عرض مشاركة واحدة
قديم 2015-04-22, 04:35 رقم المشاركة : 1
المرتاح
أستـــــاذ(ة) متميز
إحصائية العضو









المرتاح غير متواجد حالياً


افتراضي حُلم مُستدركْ ( مشاعر رجل ) 3



حُلم مُستدرك 3
وإن ضلّ عجْزي يغتال حُلمي سأبقى مُستدركاً بكل قُواي ،وإن ترددتُ قليلاً ، ذلك كيْما أبلغُ سِحْرك ، ولكيْ امتدّ إلى جاذبيّتكِ ، فقدقيْل ( أن الزمن كـ الكأس ) وكأسي لم أشربه ،لم أتذوّق طعمه ، غير مرةً تنسمّتُ عِطْراً، قِيْل لي أنه عِطْرك ، عِطْركِ فيه ، فأسرعتُ أشتمّ عِطرٌ كنتُ أحتاج إليه .. أحتاج لأشتم رائحة أتقبّلها وإنْ كانت على غفلة من أيامٍ سبقتْني إلى زيادة .
تقبّلتُ وضعكِ الحرج لكنّكِ أمسكتِ بِعَصم الشكّ المُريب فباتتْ الهواجس تغتالني من حيث لا أدري ، من حيث موضع الظنّ غير الحسن ، وقد حملتني إلى القتامة .. كان ذلكَ المساء اغتيالٍ لا أفقهَ نيّاته، فيه الكثير من التوجّس وكثير من المرارة أحاطتني بسيّئُها، إلاّ من نشوةٍ ضعيفة شِبْه ميّتة من أملٍ مُزجاةٍ من خيرٍ كثيرٍ سرعان ما تلاشتْ ، وبقيتُ مُتسمّراً في مكاني ، ولم ترفعي رأسكِ ، لم تنظري إليّ بعين الحنان والدفء وكانَ شُعورك هو بقاء ما تزيّن به الكأس من بَعْد انكساره، .وكان الكأس قدْ أغتيلَ في زمنٍ ولّى ، فقد لاحظتُ ذلكَ في قِدمهِ وبعض أغبرة التشرذم لم تزل عالقةٌ على جانبهِ العُلوي وما السّفلي عن ذلكَ ببعيد ، فما قد أصابَ عُلْويّه أصابَ سُفْليّه ، مُعادلةً تُفضي بنا إلى نهاية ونتيجة .
قد تكونينَ مُحقّةً يوم أنْ ذرفتِ دموعك على إثْر معرفتي بحكاية التشرذمْ ، تستركينَ ما قد انتزع منكِ وما قد اغتصبَ من حقّ ، طهارةٍ لم أكنْ أعرفها ولم افطنْ إليها ، ولم أعرها اهتماماً كبيراً ولم يقفْ أمامي حائلاً غير الصّدق ،وصفاء النية ونقاء السّريرة ، ذلك ماكُنتُ أريده أن يكونْ وتُعطيني من بعْد أيّامٍ خوالي خسرتينها من تجارة لم تكن رابحة ، وستدركين ربحاتكِ من قبول دعوة العودة إلى تجارة ذات مكسبْ لتكون أماناً لنا لشراكة حقيقية وسَعْياً مشكوراً لتقارب رغبات صداقة الشروع في ذات التأسيس ، لم اكن اعلم كثيراً ولم تكونين ايضاً كذلك ، فالنظرات لم تخنْ والرغبات صدقتْ وباتتْ الحاجة إلى شيءٍ تُمدّينني بهِ فأعلم أنكِ تدعونني إلى نفسٍ آيبةٍ إلى متاعٍ أقربْ.
ومنذ ذلكَ اليوم وانا أُحاول أنْ أتخفّف من صَرامةِ موضع الحرج ، فأنا أعلم يقيناً حوادث الايام ،أعلم يقيناً أنّ سحْركِ جاذب إلى تفاهةَ المسحور وأن جاذبيتي اقدر إلى توازنٍ مأخوذة بالسّحْر ، حقاً قد يحدث شذوذاً في العاطفة لكن لن يحدث شُذوذاً في سلامتها .. مددّتُ العِطر يوم أن نجحتِ بتعطير حاجتي بجوع سِحْرك، وارتميتُ في احضانكِ أتقلّب كطفلٍ وديع وغدوتُ بين نحركِ وشحْرك كالهارب من عاصفة ماطرة . فأمطرتينني بعذابات الولَهَ وغياهب الحُبّ ، وكررتهُ مراراً ، وأعدته تكراراً مُستعذباً دُروبه ، ولم تشفقي على نفسي ، بل زدّتينني إقتناعاً أنّكِ المُستقبل الآتي ، لحظتها بقيتُ أرقبُ مشيتك ، تبتعدين عن المكان ثمّ ولّيتِ كالهاربة.. اتذكّر ساعتها ، ذات النظرة المُريبة ، التي أصابتني وخزتها فانتفضْتُ ، وسرتْ برودة في جسدي ، كانت النظرة بالنسبة لي يومها جحيماً استدركَتْ غبائي ، لم استدركَ َتفاصيل كثيرة بل غفلتها عن قصْد فكانت بحق مبعث سقوطي في كأسٍ مُتشرذمْ حدّ الانحطاط وإن لم يتهشّم ، ذلكَ لأنّ عجائنَ صُنْعه مجْعولة لانْ تكون أقدر على التوازنْ في حُلمي اللاهث بغير استدراكٍ لمآلاتٍ لم أنتبهْ إليها ولمْ أعرها بالاً كبيراً فأهلكتني، إفقط هيّأتْ إفراغات لم أكنْ راضٍ عنها رغم كُل الاشياء الذاهبة ولم أتطرّق إليها إلاّ هذه المرّة التي أراني أكثر وعْياً إلى إثْباتْ رُجولتي ، كما هو حقٌ لكِ أنْ تثبتي ما تهشّم بحميمية أُنْسٍ يكون مبلغ طموح اعتزازك فيه ويكون مطمعْ تُنشدينهُ كُلما آويْتِ في فراش الحميمية او بقيتِ على حياةٍ تكون أكثر انسجامٍ مع شريك النّعْمة ، والحقّ فأنا لم أزلْ على تأكيد العزْم إلى تفاصيل أعرفها اليومَ ، وفي نظر من عقَل توجيهها ،كمن غوَى فآوى إلى عودةٍ إلى خِطْئها مرة اخرى ، وأنْ يبقى عِطركِ رائحة لا يشتمّها غيري الذي اشتمّها من قبْل هذا ، فيكون عِطراً يدفعني إلى مزيد من الشراكة الفاعلة .!

الكاتب: حمد الناصري 8/1/2015






التوقيع

لن تستقيم الحياة إن لمْ يستقم عليها الانسان .!
لن يُحبّ الله أحداً إلا إذا أحبّ الانسان غيره بصدق ..!!
الحُبّ الحقيقي تتدفّق عاطفته كما يتدفّق الماء من أعلى قِمّة.!
    رد مع اقتباس