عرض مشاركة واحدة
قديم 2015-05-23, 16:37 رقم المشاركة : 2
العربي
أستـــــاذ(ة) جديد
إحصائية العضو








العربي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: المجلس الأعلى للتربية تلميذ نصاب مغفل -الحلقة 1


الخطاب التربوي الملكي خطاب حضاري، يتميز بإحاطته الشاملة بأزمة التربية، وتبصره بأعراضها التي تتخذ أشكالا شتى وتمظهرات مختلفة، في السلوك السياسي والاقتصادي والأخلاقي والإداري.يقول صاحب الجلالة في خطابه السامي بمناسبة عيد الشباب وذكرى ثورة الملك والشعب: "للنهوض بالقطاع التربوي والتعليمي٬ بما يقتضيه الأمر من شراكة ومسؤولية٬ فإنه يتعين الإسراع بتفعيل مقتضيات الدستور٬ بخصوص المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي٬ في صيغته الجديدة٬ على أن تساهم هذه الهيأة في إنجاح هذا التحول الجوهري والمصيري٬ ليس بالنسبة لمستقبل الشباب فحسب٬ بل ولمستقبل المغرب٬ بلدا وأمة".
فمخطط الإصلاح التربوي الذي يتحدث عنه صاحب الجلالة شمولي، فهو ورش كبير يشرك مختلف المعنيين بهذا القطاع، وهذا القرار المتنور الحكيم يتجاوز مبدأ إسقاط وفرض الإصلاح من أعلى والذي أثبتت التجارب عدم جدواه، لأنه لا يراعي مختلف العناصر الفاعلة في الوسط التعليمي، من مدرسين وتلاميذ وآباء ومؤسسات وهيآت المجتمع المدني.
فالورش الكبير يقتضي التشارك والحوار والمساهمة الفعلية لكل الأطراف والإصغاء لمختلف وجهات النظر التي يعبر عنها هؤلاء الفاعلون، فقضية التعليم شأن مجتمعي يهم كل المكونات الاجتماعية الوطنية، وقد استحضر إعداد الميثاق الوطني للتربية والتكوين هذه الإرادة الجماعية المشتركة، مما هيأه لأن يكون مقبولا يحظى باستحسان ورضى جميع الأطراف.
إلا أن تحقيق ذلك رهين مستوى القائمين عليه، ومشروع الإصلاح ينظر إلى المدرس كفاعل اجتماعي وتقدمي واع ومثقف ومسؤول، يقول صاحب الجلالة: "ينبغي إعادة النظر في مقاربتنا٬ وفي الطرق المتبعة في المدرسة٬ للانتقال من منطق تربوي يرتكز على المدرس وأدائه٬ مقتصرا على تلقين المعارف للمتعلمين٬ إلى منطق آخر يقوم على تفاعل هؤلاء المتعلمين٬ وتنمية قدراتهم الذاتية٬ وإتاحة الفرص أمامهم في الإبداع والابتكار٬ فضلا عن تمكينهم من اكتساب المهارات٬ والتشبع بقواعد التعايش مع الآخرين٬ في التزام بقيم الحرية والمساواة٬ واحترام التنوع والاختلاف.
‎إن الأمر لا يتعلق إذن، في سياق الإصلاح المنشود، بتغيير البرامج، أو إضافة مواد أو حذف أخرى، وإنما المطلوب هو التغيير الذي يمس نسق التكوين وأهدافه. وذلك بإضفاء دلالات جديدة على عمل المدرس لقيامه برسالته النبيلة، فضلا عن تحويل المدرسة من فضاء يعتمد المنطق القائم أساسا على شحن الذاكرة ومراكمة المعارف، إلى منطق يتوخى صقل الحس النقدي، وتفعيل الذكاء، للانخراط في مجتمع المعرفة والتواصل".






    رد مع اقتباس