عرض مشاركة واحدة
قديم 2015-03-19, 11:22 رقم المشاركة : 1
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

a2 حوار شيق مع الفاسي الفهري حول اللغة العربية واللغات الأجنبية


حوار شيق مع الفاسي الفهري حول لغة التدريس :


الدولة مسؤولة عن الأضرار التي تلحق باللغة العربية


حاوره: نورالدين لشهب
الخميس 19 مارس 2015 - 12:00




أكد الأستاذ عبد القادر الفاسي الفهري، العالم اللساني المعروف، أن تشبث المغرب باللغة الفرنسية غير مبني على مقاييس موضوعية وعلمية، بالإضافة إلى أنه لا يخدم المواطن المغربي المتعلم، لأن اللغة الإنجليزية أضحت لغة التواصل والعلم في العالم بأسره.


وتطرق الحوار، الذي أجرته هسبريس مع الأستاذ الفاسي الفهري، إلى إشكال العدالة اللغوية بخصوص السياسة التعليمية بالمغرب، والتي تفرض تعلم اللغة الفرنسية على عامة المواطنين يتعلمون، بينما الخاصة من النخبة تكون أبناءها باللغة الإنجليزية.


وحمل الدكتور الفاسي الفهري المسؤولية للدولة بخصوص الوضع السيئ الذي آلت إليه اللغة العربية في المغرب، مع اللغة ملف سياسي وثقافي كبير، وملف تعليمي وإعلامي واقتصادي وقانوني.





نبدأ حوارنا باستطلاع أجرته جريدة هسبريس الالكترونية الأسبوع الماضي، وطرحت فيه الجريدة سؤالا: هل تؤيد تعليم اللغة الانجليزية مكان اللغة الفرنسية بالمغرب؟ بلغ عدد المشاركين في الاستطلاع ما يربو عن 41526، والنتيجة أن من أيدوا حلول الإنجليزية مكان الفرنسية كانت نسبتهم %،85،98 بينما المعارضون لم تتعد نسبتهم % 14،02، ما تعليقكم على نتيجة الاستطلاع دكتور؟


بسم الله، وشكرا على الاستضافة. نتيجة الاستطلاع خبر جيد، وهي تنم عن وعي المواطنين المغاربة بموقفهم من اختيار اللغة، ولغة التعليم على وجه الخصوص. ما هو مشكل اختيار اللغة؟ أولا اختيار اللغة يتم بمعايير محددة، ومن جملة هذه المعايير بالنسبة للغة الأجنبية هناك شيء، في يومنا هذا، يسمى اللغة العالمية global ********، وهذه الصفة واضح أنها تنطبق على اللغة الانجليزية بالدرجة الأولى، لأنها أول لغة عالمية اليوم، وتليها لغات أخرى، مثل الصينية والإسبانية، والهندية، والعربية، الخ. هذه اللغة هي لغة التداول والتبدل العالميين. فإذا أردنا التنقل بين منطقة ومنطقة في العالم، نتكلم مع غيرنا بالإنجليزية، حتى في الدول العربية، والصين، وروسيا، الخ. الإنجليزية هي لغة التواصل العالمية ولغة العلم العالمية كما هو معروف.



ثانيا، المجلات العلمية المفهرسة دوليا تصدر جلها بل كلها بالإنجليزية، حتى صار شرط فهرسة أي مجلة تنعت بأنها دولية أن تكون مكتوبة، ولو جزئيا، باللغة الانجليزية.
أضف إلى هذا أن ما يسمى بالدروس الدولية بدأت تنتشر في عدد من الدول الأوربية منذ التسعينات. وهنا أعطي مثالا بألمانيا التي كانت متشبثة في وقت بلغتها، لكنها ما لبثت أن عممت هذه الدروس، بمعنى أن هناك دروسا كالفيزياء والكيمياء والطب إلى غير ذلك تلقى باللغة الإنجليزية في الجامعات الألمانية.



هذه الدروس الدولية تم تعميمها في ألمانيا ابتداء من عام 1996، حيث بدأت تُلقى الدروس في الجامعات وفي الثانويات باللغة الانجليزية، وقبل بضع سنين، عممت التجربة في فرنسا نفسها، وقبلها في عدد من الدول الأوروبية. فاللغة الانجليزية صارت هي اللغة الأوربية الأولى في التعليم الجامعي بأوروبا. إسبانيا، مثلا، كانت فيها اللغة الفرنسية، وكذلك ألمانيا والبرتغال إلى غير ذلك، كل هذه البلدان انتقلت من الفرنسية كلغة أولى بعد اللغة الوطنية في تعليمها إلى اللغة الإنجليزية. إذن لا نكاد نجد على مستوى القارات إلا بعض الدول الإفريقية التي كانت مستعمرات قديمة لفرنسا أو لبلجيكا هي التي مازالت محتفظة (ولا ندري إلى متى) باللغة الفرنسية كلغة أولى أجنبية للتدريس (أو كلغة رسمية للبلاد أحيانا).


