عرض مشاركة واحدة
قديم 2015-03-10, 19:42 رقم المشاركة : 38
خادم المنتدى
مدير التواصــل
 
الصورة الرمزية خادم المنتدى

 

إحصائية العضو








خادم المنتدى غير متواجد حالياً


وسام المشاركة السيرة 1438ه

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

العضو المميز لشهر فبراير

افتراضي رد: عزيزاتي نساء المنتدى...كل 8مارس وأنتن في رقي وتميز !


المغربية "سعيدة عباد".. أول سائقة قطار في المغرب والوطن العربي





اقتحمت المرأة المغربية وبفعل الظروف الثقافية والاقتصادية والاجتماعية مجالات لم تكن لتخطر ببالها حتى وقت قريب، فقد أصبح من المألوف أن تلمح سيدة مغربية وهي تقود سيارة أجرة أو حافلة ركاب، أو ميكانيكية تقوم بإصلاح السيارات وغيرها من المهن التي كانت حكرا على الرجال فقط، إلا أنه يبدو أن الظروف الصعبة وأيضا تغير العقليات ساهمت في ولوج المرأة المغربية لميادين عمل مختلفة تماما عما عهدناه في السابق. "سعيدة عباد" سيدة مغربية من مواليد سنة 1965 بمدينة الدار البيضاء، متزوجة وأم لطفل تجسد بحق اقتحام النساء لعالم الرجال، إذ دخلت عالم السكك الحديدية من بابه الواسع واشتغلت سائقة للقطار بتعيين ملكي منذ سنة 1999، وهي بذلك تعتبر أول سائقة قطار في المغرب والوطن العربي. * ما هي البذور الأولى التي ساعدت سعيدة عباد على التفكير في الدخول إلى عالم سياقة القطارات؟ وما هي الخطوات التي اتبعتها لبلوغ ذلك؟ - يمكن أن أقول إنه قبل التحاقي بمصلحة سياقة القطارات كنت موظفة بقطاع السكك الحديدية في القسم التقني، وهذا ما جعلني أتابع عن كثب عملية سياقة القطارات مع أنني لم أكن أفكر في الأمر بحيث لم أكن أتصور أن تبحث إدارة السكك الحديدية عن طاقات نسوية لسياقة القطارات إضافة إلى ذلك إحساسي الدائم بالذنب في حق شخصي بسبب عدم تكميلي لمشواري الدراسي. فلما علمت بنبأ حاجة إدارة السكك الحديدية لسيدات لسياقة القطار لم أشأ أن أضيع الفرصة التي من شأنها أن تعوضني عن الحياة الدراسية وحتى أبرهن لنفسي ولذاتي قبل أن أبرهن للعالم الخارجي أنني أتوفر على قدرات تمكنني من تحقيق الكثير، ولقد أبديت استعدادي وموافقتي للفكرة وتقدمت معي سيدتان وهن كذلك موظفات بالسكك الحديدية إلا أني وفقت وحدي في اجتياز جل الامتحانات والإجراءات التي اتخذتها معنا إدارة السكك الحديدية، وأجريت بعد ذلك تأهيلا لمدة سنة معظمها في الجانب التطبيقي التخصصي على يد مؤطرين مغاربة أكْفاء. * وماذا عن الأطراف المباشرة التي ساعدتك على اقتحام هذا الميدان؟ - بطبيعة الحال أول من شجعني وسهل الأمر أمامي أبي الذي كان يعمل سائقا للقطار مدة 28 سنة، فقد كنت أحترمه وأحترم مهنته؛ لهذا فلما ناقشت معه الأمر وأقنعني بإمكانية ممارستي للسياقة لم أتوان عن ذلك، وعملت بمشورته ووصاياه فكنت كما يقول المثل "الولد سر أبيه"، بل أكثر من هذا فالبنت سر أبيها. * ما هو الانطباع الأول للسيدة سعيدة عند أول سياقة حقيقية لها بالركاب؟ - حقيقة شعرت بمسئولية كبرى وأنا أقود القطار لأول مرة بالركاب، حيث استشعرت أهمية وخطورة الأمر؛ لأن الأرواح الآدمية أصعب ما يؤتمن عليه المرء فهي أكثر أهمية من المال مثلا، إلا أنني أحمد المولى -عز وجل- الذي بعث في نفسي الطمأنينة والارتياح، وهو ما مكنني من القيام بعملي على أحسن وجه منذ الرحلة الأولى التي قمت بها، وإنني إلى الآن أطلب من العلي القدير أن يديم علي هذه الشجاعة وحسن التدبير حتى أكون عند حسن ظن المسؤولين والركاب والمتتبعين. * ماذا عن انطباع الزملاء الرجال؟ - في حقيقة الأمر سائقو القطارات لم يأخذوا الأمر بجدية واستبعدوا إمكانية تحمل المرأة مسؤولية سياقة القطار باعتبار أن هذه المهنة لم يزاولها سوى الرجال في العالم؛ لكونها متعبة، وتتطلب قدرات خاصة، إلا أنهم بعد ذلك أخذوا يتراجعون عن أفكارهم وعن مواقفهم المتعصبة أثناء فترة التأهيل لما لمسوه من استعداد وجدية وتأهب مني. * هل سبق أن تعرضتِ لبعض المشاكل أثناء قيادتك للقطار؟ - الحمد لله لم أتعرض لأية مشاكل، فكل رحلاتي التي تتوجه من الدار البيضاء - المحدية - الرباط - القنيطرة والعكس لم أصادف فيها أية مصاعب أو عراقيل باستثناء بعض الأعطاب التقنية الخفيفة. * من أين تستمد سعيدة عباد شجاعتها ومواجهتها للمواقف خصوصا أننا نعلم أن العنصر النسوي عندما يلتحق بمراكز عادة ما تحتكر من طرف الرجال يتعرضن لانتقادات ومشاحنات كلامية؟ - في رأيي حتى تتغلب المرأة العاملة في ميدان الرجال وحتى تنجح في مشوارها لا بد لها من أن تبرهن على كفاءتها، وأن تقدم أحسن ما لديها. فالسعي وراء الإتقان في العمل ورقة تربح بها المرأة العاملة إضافة إلى ثقتها بنفسها واحترامها لعملها ولمن حولها.. وعن تجربتي الشخصية المتواضعة يمكن أن أرجع هذه الشجاعة إلى التربية التي تلقيتها، وأنا فتاة وشابة حيث درست في مدارس داخلية بعيدة عن الأهل وعن الدلال، فكونت نفسي بنفسي من حيث التربية والالتزام؛ مما أكسبني شحنة داخلية تساعدني على تدبير أموري بمفردي ولا يفوتني هنا أن أذكر الدعم المعنوي الذي يقدمه لي زوجي فمنه أيضا أستمد قوتي وثباتي على اختياري المهني مع أن ميدان عمله بعيد جدا عن السكك الحديدية. * كيف تستطيعين التوفيق بين وظيفتين هما في غاية الأهمية: وظيفة "البيت والزوج والأولاد"، وظيفة "سائقة القطار"؟ - بالنسبة لي شخصيا لا أجد صعوبة في التوفيق بين المهنتين فأنا أعمل مدة ثماني ساعات في اليوم مثل أي موظفة عادية وإن كنت أجهد جهازي العصبي أكثر ربما بعملية التركيز الحاد الذي تتطلبه سياقة القطار وأعتقد أن المرأة المغربية كيفما كانت مهنتها وعدد الساعات التي تقضيها في العمل فإنها تولي اهتماما بالغا ببيتها وزوجها وأولادها، ففي حقيقة الأمر نقول في لهجتنا المغربية: "فحلة" يعني تعرف كيف تنظم أمورها ومسؤولياتها. * على ذكر مسئوليات البيت هل تعتبر سعيدة عباد ربة بيت؟ - الحمد لله أتوفر على قسط كبير من المهارات في هذا الجانب وهذا بشهادة العديد من المعارف فمثلا بالنسبة للطبخ أعتبر نفسي فنانة في هذا المضمار، وأنا أدعوك إلى بيتي حتى تحكمي بنفسك. * كيف تقضي أخت سعيدة أوقات فراغك إذ علمنا أنك بدأت مشوار السياقة منذ الشهر الأول من سنة 1999؟ - أقضي أوقات فراغي في قراءة دواوين الشعر، إضافة إلى ولعي بارتياد ملاجئ الأيتام فأجمل أوقاتي أعتبرها تلك التي أقضيها مع الأطفال الصغار الأيتام وأغدق عليهم ما في استطاعتي وإمكانياتي المتواضعة؛ لأنهم فعلا في حاجة إلى أياد ترعاهم وتعطف عليهم ولو بمسحة على الرأس، فحقيقة أستمتع كل الاستمتاع حين أزور هذه الملاجئ والخيريات. * كلمة توجهينها للمرأة العربية ؟ - أقول لها أن تدرس حتى تحصل على شهادات عليا وتقتحم جل المراكز والمهن، كما أدعو الفتيات والسيدات إلى التفكير في الدخول إلى عالم سياقة القطارات حتى لا أبقى وحيدة وأجد من أستشيره في العمل وأتجاذب معه أطراف الحديث من الجنس اللطيف؛ لأنني أفتقد هذه الميزة مع زملائي الرجال الذين عادة ما يجتمعون ويناقشون ما يتعرضون له من أعطاب تقنية وغيرها في أماكن لا يمكنني ارتيادها كالمقاهي مثلا.





    رد مع اقتباس