عرض مشاركة واحدة
قديم 2015-06-27, 21:50 رقم المشاركة : 13
express-1
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية express-1

 

إحصائية العضو








express-1 غير متواجد حالياً


وسام التميز لشهر مارس 2012

افتراضي رد: “مذكرات قاعدية كَلاكَلية”(1).. أول يوم في الجامعة – بشرى الشتواني



“مذكرات قاعدية كَلاكَلية”(11) حينما قال لي شرطي: “زيدي قدامي”! – بشرى الشتواني

— 27 يونيو, 2015 تحذير: “مذكرات قاعدية كَلاكَلية” خاصة بموقع “أخبركم” كل إعادة نشر بدون إشارة للمصدر هي عملية سطو موصوفة ومفضوحة
(…) كنا نستعد للنوم بعد حصة تحقيق مطولة، وفجأة دخل الحراس وهم يسوقون ضيفة جديدة كانت في حالة سكر طافح تصرخ وتستجدي تبكي ثم تلعن البوليس والفقر والسماء وكل ما يجول في خاطرها باستثناء ابنتها التي قالت انها تركتها في الغرفة مُقفلة عليها بالمفتاح.
عنفوها لأنها كانت لا تريد الدخول إلى الزنزانة، لم تكن لدي جرأة في ذلك اليوم كي أنتفض في وجههم كحقوقية تفهم ما هي حقوق الإنسان. احتضنناها ونحن لا نفهم ما كانت تهمتها هل هي الأخرى مناضلة أم مذنبة أم ماذا؟
فجأة صرخ الحارس ذو اللكنة المراكشية بقوة: “بعدي منهم آ ذيك القحبة هادو راه بنات ديورهوم راهوم طالبات بعدو منها راه سكرانة دابا تقيا عليكم”..
لم نهتم لكلامه، استمرينا في احتضانها، كنا ندفىء بعضنا البعض، كنا نشبه نساء المجتمع، كلنا نعتننا بالعاهرات مَن تمارس المهنة ومَن لا تمارسها، كل النساء يُنعتن بنفس النعت المهين بسبب أجسامهن الجميلة.. حدثتناها عن سعيدة المنبهي وعن دراستها حول العاهرات من داخل السجن، لم ننتبه أننا كنا نناقش امرأة مغيبة بفعل الكحول وحزنها على ابنتها ثم آلام الضرب الذي تعرضت له.
كنا ننتظر أن يطلع علينا صباح الغد بفارغ الصبر، فقد كان اليوم موعد تقيدمنا أمام النيابة العامة، كانت التنبؤات متضاربة، حتى الحارس المراكشي قال إننا سنخرج بالتأكيد، كل الذي كان يجول في بالي هو خوفي من رد فعل أسرتي، أكثر حتى من خوفي من السجن.
جاء أحد الحجاج، كان لطيفا معنا. أخرجونا من الزنزانة وأرجعوا إلينا حقائبنا وكتبنا وحمالات الصدر أيضا. ثم اقتادونا إلى سيارتهم، كنا أنا ورفيقتي سعيدتين بالتحاق رفيقنا “الوحش” بنا.. أمسكنا ببعضنا وركبنا السيارة، كان مقر المحكمة يوجد جنب الكوميسارية، لكنهم لفوا بنا الشارع ذهابا وإيابا ثم أدخلونا إلى المحكمة كي لا نرى ذلك الحشد الكبير من الطلبة والطالبات وأفراد العائلات وكل الرفاق المرابطين أمام مقر المحكمة.
أدخلونا إلى قبو صغير متعفن، انتزعوا منا كل شيء ما عدا حمالات الصدر، قال لنا الحارس بتعاطف معنا أن الجو بارد وأن لديه صديقة محتجزة هناك أوصته خيرا بنا.
استمر احتجازنا من الساعة التاسعة صباحا إلى التاسعة ليلا وبينهما كان الكثير من الحزن المختلط بالفرح، كنا نرسم قوس قزح النضال بأغاني الثورة وبقفشات “الوحش” المضحكة. كان ذلك اليوم اأثر أيام “الوحش” حظا فقد أغدقت عليه زميلاتنا السجائر الفاخرة، كانت إحداهن تقول لنا في كل دقيقة: “أنتم شرف لنا احنا كنبيعو لحمنا باش نعيشو وانتوما تشديتو باش ولادنا يعيشو”..
كان كلامها يزيدنا شجاعة ويجعلنا نصبر على خوفنا من ردة فعل عائلاتنا.
مر الوقت سريعا نادوا على زميلاتنا وبيقنا وحيدتان نعقد ونحل الافتراضات، كان الفرح يموت فينا، فجأة سمعت صوتا ينادي: “شكون بشرى الشتواني”؟ أجبت: “أنا” فأردف: “زيدي قدامي”..
دخلت مكتبا فسيحا كان فيه رجلان أحدهما وسيم جدا والآخر على نقيضه لكنه كان مبتسما. بادرني: “سميتك وسميت باك”؟
أجبته بسرعة..
– “نتي مع القاعدييين”؟
– نعم..
– “واشنو بغيتي المشاكل ياك كتقراي و زوينة مالك على الصداع”؟
– “حيت بغاو اخوصصو التعليم”..
– -شكون الله تاعكم لحبيب ولا جرير ولا حلوط منعرف”..
– “أنا كنعرف غير واحد الله صافي”..
– “علاه القاعديين كيعرفو الله بعدا”..
– “كيعرفوه”..
– “شنو كنتي كديري نهار خمسة فالشهر”؟
– “كنا كنطالبو يأجلو لينا الامتحان”؟
– “شكون لي علمك الشعارات”؟
– “الساحة الجامعية”؟
– “شكون الي كيمولكوم”؟
– “معندناش تمويل ومكانديرو والو باش نتمولو”..
– “هادشي لكديرو راه جريمة”..
– “هادشي لكنديرو راه حق نقابي وفإطار أوطم”..
– “سيري تجلسي تما”.
ثم نادوا على صديقتي، أعطوني ورقة بصمت عليها بالأزرق، واعتمادا على كلام زميلاتنا فإن اللون الأزرق كان يعني خروج واللون الأحمر يعني السجن الإحتياطي… (يُتبع).








    رد مع اقتباس