طيب دكتور، هنا اسمح لي لماذا يتشبث المغرب باللغة الفرنسية؟ وهنا نضيف أن التقرير الاستراتيجي للمجلس العلمي الأعلى للتعليم والذي سيرفع للديوان الملكي دعا إلى ضرورة استمرار أو اعتبار الفرنسية كلغة ثانية للتعليم، لماذا التشبث باللغة الفرنسية، هل لأسباب سياسية، استعمارية، اقتصادية أم ماذا؟


إذا صح هدا الخبر بهذه الصيغة، فإنه خبر سيء، لأن هذا الاختيار غير مبني على مقاييس موضوعية، وليس مبنيا أيضا على معايير تخدم فرص المتعلم المغربي، لأن الأسباب ذكرتها في البداية تبين أنه من أجل خدمة المتعلم المغربي، وجعل الآفاق والفرص مفتوحة أمامه محليا ودوليا، في أي منطقة من مناطق العالم، على غرار المتعلم الآخر، سواء كان كوريا أو من جنوب إفريقيا أو من البرازيل أو غيرها، كل متعلم في التأهيلي والعالي يتعلم (جزئيا) باللغة الإنجليزية، بعد اللغة الوطنية. هذا ضمن المعايير الدولية لاختيار لغات التعليم في الجامعة على الخصوص. إذن ما يمكن الاجتهاد فيه بالنسبة للمغرب هو سيناريوهات انتقالية. وهذه السيناريوهات، في رأيي، لا ينبغي أن تكون ثنائية، وإنما ثلاثية، وأنا كتبت بتفصيل في هذا الموضوع، بحيث لا يمكن أن ننتقل فجأة من ثنائية عربية-فرنسية إلى ثنائية عربية-إنجليزية بين عشية وضحاها. فهناك صيغ ثلاثية، كما فعلت أوربا أو الهند، بحيث نعتمد على الأقل في التعليم ألتأهيلي والعالي على اللغة العربية والفرنسية والإنجليزية، مع سيناريوهات اختيارية أخرى قد تدخل فيها الإسبانية، أو الصينية، أو الألمانية، الخ. هذه هي الصيغة التي تبدو لي معقولة، وهي الثلاثية، وليس الثنائية التي تحتفظ بالفرنسية في مكانها، لأن الثنائية الحالية مضرة بمصالح المواطنين وفرصهم، ومخالفة لمبادئ العدالة اللغوية.









رب سائل يسأل هنا ما هي الأهداف الثاوية وراء التشبث بالفرنسية، هل هي سياسية أم ماذا؟


أنا لا أدخل في التفاصيل السياسية، أو السياسوية على الأصح. أنا انشغالي بشيئين:



(أ) مصالح المواطنين، ونوع المواطن الذي نريد أن نكونه بالنسبة للمستقبل،



و(ب) نحن كما ذكرت لك منشغلون أيضا بسؤال كبير يشغلني وكتبت فيه عدة مرات وهو مشكل العدالة اللغوية، هل نحن عادلين حينما نختار لأبناء الشعب مثلا الفرنسية وحدها، وتكون نخبة نفوذ من نوع آخر تكون أبناءها باللغة الإنجليزية في معاهد فرنسية أو أنجلوساكسونية، إما كليا أو جزئيا، علما بأن أوربا نفسها مدارسها والمدارس العليا الفرنسية فيها أصبحت تكون باللغة الإنجليزية.



وقبل شهر، كنت في فرنسا وفي باريس بالضبط، وقدمت محاضرة في فرق بحث، وطلب مني أن أتكلم بالإنجليزية وحدها، وهذا غالبا ما يحدث لي في قلب باريس الآن.



كل ما هو دولي وتختلط فيه فرق البحث التي تريد أن يكون لها طابع أوروبي، تشتغل بالإنجليزية، ولا تقبل الفرنسية. فالإنجليزية أصبحت لغة الاتحاد الأوربي بامتياز، رغم أنه على المستوى الشكلي والرمزي، مازال هناك احتفاظ بالفرنسية والألمانية، ولكن على المستوى العملي حتى نكون صريحين هناك اللغة الإنجليزية. ويذهب قانون فيوراسو، الذي أدخل الانجليزية فيما يسمي بالدروس الدولية في فرنسا، في نفس الاتجاه.


طيب، المادة 118 من الميثاق الوطني للتربية والتكوين تقضي بإحداث أكاديمية اللغة العربية، هذا المشروع لا يزال يراوح مكانه أكثر من عشر سنوات، لماذا تأخر برأيك هذا المشروع ولا سيما أنكم كنتم ضمن هذه اللجنة؟


هناك سبب عام ثقافي، وهو أننا لم نع بعد مضمون التعددية اللغوية، وهي تكون بعدة لغات، بوظائف موزعة، لا بلغة واحدة. وفي "الطابق السفلي" للتعددية اللغوية هناك مرتكز أول، وهو دعم وتقوية إتقان اللغة أو اللغات الوطنية، فبدون تمكن التلاميذ أو الطلاب من هذه اللغة الوطنية الأولى، لا يمكن توطين أي تعددية، ولا تعميم أي تنمية.



بطبيعة الحال، أكاديمية محمد السادس للغة العربية جاءت لتؤسس وتخدم اللغة الوطنية. وكما أوضح ذلك الدستور الجديد، فإن الدولة تلتزم بدعم اللغة العربية والعمل على نشرها وتأهيلها، إلى غير ذلك. فنص الدستور واضح، وكان دائما واضحا منذ الاستقلال وإلى الآن. ولكن هناك دائما ترددا ونقاشا مغلوطا يصير إلى أحادية مغلوطة، يا إما العربية وحدها، وإما لغة أجنبية أخرى وحدها.



في الحقيقة، هذا النقاش تجاوزناه منذ زمان، اليوم لا يمكن أن نعيش بلغة واحدة، ولذلك كل الدول أصبحت تخطط لسيناريو من سيناريوهات تعدد اللغة، لكن بصيغ مختلفة. وبما أن الدستور قد تبنى فكرة أن هناك لغتين رسميتين وطنيتين، هما العربية والمازيغية، وهناك لغات الانفتاح العالمي الأكثر انتشارا، وهناك تنوعات، الخ، فنحن ننتظر أن نطبق ما صادقنا عليه وكتبناه.


وكذلك الميثاق، فما ما جاء فيه من أشياء ايجابية لم تطبق. قانون الأكاديمية صدر عام ،2003 بعد مدة من النقاش، لأنه كتب سنة 1999 في ماي، وأول من صادق عليه المرحوم الحسن الثاني قبل أن يخرج في صيغته، واللجنة الملكية، ثم خرج ودار في البرلمان وفي الحكومة، بعد ذلك صادق عليه مجلس الوزراء، ثم خرج في صيغة قانون، ومع ذلك نحن ما زلنا مترددين.


ولماذا نحن مترددون؟
لأننا لم نتشرب بعد بفكرة التوازنات الضرورية من أجل أن ننهض بالمواطن المتعدد، لأننا عندما نقول للمواطن ستدرس اللغة العربية وحدها فهذا ليس هو الحقيقة، نكذب عليه، لأن لا أحد يريد أن يدرس المغاربة اللغة العربية وحدها.


واليوم هناك من يريد أن يدرس المغاربة اللغة الفرنسية وحدها. وهذا كله نقاش خارج الصواب. هناك لغة عالمية هي الانجليزية وهناك لغة وطنية لها تجربة طويلة في التدريس وهي اللغة العربية، وهناك لغة أجنبية أخرى هي اللغة الفرنسية لنا معها تاريخ، مشترك ثقافي إلى غير ذلك. وقد تحل محل لغة ثقافية تنوعية، إقليمية وعالمية، أو ما شئت، ولكن لا يمكن أن نناقش ملف اللغة بالاختزال.



وهناك طبعا اللغة المازيغية التي يجب أن نعتني بها في المستوى المطلوب، وهناك تنوعات لهجية مفيدة، الخ. فهذه مجموعة من المتبلات أو العناصر الموجودة في الدستور، ولكن لحد الآن لم تعط المضمون الحقيقي. وما يجب الابتعاد عنه هو تفكير يريد أن تحل الفرنسية محل اللغة العربية (الوطنية)، أو تحل الفرنسية محل اللغة الإنجليزية (العالمية بامتياز). ففي هذا إخلال بالمنطق السليم، وبالمعايير الموضوعية، وهز مستمر لأساسيات إقامة تعدد لغوي متزن ومتماسك.


يتبع






التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس