عرض مشاركة واحدة
قديم 2015-03-27, 17:34 رقم المشاركة : 2
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

افتراضي رد: تربويات لا تحتمل التأجيل


و على أي هذه بعض الأمور ذات الصلة والتي لا تحتمل التأجيل ومنها:





1- طغيان الطابع النظري للبرامج:




في الوقت الذي يركز فيه الاختيار التربوي الوطني على ضرورة تبني بيداغوجيا الحوار والإقناع وديداكتيك المشاركة والطابع التجريبي للعديد من المواد العلمية خاصة،نرى في الميدان مع الأسف زيادة الطابع النظري لمختلف هذه المواد العلمية ومواد التفتح،و أتذكر كمدرس فيزياء على أزيد من ثلاثة عقود كيف بدأنا تدريس المادة بحماس ومعايير علمية تجريبية واضحة ومضبوطة،كانت مشاركة التلميذ هي المستهدفة و رفع استيعابه ومتابعته هي المبتغى،وكنا نقوم بست إلى ثماني مجموعات للتجارب أو عشرة في فوج واحد من 16 إلى 20 تلميذ فحسب،يطرح عليهم الأستاذ الإشكالات المطروحة ويسعى الجميع للبحث عن الإجابات تجربيا باتباع التعليمات والتوجيهات التي قد تكون من الأستاذ أو تأتي من التلاميذ ولكن المهم أنها متفق عليها وسقف الحوار حولها عال،قيقيس التلاميذ ويخلطون ويحركون ويركبون...،


وفي حماس وتنافس وفرص مشاركة لم تعد اليوم متاحة ولو بعشر المعشار،لإزالة التفويج أولا رغم المذكرات التي تنص عليه واكتظاظ الأقسام الأربعينية ثانيا،وفقر العتاد التجريبي في ما يوجد من مختبرات،وكارثة النقص من مُعامل المادة كذلك رغم رفض الأساتذة والمفتشون،كل هذا الإجهاز الممنهج جعل المادة تدرس عمليا وكأنها مادة أدبية تكفي فيها القراءة الصامتة والقيام بالخلاصة، أو في أحسن الأحوال القيام من لا زال يكابد من الأساتذة بتجربة واحدة أمام السبورة،لا يكون حظ الملاحظة فيها للجميع،فبالأحرى حظ المشاركة والاستنتاج الذاتي والقبول أو الرفض الذاتي للنتائج والخلاصات؟؟.


وأعتقد أن نفس المرارة تجري على بقية المواد العلمية التجريبية كعلوم الحياة والأرض والتكنولوجيا والتربية الأسرية والتربية الفنية،التي تتبنى منظومتنا تدريسها ولو بالطابع النظري والحكائي وهي مواد تجريبية محضة،عجزت الوزارة بكل ورشاتها وفرقها المعلوماتية المركزية والجهوية المبرمجة المواكبة والمبدعة التجديدية،حتى عن إنتاج أقراص مدمجة بمختلف دروسها وتجارييها وتمارينها وبالتالي توفير حواسب تدريسها؟؟.


وفي هذا الإطار قد صدمني اليوم و أنا في حراسة الامتحان الموحد لنهاية الدروس الإعدادية أن رأيت العجب العجاب:"امتحان الإعلاميات على الأوراق،وبدون حواسيب عملية،وطبعا حاول التلاميذ أن يغشوا كالعادة،فقلت:


" لقد غشتكم الدولة قبل أن تغشوها"؟؟.




2- التخفيف من الطابع الكمي للبرامج:



في تصحيح الموحد،ورغم كل العناء واجراءات التنظيم والمراقبة وعناء التصحيح،وجدنا نتائج غير سارة ونقط متدنية بلغ بعضها نقطة الصفر وفي مختلف المواد،طبعا الأسباب قد تكون مختلفة من التلميذ أو الأسرة والمحيط أو من المادة والأستاذ أو من المؤسسة والرفقة،ولكن الإشكال الذي يطرح نفسه بكل مرارة هو كيف يدرس تلميذ دورة كاملة ليحصل على الصفر؟؟،بل كيف يبقى تعليمنا رهينا بالنقطة ورهاب الامتحانات ،وكيف يظل تعاملنا مع النقطة هو اتخاذها معيار النجاح أو السقوط بدل معيار الفهم و الدعم والبحث في منهجية وطريقة ذلك؟؟.قال أحد المدراء وهو يفسر الظاهرة :"إن التلاميذ في القسم لا يفهمون عما يتحدث الأستاذ،وفقط يكتفون إذا ما سألهم هل فهمتم أن يجيبوه:"نعم يا أستاذ" والأستاذ بدوره ربما لم يفهم ما يقوم بإفهامه،أو ليس لديه خيار آخر ولا وقت إضافي لإسعاف المتعثرين وتحسين الاستيعاب والمواكبة الجماعية"؟؟.


لذا أقول أن جزءا مهما من الإشكال يكمن بلا ريب في طول المقررات واختلاف طاقات الاستيعاب الفردي،وغياب(البيداغوجيا الفارقية)،والتي من أجل التمكين لها في مدارسنا ينبغي تقليص المقررات حتى إلى النصف ولا يضر،وينبغي تجديد المقررات الراكدة لعقود وعقود ومن الأفضل رقمنتها،وتجديد على الأخص بيداغوجية تدريسها تجديد علميا منطقيا لا يعتمد الحشو بالمعلومات بل منهج البحث الذاتي عن المعلومات وحسن استثمارها وبأدوات العصر وتقنياته،وأعتقد أن الاستثمار في هذا المجال مهما بلغت ملاييره فهو ربح للبلد وأي ربح و لابد من اقتحام عقبتة وتحدياته،فهذا الاقتحام وحده الكفيل بأن يغنينا عن البيداغوجيا "الطلائعية" التي يكتفي فيها الأستاذ مكرها بأن يتجاوب ويساير مع بعض الطلائع من التلاميذ الذين يسايرون ويتجاوبون معه ولو كان عددهم أربعة أو خمسة على حساب الأغلبية الصامتة أو المشاغبة وهي على كل حال لا تساير ولا تساءل؟؟.


يتبع





التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس