عرض مشاركة واحدة
قديم 2015-06-28, 22:01 رقم المشاركة : 14
express-1
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية express-1

 

إحصائية العضو








express-1 غير متواجد حالياً


وسام التميز لشهر مارس 2012

افتراضي رد: “مذكرات قاعدية كَلاكَلية”(1).. أول يوم في الجامعة – بشرى الشتواني



“مذكرات قاعدية كَلاكَلية”(12) المحاكمة.. حين قالت أمي: “قربالة على جوج برهوشات”! – بشرى الشتواني

— 28 يونيو, 2015 تحذير: “مذكرات قاعدية كَلاكَلية” خاصة بموقع “أخبركم” كل إعادة نشر بدون إشارة للمصدر هي عملية سطو موصوفة ومفضوحة
(…) دخل جمال إلى مكتب ممثل النيابة العامة، أقفلو الباب، سمعت صراخ ممثل النيابة العامة ووعيده ثم خرج جمال وضعوا الأصفاد في يده. لمحت إبهامه مخضبا باللون الأحمر، فهمت أنه سيُرحَّل إلى السجن.. قال لي: “قدمو معايا الموس ديال داك الطالب”..
بعدها جاء دور الطالب الذي خرج أيضا بإهام باللون الأحمر.. “كيفاش ما قدموش معاه الموس وغادي يعتاقلوه”؟.. “راه شهد فيه الأواكسي أنه ضربو”..
التحقت الرفيقة الثانية بالمكتب، لم أنتظرها طويلا، خرجت ولون أبهامها أزرق. أعطانا الحارس هواتفنا وحقائبنا وقال لنا: “سيرو وغدا مع الثالثة تكونوا فالقاعة رقم 3 ديال المحكمة”.. طلعنا ثم نزلنا لنطلع ثانية من باب المحكمة الكبير، كان قلبي يخفق بشدة، وحبي لأهلي وخوفي من ردة فعلهم يشدان أنفاسي، لكن ركض الرفاق في اتجاهي ومعانقتهم لي أنسوني كل الخوف، كنت أسمع كلمة: “تحياتي أيتها البطلة” فتزيد قوتي أما طولي فقد ازداد وأنا اصافح كل تلك القامات الطويلة، إلى أن وصلت لحضن “ماما” الدافئ: “مال شعرك هاكا نتفوك؟ مالكي كتعرجي ضربوك؟ آ بنتي راه هاد لبلاد ماشي انتي لي غاديا تقاديها”!
أما “بابا” فلم ينبس ببنت شفة، عانقني وقال: “ندويو من بعد”..
أوصلنا رفيقتي و أمها إلى باب منزلها واتجهنا نحو بيتنا. كان الصمت سيد الموقف، دخلت لأفاجأ بالبيت غاصا عن آخره بجيراننا وصديقات “ماما”.. لم أفهم كيف جاء كل أولئك الناس من أجلي.. ولماذا؟ من أجل أربعة ايام اعتقال فحسب؟..
سلمت على الجميع واستأذنت منهم كي أنام، بيد أن صوت جدتي أرجعني: “آجي ابنيتي نقلبك آشدارو فيك الكفرة بالله.. كون غير كنتي مسخوطة ميبقاش فيا الحال.. آش بينك وبين القاعدة حتى بن لادن يتبعوه الناس؟”.. “أنا ماشي مع بن لادن آ ميمتي”..
سأكتشف فيما بعد أن جدتي نشرت خبر كوني أنتمي للقاعدة وأن ذلك هو سبب اعتقالي، وأنني شريفة عفيفة و “لحبس مكايمشيوش ليه غير المنحرفات”.. قبلت رأسها وقلت لها: “غدا نعاود ليك آ ميمتي”.. وصعدت إلى بيت أبي كي أتبرك بطهارته وأتأكد أنني ما زلت مدللته.. “بابا أنا لم أرتكب خطأ.. كنت أطالب بحقي النقابي أنت تعرف أنني حريصة على سمعة العائلة”.. “النضال ماشي عيب آبنتي راني كنعرفك متمردة وراسك قاصح وكنعرف من نهار سمعتك كتغني دوك الأغاني أنك تبليتي بالسياسة، أنا ماشي ضد هادشي ولكن راكي بنتي رحمينا ورحمي خوفنا عليك وحبنا ليك راك انتي فالكوميسارية وانا كنحس بكل ضربة كتجي فيك.. عارف أن الشرفاء فهاذ البلاد ما عندهوم زهر ولكن راكي الكبيدة”. عانقني ثم قال: “غدا صباح نديك لطبيب نشوفو ديك الرجل يكما مشقوقة وشوفي يلا فيك شي ضربة باش نديرو محامي الله يرضي عليك”..
اتصلت برفيقي الطيب فقال لي: “أنا فأكَادير غدا نشوفك قدام المحكمة أحبك أيتها البطلة”.. كانت آخر كلمة أسمعها قبل أن استسلم لحضن سريري الدافئ.. نمت نوما مريحا ليلتها لأن بابا تقبل أمر اعتقالي بحب وعاطفة أبوية صادقة، كما كان دائما صادقا..
في اليوم الموالي أيقظتني “ماما” بحب قائلة: “البشير ديالي نوضي”.. و هذه كلمة تقولها ماما في حالات الرضى فقط، قبلتها وطلبت منها أن تسامحني على كل دمعة نزلت من عينيها الطاهرتين.. قالت لي: “هادي آ بنيتي تدير ليك لعقل يلاه تفطري باش نمشيو للطبيب والمحامي”.. وفعلا كان لها ما طلبت، اتجهنا إلى عيادة طبيب خاص، تأكدت أن رِجلي متضررة بسبب ركلاتهم وضبرهم لي بعصا كبيرة قبل أن يرموني في سيارة الشرطة..
وقع الطبيب الشهادة وهو يلعن البوليس والقمع، قال إنه كان مناضلا أيضا عندما كان طالبا، وهنأ “ماما” لأن لها ابنة مناضلة وليس شيئا آخر..
توجهنا إلى المحامي الذي قال لأمي: “لن آخد فلسا واحدا هي واحدة من بنات وأبناء الشعب الشرفاء”..
خرجت “ماما” من مكتب المحامي وهي تردد: “ملي شرفاء لاش تكرفصو عليهم؟ حسبي الله و نعم الوكيل”. بعد الزوال توجهنا إلى المحكمة كان “بابا” قد أخذ إذنا من الإدارة بيوم عطلة، بل إن رئيسه في العمل التحق به كي يحضر أطوار المحاكمة.
وصلنا إلى باب المحكمة، كان مطوقا بكل أنواع قوات القمع الموجودة في المدينة.. أفراد جهاز “كرواتيا” بدراجاتهم النارية الكبيرة وسيارات “كاط كاط” التابعة لجهاز “السيمي” وأفراد البوليس السري والعلني… ولأن ثمة ثكنة عسكرية موجودة أمام مقر المحكمة فقد أُعلنت فيها حالة طوارئ وخرج عساكرها أمام بوابة الثكنة للحماية…
قالت “ماما” بصوت مرتفع: “هادشي كلو على هاد جوج بنات مازال ما وصلو حتى لعشرين عام؟ باااااز مالكم مامشيتو تحررو سبتة ولا حادكَين غير فولادنا”؟!
التحقنا بالباب، لم يسمح البوليس لرفاقنا بالاتحاق بنا إلى داخل المحكمة.. كنت أنظر في عيني رفيقي الحبيب وكلي شوق لأحتضنه.. كان ينظر إلي وهو يبتسم بحب.. كانت “ماما” ممسكة بيدي بقوة وكأنها تقول لهم: “لن أتركها لكم مرة أخرى” كانت تتجاوز حصار البوليس بعنف وكأنها توبخهم على تحويل المحكمة إلى ثكنة وكأن الأمر يتعلق بمحاكمة بن لادن، كما قالت.
ابتدأت الجلسة.. كانت “ماما” تنتظر المحامي خارج القاعة ثم دخلت وهي تضحك قالت لبابا: “راه أكثر من 12 محامي غادي يترافعو على هاد جوج برهوشات والله يلا لحماق هذا”!..
“ماما” لم تستوعب أن معتقلي الاتحاد الوطني لطلبة المغرب هم أكثر المعتقلين خطرا على النظام لِما لهم من شجاعة في قول الحقيقة وفضح المؤامرات وأن المحامين يترافعون عنهم انطلاقا من واجبهم الحقوقي، لم تكن “ماما” تعرف أن الأمر يتعلق باعتقال سياسي وأننا نتبنى مواقف المؤتمر 15 للإتحاد الوطني لطلبة المغرب الذي حوكم بسببه رئيسه آنذاك بالإعدام… (يُتبع).







    رد مع اقتباس