفاجأ بحركة غير عادية.. لقد كان هدوء الذي يسبق العاصفة، كانت جنبات الكلية مطوقة بكل أنواع قوات القمع.. ماذا جرى؟ هل ستُقاطع حتى الامتحانات الجزئية؟ نحن لا نتجاوز عشرة طلبة لم نتفق على هذا الإنقطاع..
كانت التساؤلات تتسابق مع قدماي للوصول إلى داخل الساحة، رأيتُ فجأة مجموعة طلبة ملثمين، إنهم الطلبة الصحراويون، ومن بينهم واحدا كان يدرس معي في نفس الفوج ومُطالب باجتياز الامتحان في ذلك اليوم..
“تحياتي.. تحية للرفيقة أين فلان؟ أوصلناه للقاعة سيري دري كراه مغايحانيك حد”.. نبهني أحدهم بلكنته الصحراوية. سألته: “شنو واقع”.. “بعدا غار سيري حتى تخرجي ويعاودو ليك الرفاق”..
اتجهت نحو قاعة الامتحانات وأنا أضرب أخامسا في أسداس حول ماهية المشكل الذي جعل الطلبة الصحراويين يوصلون رفيقهم وهم مجموعة تجاوزت الستة وكلهم ملثمون. وصلت إلى القاعة أمسكت ورقتي ونسيت كل شيء، كتبت كل الذي أعرفه وكل الذي استذكرته.. كان امتحانا بسيطا، أبسط من امتحان الباكالوريا وكأنهم يشجعوننا على تقبل الميثاق..
أنهيت الإمتحان وخرجت لأجد المجموعة الصحراوية الملثمة تنتظر رفيقها، سألتهم وانتظرت لأذهب معهم، فقد كنا كطلبة قاعديين متضامنين جدا مع الطلبة الصحراويين بحكم موقفنا حينها من قضية الصحراء وحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره.
لم أشأ إعادة السؤال، كنت أريد أن أظهر أكثر رزانة، وقفت معهم لحظات لتلتحق المجموعة الأخرى دون رفاقنا، فقد كان بعضهم في قاعات الامتحانات والبعض الآخر لم يلتحق بالكلية بعد. تكلفت بإخبارهم عبر الهاتف: “آلو كماراد تحياتي”.. “أهلا الرفيقة خلاوك تجي وحدك”؟.. “آه شوف راه صحراوا مكروبين وملتمين ولافاك مطوقة منعرفش شنو واقع”.. “واخا آ الرفيقة تحية ليك أنا غادي نتاصل بشي واحد فيهم ودبا نلتاحقو بقاي حدا الرفاق ورجعي لافاك متبقايش برا بوحدك لايختاطفوك ولا يعتاقلوك”.. “واخا تحية”.. كانت المكالمة طبعا عبر هاتف ثابت أمام الكلية، إذ لم تكن لنا القدرة على التحدث من هواتفنا النقالة بسبب ثمن المكالمة الباهظ… (يُتبع).







    رد مع اقتباس