عرض مشاركة واحدة
قديم 2015-03-03, 14:40 رقم المشاركة : 10
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

افتراضي رد: بحث شيق :دور الأسرة في أمن المجتمع


الأسرة وتحقيق الأمن الصحي


يهدف الإسلام من تكوين الأسرة المسلمة إلى صيانة الأفراد والمجتمع من الأمراض الخبيثة والأوبئة المختلفة جنسية كانت أو غير جنسية .

ذلك أن الاهتمام بصحة الأفراد يعدّ هدفا أساسيا يجب أن تضعه الأسرة نصب عينيها إذا أرادت أن توفر لأولادها نموا طبيعيا متكاملا ، لأن الصحة هي الدعامة الأولى في الشعور بالرضا والسعادة في حياة الناشئ، ولأنها هي التي تعده بالقدرة والطاقة للقيام بأعماله ومناشطه في الحياة، وهي من العوامل الرئيسية في تنمية القدرات العقلية عند الفرد ، وذلك باعتبار أن العقل السليم في الجسم السليم ، كما أنها من العوامل الهامة في زيادة كفاءة الفرد الخلقية والاجتماعية والتعبدية ، وفي عمارة الأرض وترقية الحياة وتنميتها ، فالصحة تكاد تكون أهم شئ في حياة الإنسان .
ولا شك أن المرض يؤثر في حياة الأسرة تأثيرا بالغاً سواء من الناحية الاقتصادية أو الاجتماعية أو الجو النفسي المحيط بها

فبالصحة يحقق الإنسان آماله ورغباته، وينجز أعماله، ويؤدي واجباته ولأهمية الصحة عدّ الإسلام حفظ الذات وحفظ الجسد أمراً واجبا على الفرد ويأتي دور الأسرة في تحقيق الأمن الصحي لدى أفرادها عن طريق وقايتهم من كل أسباب الأمراض النفسية ، وتربيتهم على اكتساب القواعد التي تعلمهم النظافة والطهارة بما يحفظ سلامة أجسادهم .

الأسرة وأمن المجتمع

يتحقق الأمن في الأسرة أولا، وذلك بأن يقوم كل واحد من أركان الأسرة بدوره المنوط به، الدور الذي من أجل تحقيقه تكونت الأسرة، فالذكر والأنثى أوجد الله في كل منهما خصائص قبل الوظائف، فيحقق كل منهما وظيفته من خلال خصائصه، ويتحمل مسئولياته مع تعاون الجميع في أداء الواجبات ، قال ×: ( كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته، فالإمام راع ومسئول عن رعيته، والرجل راع في أهله ومسئول عن رعيته والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها ..) .

فقد اعتبر الإسلام أن بناء الأسرة وسيلة فعّالة لتحقيق الأمن، ولحماية الأفراد من الفساد، ووقاية المجتمع من الفوضى، إن التربية الأمنية تبدأ في نطاق الأسرة أولا، ثم المدرسة، ثم المجتمع، فالأسرة هي المدرسة الأولى التي يتعلم فيها الطفل الحق والباطل، والخير والشر، ويكتسب تحمل المسئولية، وحرية الرأي، واتخاذ القرار، كل هذه القيم وغيرها يتلقاها الطفل في سنيه الأولى، دون مناقشة، حيث تتحدد عناصر شخصيته، وتتميز ملامح هويته،وإذا لم تتهيأ الفرصة بشكل كاف داخل الأسرة لتعلم هذه القيم، فإنه يتعذر عليه بعد ذلك اكتسابها لكي تكون جزءا من سلوكه .
إنّ الأمن لا يفرض بسلطة، وإنما ينبع من أفراد المجتمع، من دخائلهم، من ضمائرهم، من أسلوب معاملاتهم، وللأسرة دور أساسي في غرسه في ناشئتها، وتعميقه في قلوبهم من البداية.

ولا شك أن أفراد الأسرة يمرون بمراحل مختلفة منذ ميلادهم إلى أن يشبوا ويكبروا،ويتحملوا المسئوليات الضخام،وفي كل مرحلة من مراحل نموهم يحتاجون أن تحقق لهم أسرهم الاستقرار النفسي والطمأنينة في مختلف أحوالهم كما تحقق لهم الإشباع في جميع حاجاتهم المتنوعة.

وعليها أن تبتعد عن الوسائل الخاطئة في تربية أولادها مثل استخدام القسوة و الشدة , والصرامة في معاملة الأولاد، وإثارة الرعب والخوف في نفوسهم، أو المبالغة في تدليلهم، والإفراط في التسامح والصفح عنهم .
وكذلك البعد عن الاستهزاء بهم والسخرية منهم أو إذلالهم ، أو التدخل المبالغ في شؤونهم بالرقابة الصارمة 0


لأن استخدام القسوة التي يتبعها الآباء لضبط سلوك الطفل غير المرغوب فيه ، والتي يتضمن العقاب الجسدي كالضرب أو الصفع، أو كل ما يؤدي إلى الألم الجسمي، والمصحوب بالتهديد أوالحرمان0

إن هذا العقاب يتضمن نتائج سلبية كثيرة حسب ما أثبتته الدراسات التجريبية، كأن ينشأ الطفل على تعلم السلوك العدواني
لأن الآباء يمثلون نموذجا عدوانيا يقلده الطفل، فيلجأ لاستخدام أساليب القسوة، لحل الصراع في تعامله مع الأصدقاء والآخرين، إضافة إلى أن الطفل قد يتجنب التعامل مع الآباء الذين يعاقبونهم، مما يقلل التطبيع لدى الآباء إلى أبنائهم .
لأنّ الشخصية الانفعالية والتوتر المصاحب للعقاب البدني قد يعطل قدرة الآباء على الحكم الموضوعي لحل المواقف , ويؤدي المزيد من النتائج السلبية سواء على مستوى نمو الطفل الاجتماعي .

أو على مستوى طبيعة العلاقة بين الآباء والأبناء .
يقول أحد الآباء إن الضرب والعنف يؤدي تنشئة جيل معقد منحرف .
ويقول آخر إن الضرب يجب أن يكون في فترات متباعدة لأن من الضروري أن نربيهم على نوع من الخشونة .

فالقسوة وإن أدت إلى الإساءة إلى معاملة الأطفال لكن لابد منها .

ويقابل القسوة , التساهل الذي يشجع الطفل على تحقيق رغباته بالشكل الذي يحلو له , والاستجابة المستمرة لمطالبه , وعدم الحزم في تطبيق منظومة الثواب والعقاب .

إن ضبط سلوك الطفل يعد شرطا أساسيا للنمو في اتجاه إيجابي ,فالآباء المتساهلون يعرقلون إحساس الطفل بالأمان , حيث لا يبعث الإفراط في التساهل على الثقة , لأن الرضوخ المستمر لمطالب الطفل قد يعكس ضعف الآباء . وهذا ينافي حاجته للشعور بقوتهما اللازمة لحمايته , لأن وجود درجة معينة من حزم الوالدين ضرورية للتنشئة السوية , وأن عدمها يؤدي إلى نمو الناشئة في الاتجاه السلبي

وبين القسوة والتساهل يظهر هناك اتجاه الإهمال لدى الوالدين,إذ يتجنبان فيه التفاعل مع الطفل ، فيترك دونما تشجيع على السلوك المرغوب عنه , ودونما توجيه إلى ما يجب أن يقوم به , أو إلى ما ينبغي عليه أن يتجنبه .

وهذا الإهمال لا يساعد الناشئة على غرس العادات الحسنة في نفوسهم في مرحلة مبكرة من حياتهم , لأنهم ينشأون على ما عودهم عليه المربون .


