وَمَن لي بِأَن يَدنو لِقاكُم تَعَطُّفاً وَدَهرِيَ عَنّي دائِماً عِطفَهُ ثاني سَقى عَهدَكُم بِالخيفِ عَهدٌ تَمُدُّهُ سَوافِحُ دَمعٍ مِن شُؤونِيَ هَتّانِ وَأَنعَمَ في شَطِّ العَقيقِ أَراكَةً بِأَفيائِها ظِلُّ المُنى وَالهَوى دانِ أُحَيّي رُبوعاً بَينَ مَروَةَ وَالصَفا تَحِيَّةَ مُشتاقٍ لَها الدَهرُ حَيّاني رُبوعاً بِها تَتلو المَلائِكةُ العُلى أَفانينَ وَحيٍ بَينَ ذِكرٍ وَقُرآنِ وَأَوَّلَ أَرضٍ باكَرَت عَرَصاتِها وَطَرَّزَتِ البَطحا سَحائِبُ إيمانِ وَعَرَّسَ فيها لِلنُبوءَةِ مَوكِبٌ هُوَ البَحرُ طامٍ فَوقَ هَضبٍ وَغيطانِ وَأَدّى بِها الروحُ الأَمينُ رِسالَةً أَفادَت بِها البُشرى مَدائِحَ عُنوانِ هُنالِكَ فَضَّ خَتمَها أَشرَفُ الوَرى وَفَخرُ نِزارٍ مِن مَعَدِّ بنِ عَدنانِ مُحَمَّدُ خَيرُ العالَمينَ بِأَسرِها وَسَيِّدُ أَهلِ الأَرضِ مِنَ الإِنسِ وَالجانِ وَمَن بَشَّرَت بِبَعثِهِ قَبلَ كَونِهِ نَوامِسُ كُهّانٍ وَأَخبارُ رُهبانِ وَحكمة هَذا الكَونِ لَولاهُ ما سَمَت سَماءٌ وَلا غاضَت طَوافِحُ طوفانِ يتبع