عرض مشاركة واحدة
قديم 2015-02-25, 10:03 رقم المشاركة : 8
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

افتراضي رد: الأثر الأندلسي في شمال المغرب : منطقة جبالة (أنجرة)



4-3. الأثر الأندلسي في البيت الأنجري


البيت الجبلي بأنجرة يحتفظ بالكثير من ملامح البيت الغرناطي، ومَنْ سَبق له أن زار المنطقة الأندلسية القروية بإسبانيا فلاشكّ أنه لاحظ ذلك التّشابه مثلما لاحظه زُرَارَة البرتغالي في القرن 9 ﻫ/15 م.

ومما يُمَيِّزُ البيت الجبلي بأنجرة الجُدران المجيَّرة بالأبيض وجوانبها السُّفلى بالأزرق، والقَرْمِيد الأندلسي الأحمر الذي يُغَطِّي سقف البيت من الخارج، والذي لا يزال الإسبان إلى اليوم يُسَمُّونَه:

القرميد العربي Teja Arabe. ومِنْ بين العناصر أو الوَحَدَات الْمُكَوِّنة للمنزل القروي في أنجرة ونَجِدُ لها مثيلا في بُيوت الأندلس القديمة:


- السّطَح:

هو في البيت القروي الأنجري يقابل ما يُعرف اليوم في بُيوت المدينة باسم: المقْعَد، وهو ينقسم إلى قِسمين، المدخل، وبِهِ مجلس صغير، ثم يليه قسم آخر دَاخِلي كبير، وفي جانبٍ من هذا القسم الداخلي للسّطح يكون موضع مبيت صاحب الدّار مع أهله، وفيه مُتّسع لجلوس الأضياف، وقد وردت كلمة "السّطح" بهذا المعنى في كتاب "طوق الحمامة" لابن حزم.


- الدّْوِيرَة:

للبيت الأنجري ما يُعرف بالدّْوِيرَة، وقد وردت في بعض النصوص الأندلسية. وهي تقع داخل حُدود البيت إلا أنها مكشوفة وغير مسقّفة، وتشمل المساحة الأمامية التي تَلِي السّطح، وتكون محاطة، من جوانبَ ثلاث، بِسُورٍ ارتفاعه يصل إلى مُستوى كتف الإنسان في وضعية وقوف (1.50 متر). وقد تصل مساحة الدويرة إلى 50 متر مربع (5م × 10م)، وتتوسّطها شجرة تين أو كرم (الدّالية). وعادةً ما تكون الميضأة في زاوية من الدويرة. وفي الدْوِيرَة يظهر تَوَلُّع المرأة الأنجرية بأناقة دارها ومُبالغتها في تزيين بيتها لاسيما ما يبرز منه للمَارّة.


وفي الدويرة تضع المرأة الوَصِيَّة على البيت جرّات الماء، ورُزم الحطب، وأهمّ ما يلفت النّاظر إلى دْوِيرَة البيت الأنجري أصص الأزهار ومشاتل الورود من أنواع السّوسن والياسمين المرددوش والقرنفل والحبق... التي تصطفّ مُنتصبةً شامخةً على طُول حائط الدويرة الموازي للطريق العام، ومن عاش لِبِضْعَة أيّام في القُرى الأنجرية فَمِنَ المؤَكّد أنه صَادَفَ في طُرقاتها تلك النّسمات العَطِرَة التي كانت تنبعث من جُدران البيوت لاسِيّمَا في العَشِيَّات وقتَ غُروب الشّمس.



وللمرأة الأنجرية ولعٌ كبير باقتناء الأزهار والوُرُود، ولا رَيْبَ في أنّ هذا مِنْ أَثَرِ الأندلس الباقي في المنطقة، فالأندلسيون كانت لهم نفس العناية، بل كانوا يُعِدُّون شراء الأزهار مِنْ نَفَقَة البيت، فهذا عبد الكريم القيسي الأندلسي يُعَدِّدُ، في قصيدةٍ له، ما يلزم بيته من حَاجَات، فيذكرُ ما يتعلّق بنظافته وأناقته ويقول: [مجزوء الرمل]




ثُمّ صَابُونٍ لِغَسْلِ.......ثُمّ أَزْهَارٍ لِشَمِّ




- بيتُ المرمّة:

مِنْ بين العناصر الْمُكَوِّنة للمنزل القروي في أنجرة: "بيتُ الْمَرَمَّة". ومن أمثال أهل أنجرة: "خْطْبْتِ الْمْرَا وَالمْرَمَّة"، وهذا المثل مِنْ كلام أهل الأندلس الجاري على لسان المغاربة في شمال بلادهم، وهو يُقال للرجل الذي ابتسم له الحظ بِخِطْبة امْرأة من مميزاتها أنها تُجِيد الحياكة. والْمَرَمَّة الواردة في المثل السابق:

هي آلة الحياكة التقليدية بالمغرب، وهي مما جَلَبَهُ الأندلسيون إلى المنطقة، ولا زالت معروفة بهذا الإسم إلى اليوم، وتُستعمل في نسج المناديل والجلابيب، وهي الآلة الرئيسية للنّسْج في القُرى والبوادي المغربية والأندلسية، وكانت كذلك حتى في المدن إلى وقت قريب. وقد وَرَدَ ذكرُ هذه الآلة في الكتب القديمة، أشار إليها ابن بطوطة في مُدوّنة رحلته إذْ قال إِنَّهُ شاهد في الطريق بين وَلاَّتَة ومَالِي شجرةً في داخلها حَائِكٌ "قد نَصَبَ مَرَمّته وهو يَنْسُج. وقد أثار هذا المشهد استغراب الرّحّالة الطنجي، أما ابن جُزي الغرناطي فَزَادَ على الطّنجي الخبرَ التّالي:


«وببلاد الأندلس شجرتان من شجر القسطل في جوف كل واحدة منهما حائكٌ ينسج الثياب، إحداهما بوادي آش والأخرى بِبُشَارّة غرناطة».


كما وردت "المرمّة" في شِعْرٍ لابن الخطيب الغرناطي، قال:
وَاغْنَ بِقُطْنِ الثَّلْجِ عَنْ مَتْجَرٍ


يُغْنِيكَ عَنْ جَمْعٍ وعَنْ حَلْجِ

وَاغْزِلْهُ بالرِّيح وهَيِّءْ لَهُ


مَرَمَّةَ المَصْقُولِ والكَنْجِ



- بيتُ الكَانون:



وهو بيت يُطبخ فيه الخبز، ويُسَمّى أيضا "بيتُ العافية" (أي النار)، ويشمل البيت على مَوْقِدٍ في شكل حُفرة، يُدار بثلاثة أحْجار لا ترتفع عن مُستوى الأرض إلا قليلا، وعليها تُوضَعُ الآنية. أما الفُرْن المبني بالطين فموضعه خارج بيت الكانون .

- الأروى والنّوالة:

الأروى هو إصطبل البقر، ويكون مبنيا بالحجر. أمّا "النّوالة" فهي المحل الذي تأوي إليه الماعز، ويتألف من جُدوع الأشجار، وقد وردت "النّوالة" عند ابن ليون التجيبي الأندلسي في أُرْجُوزَتِه الفِلاحية.






5-3. الأثر الأندلسي بأنجرة في المجال العلمي


يتبع






التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

آخر تعديل صانعة النهضة يوم 2015-02-25 في 10:23.
    رد مع اقتباس