ويظهر هناك اتجاه آخر من الوالدين تجاه ناشئتهم وهو التذبذب : أي عدم التوازن في السلطة بين الأبوين , فالسلوك الذي يثاب من أحدهما قد يرفض من الآخر , ويعتبر هذا من أكثر الاتجاهات السلبية , لأن الأطفال قد يتكيفون مع آبائهم متساهلين أو متسلطين لكنهم يجدون صعوبة مطالب متغيرة وغير متوقعة , بل يؤدي بهم ذلك إلى الانحراف وعدم التوافق , فيصبحون أكثر عدوانية وتمردا , لأنه يسمح لهم بالسلوك مرة ويرفض مرة أخرى .


ومن الوسائل الخاطئة المبالغة في تدليلهم بالحماية المفرطة , وهذا لاشك خطر على صحة الطفل النفسية , يؤدي به في النهاية إلى نوع من الانحراف .


لأنه إذا قام أحد الوالدين أو كليهما نيابة عن الطفل بالواجبات أو المسئوليات التي يمكن القيام بها , والتي يجب تدريبه عليها إذا أردنا له أن يكون شخصية مستقلة .

لأن الحماية الشديدة تؤدي إلى قلة المواقف المناسبة لتنمية ثقل الطفل بقدراته . ولذلك كان من الأهمية زرع الثقة في نفس الناشئة , وتركه لاكتساب خبرات جديدة مع مساعدته بالتقويم والتعديل والتوجيه المسحوب بالاحترام النابع من القلب ، بهذا العمل يعد الوالدان أولادهما لممارسة حياتهم المستقبلية , لأنه يتعود الاعتماد على النفس , وتقوى إرادته وعزيمته , وتنمّى مواهبه .

كما أن من الوسائل الخاطئة الاستهزاء بالأطفال والسخرية منهم أو إذلالهم. ويجب استبدالها بالاحترام الذي يحمل على إكرامهم وتقديرهم ولو أخفقوا في العمل، بل إن احترامهم يقتضي الثناء عليهم عند النجاح واستشارتهم في بعض الأمور ، واستحسان رأيهم الصائب، وإرشادهم برفق إلى خط رأيهم.


وإذا كان أحد الوالدين أو بعض الأقارب يستهزئ بالطفل أو يواجهه بالنقد الجارح كانتقاد الشكل أو العقل ، فعلى الأطراف الأخرى أن تدعم الطفل وتنمي ثقته بنفسه وتمدحه، وتمنع الأطراف الأخرى من الانتقاص من الطفل لأن ذلك يضعف ثقته بنفسه في المستقبل ويهز شخصيته ويجعله مستعدا للتخلي عن أفكاره بسرعة إذا انتقده الآخرون، ولو كانت تلك الأفكار صائبة، لأنه لم يتعود على الثقة بالنفس واحترامها،منذ الطفولة .

بل يجب أن يتحول هذا الاحترام إلى الحب والحنان لأنه من أهم الحاجات التي يتطلبها الناشئة .

إن وسائل إشباع حاجة الحب لديهم تختلف من مرحلة إلى مرحلة ففي مرحلة الطفولة المبكرة يلذُ المربي بملاعبة الطفل وترقيصه ومداعبته بأرق العبارات وتقبيله وضمه ، وبعد أن يبلغ خمس سنوات يحب الطفل أن يجلس قريبا من الوالدين أو يضع رأسه على فخذ أحدهما أو يقبلهم أو غير ذلك ، بل عن تشتد حاجته عند رجوعه من المدرسة أو من مكان لم يصحب فيه والديه أو عند وجود مشكلة خارج البيت أو داخله ، وفي مرحلة المراهقة يظل محتاجا إلى الحنان والحب من والديه ، وذلك أنه قد يخجل من إظهار هذه العاطفة وبخاصة إذا كان والداه ينتقدان حاجته إلى الحب أو ينكران أن يقبلهما أو يسند رأسه إليهما أو يحسان بالإزعاج والتضايق عندما يعبر عن حبه لهم .


إن عدم إشباع هذه الحاجة يؤدي إلى انعدام الأمن وعدم الثقة بالنفس ، فيصعب على الطفل التكيف مع الآخرين، ويصاب بالقلق والانطواء والتوتر، بل يعد الحرمان من الحب أهم أسباب الإصابة بمرض الاكتئاب في المستقبل .


ومن الناحية الاجتماعية تحدث فجوة بين المربي والطفل عندما لاتشبع حاجته إلى الحنان فيحس الطفل بالانقباض تجاه والديه ويستقل بمشكلاته ، أو يفضي بها للآخرين دون والديه ،ويصبح عنده جوعة عاطفية ، تجعله مستعداْ للتعلق بالآخرين

إنّ العوامل التي يمر بها أفراد الأسرة تحت مظلة الأسرة المستقرة الهادئة له الأثر الفعّال في حياتهم المستقبلية عندما يكونون أعضاء لمجتمع أو يكونون أزواجا في أسر.

إنّ الشخص الذي يمر في طفولته بخبرات سارة توفر له الأمن والحب يمكنه النجاح في إقامة علاقات اجتماعية سارة، وإقامة علاقات أسرية سعيدة آمنة، كما أن الطفل المحروم من الحب أو المهمل أو التعس لا بد من أن يصبح أبا قاسيا، أو زوجا سيئا، أو شريكا غير موفق ، أرأيتـم إذا دور الأسرة في تحقيق أمن المجتمع، حيث أن أفراد الأسرة هم الذين سيصبحون لبنات المجتمع، ورجال الغد، متمثلين في تحمل المسئوليات، أزواجا كانوا أو زوجات، أو مسئولين في مختلف قطاعات المجتمع، فإن ربوا على الخير والفضيلة والأمن واسعاد الآخرين فسيصبحون كذلك، وستصبح أسرهم الامتداد الأقوى في إمداد المجتمع بأفراد صالحين مصلحين.


أما إذا لم تؤد الأسرة دورها بأن تقاعست عن واجباتها تجاه البيت والناشئة، فعند ذلك لا تسأل عما يحدث للأفراد من المشاكل التي لا تحمد عقباها تجاه أنفسهم وتجاه والديهم وتجاه المجتمع ، وأن هذه الثلمة الكبيرة التي تحدث الآن لمجتمعنا من وجود إرهاب الأفراد والأسر والمجتمع والدولة لمن هذا القبيل . حيث حصل نوع من التقصير تجاه الناشئة من أطراف متعددة ومنها: تقصير الأسرة عن دورها المنوط تجاه أبنائها حيث انشغل الأب بتجاراته وأعماله تاركاً مسئوليته لغيره ، وانشغلت ربة البيت عن بيتها وزوجها وأبنائها بوظيفتها وأسواقها وزيارات صديقاتها، مسندة وظيفتها الحقيقة للخادمة التي أصبحت الأم الجديدة التي تعلق بها الأبناء أكثر من الأم لعنايتها بهم في الظاهر، أما الحقيقة تقول إن كثير من الأبناء يتعرضون للقسوة والإهمال من الخادمة خاصة في حال غياب الأم . وبالتالي ينشأون على الحقد وعقوق الوالدين وبغض المجتمع . ويتعودون على والاتكالية ، وتنعدم عندهم روح المبادرة ويتسع داء الفراغ ، الذي يتولد عنه تفريغ طاقاتهم في كل ما يضرهم ويضر أسرهم ومجتمعهم .

فمتى عادت الأسرة في أداء واجباتها ودورها الحقيقي رجع للمجتمع أمنه وسلامته كما كان يتمتع به من قبل .
نسأل الله تعالى أن يديم علينا نعمة الأمن والإيمان إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ...


الخاتمة
يتبع







التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس