عرض مشاركة واحدة
قديم 2015-06-24, 23:55 رقم المشاركة : 7
express-1
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية express-1

 

إحصائية العضو








express-1 غير متواجد حالياً


وسام التميز لشهر مارس 2012

افتراضي رد: “مذكرات قاعدية كَلاكَلية”(1).. أول يوم في الجامعة – بشرى الشتواني



“مذكرات قاعدية كَلاكَلية”(7) حَلَقِيَاتُ النقاش و”المناتفة” بين الرفيقات! – بشرى الشتواني

— 23 يونيو, 2015 تحذير: “مذكرات قاعدية كَلاكَلية” خاصة بموقع “أخبركم” كل إعادة نشر بدون إشارة للمصدر هي عملية سطو موصوفة ومفضوحة
(…) مرت عطلة الصيف بكل الرتابة الممكن تصورها، خصوصا وقد كنت ممنوعة من الخروج بسبب الحروق التي في وجهي، لكن ذلك ساعدني على قراءة مجموعة من الكتب التي استمرت معي أقكارها لحدود الساعة..
كنت أطالع وأناقش بصوت مرتفع لساعات طويلة، استعدادا للنقاشات الجماهيرية في الجامعة، مع أني لم أكن أتوقع أن عامي الثاني في الجامعة سيكون مختلفا تماما عن عامي الأول.
كانت بداية العام الجامعي مبكرة خصوصا وأنها السنة الأولى لتنزيل الميثاق الوطني للتربية والتكوين.
التحقت أنا ورفيقة من “آيت ملول” كانت تدرس بشعبة الأدب العربي ورفيق من “بويزاكارن” هو أيضا كان يدرس بنفس الشعبة، اتفقنا أن نبدأ حملة تعبئة لمعركة ضد تنزيل الميثاق. كنا ننجز حلقات نقاش القراءة النقدية لنص الميثاق الخاص بالطلبة القاعدين والذي كان عنوانه “ميثاق وطني للتربية والتكوين أم مخطط طبقي للتركيع والتبضيع”؟.
بعد مدة التحق باقي الرفاق وبدأت المعركة بشكل فعلي، كنا نلتحق بالجامعة كل يوم ابتداء من الساعة الثامنة صباحا ولا نخرج منها إلا بعد السابعة مساء.. كان يومنا يتوزع بين التعبئة في المدرجات والقاعات وحلقيات النقاش.
والتحق بنا الطلبة الثوريون بعدما لاحظوا تعاطف الطلبة مع المعركة. ساعتها بدأ الصراع السياسي حول مَن يقود المعركة سياسيا؟ وبدأ تنزيل ماتعلمته من أساليب البوليميك، وما قرأته في كتب الرفاق ابتداء من تايرخ الحركة الطلابية إلى “ما العمل”؟ مرورا بكراس القراءة النقدية للميثاق.
كنا في حلقياتنا نناقش المعركة انطلاقا من مرجعيتنا الماركسية اللينينة، ومن برنامجنا السياسي الخاص بالحركة الطلابية “البرنامج المرحلي” ثم نؤطرها بشعار المجانية أو الاستشهاد.
كانت نِقاط البرنامج المرحلي الثلاث هي خارطة الطريق لإنجاح المعركة وهمتنا ثم قتاليتنا في الساحة، هي مضخة الدفع لتحقيق ملفنا المطلبي والذي كان أهم مطلب فيه هو إسقاط النقطة المجيبة للسقوط والتي كانت جوهر الميثاق، أو هكذا كنت أفهمها لأنها كانت مبرر تفعيل بند الطرد.
كانت اعتصاماتنا تمر في جو رفاقي رائع، رغم صراعنا السياسي مع خصمنا الوحيد في الساحة ساعتها وهم الطلبة الثوريون، إلا أن تقررت حلقية مركزية لتسطير الملف المطلبي. بعد ساعات الأخذ والرد وارتفاع السقف السياسي للمعركة، تحفَّظ الرفاق الثوريون على المعركة تحت ذريعة أنها معركة أكبر من الحركة الطلابية، وأن النضال ضد الميثاق يحتاج إلى جبهة قوية ومناضلة.
قررنا كفصيل ساعتها تحمل المسؤولية السياسية للمعركة، والاستمرار حتى تحقيق المطالب العادلة والمشروعة، وكان رفاقنا في باقي المواقع الجامعية بقودون معارك مماثلة. لن أنسى أبدا كلام أحد الرفاق، كنا نلقبه بالوحش حيث جاء في آخر مداخلته من داخل الحلقية التقريرية: “سنتحمل المسؤولية السياسية لمعركة الميثاق، ولو تطلب الأمر استشهادنا، ليس غريبا عن فصيل قدم قافلة من الشهداء وما زالت اللائحة طويلة أن يسترخص دماءه في سبيل مجانية التعليم، سنناضل من أجل حق أبناء الشعب الفقراء في تعليم شعبي ديموقراطي علمي وموحد”..
كنت أحمل شارة النصر وقدماي اللتين أصبحتا طويلتين تلتصقان بالأرض، استعدادا لاقتراب ساعة الحسم، فإما نحن أو الخوصصة.
كنا نخرج كل يوم في مسيرات نحو القيدومية، نعتصم هناك وبعدها نعقد حلقية نقاش في ساحة الشهيدة “سعيدة لمنبهي” وهكذا دواليك من يوم 01/10/2003 إلى يوم 05/01/2004 يوم اعتقالنا.
بين كل هذه الأحداث وذاك الزخم النضالي، كانت علاقاتنا الرفاقية تنضج وتتوطد، خصوصا وقد كنا نتقاسم كل شيء وجباتنا الفقيرة وحبنا للوطن الغني بالتضحية والصدق.. كنا ندافع عن بعضنا البعض ونناقش كل شيء حتى شكلنا ونحن نتصارع فكريا مع رفاقنا الثوريين..
أتذكر جيدا رفيقتي طالبة الأدب العربي، والتي بالمناسبة كانت لا تقل قتالية عني، بل في مرات كانت تتجاوزني، ما زلت أتذكرها وهي تمسك بشعر إحدى الطالبات الثوريات، والأخرى تمسك بشعر رفيقتي في منظر مثير للضحك، أكثر من أي إحساس آخر، كانتا تتعاركان والرفاق الثوريون يحاولون إبعاد رفيقتهم عن شعر رفيقتنا، بينما رفاقنا كانوا يبعدون رفيقتنا عن شعر الطالبة الثورية..
كنت أنا آخر الملتحقين بحكم أني كنت في قاعة شعبة الدراسات الإنجليزية، أقوم بالتعبئة، استغربت من منظر العنف ذاك، ولما سألت رفيقتي عن السبب قالت وهي تصرخ: “ديك المايعة كانت كتبعكك على الرفيق (ب) وهو كان يناقش معاها بكل نضج ولكن وريتها القاعديات علاش قادات”!
لم أناقشها لأني كنت أعرف درجة اندفاعها، وكان يمكن أن أكون أنا المستهدفة رقم إثنين، وبما أنني كنت أكثر واحدة مسالمة انسحبت وأنا أضحك من سخرية الموقف.
في الفترة الزوالية افتتح الطلبة الثوريون دردشة لنقاش الحدث الأعظم، أو بالأحرى جعلوه كذلك، لأن زخم المعركة تجازهم، ولأن الطلبة التفوا حول المعركة وحول الطلبة القاعديين كقادة سياسيين للمعركة، قررنا أن لا نتعامل برد فعل وأن يتدخل أحد الرفاق في دردشتهم ليعطي موقفنا مما حصل، كان تدخلا ناضجا من رفيق ناضج قال إن همنا المعركة وأن ما وقع تصرف غير مسؤول من الرفيقة يلزمها وحدها، لنستمر في معركتنا التارخية.
وسط كل ذلك كنت كل يوم أنتظر مكاملة رفيقي الحبيب الذي كان قد سافر للاشتغال في الرباط كسائق شاحنة، كان يكلمني ويشجعني ويحثني على قراءة الكتب والنضال بقتالية وكأنه يقول لي إن مواصفات زوجته المستقبلية هي أن تكون مناضلة قوية عكس المواصفات النمطية الأخرى، كان يقول لي اصبري على فراقي صغيرتي أنا هنا لأبني نفسي وأعود مستعدا لترسيم علاقتنا وأنت هناك لتحافظي على حق أبنائنا في تعليم مجاني يليق بهم وبنا… (يُتبع).








    رد مع اقتباس