عرض مشاركة واحدة
قديم 2015-02-24, 11:20 رقم المشاركة : 8
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

افتراضي رد: بحث شيق :دور الأسرة في أمن المجتمع


الأسرة وتحقيق الأمن الغذائي


تتوقف حياة الإنسان منذ أن يولد إلى أن يموت على ضروريات لا بد لـه منها،وهي التي تتمثل في الغذاء والكساء والمقر، بالإضافة إلى ما يتبع ذلك من الحاجيات التي تحقق له نوعا من الراحة وتلبي له متطلبات غريزته مثل التداوي والتعليم .
إن مطالب الحياة تنقسم إلى الضرورية والحاجية والتحسينية، يهمنا هنا الأول منها ومنه نتناول دور الأسرة في تأمين الأمن الغذائي لأفرادها.


أن المولود أول أمر يحتاج إليه منذ ولادته هو التغذية، وأفضل غذاء له في الفترة الأولى من حياته هو لبن أمه الذي أودع الله فيه عناصر التغذية، والمواد النافعة للرضيع، فقد أمر الله الأم بإرضاع ولدها من لبنها لينتفع به ويستفيد منه قال تعالىوالوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة..) .


إن الطفل بأمس الحاجة في العامين الأولين من حياته إلى الغذاء عن طريق الرضاع الذي ينمي لحمه وينشذ عظمه، والأب هو المسئول الأول عن الطفل ومرضعته سواء كانت أمه أو غيرها ، لأنها تغذي الصغير بلبنها، فوجب الإنفاق عليها لتتغذى وتغذي الصغير بدورها . فالله تعالى أوصاها في الآية السابقة برعاية جانب الطفل وتأمين الغذاء له ، ذلك أن حضانة الطفل والسهر على مصلحته، والقيام بشئونه واجب على الأم ، لأنها ذات قلب رقيق ، وهي وحدها التي تطيق ذلك وتصبر عليه ، ولهذا فالأم أحق بحضانة الطفل في حال انفصالها عن الأب لحنانها وعطفها وشفقتها على ولدها أكثر من غيرها حتى من الأب نفسه قال تعالى..لا تضار والدة بولدها.. ) .


ولا شك أن لتأمين الرضاع للطفل أهمية بالغة في حياته النفسية والجسدية والأمنية والاجتماعية، حيث ( أثبتت الأبحاث العلمية أن الطفل الذي يرضع من ثدي أمه، لا يرضع الحليب فقط ، وإنما يرضع معه الحب والحنان، فيحس بدفء الأمومة وحنانها، وهذا يساعد الطفل على أن ينمو في صحة نفسية جيدة، ويكون بعيدا عن الإصابة بالأمراض النفسية في مراحل عمره اللاحقة) .


كما أن للغذاء الذي يحصل عليه المولود عن طريق الرضاعة الطبيعية دور في سلوكياته في مستقبل حياته فقد بينت الدراسات التي أجريت على بعض محترفي الإجرام في العالم أن كثيرا منهم قد حرموا من الرضاعة الطبيعية في طفولتهم
وهكذا نجد أن تأمين الغذاء والرضاعة والحضانة من الأسرة لأفرادها له دور بارز في التنشئة السليمة البعيدة عن الانحراف والعنف والجريمة مما يترتب عليه إيجاد أفراد صالحين مستقيمين يكوّنون لبنات أساسية لمجتمع متماسك تقوم علاقاته على التآلف والمحبة.




الأسرة وتحقيق الأمن العقدي


إن تحقيق الأمن من أولى القضايا في حياة الناس , لذلك بذلت فيه الطاقات وصرفت في تحقيقه الجهود .


ولا يمكن أن يتحقق الأمن الافي ظل عقيدة صحيحة تتفق مع فطرة الإنسان التي فطر عليها ، ولا تتمثل تلك العقيدة إلا في التي أنزلها الخالق إلى الخلق .
ويأتي أهمية دور الأسرة في غرس العقيدة الإسلامية في نفوس أفرادها ، بل ينبغي أن تعنى بتقديم التربية الإيمانية على غيرها لأن الدين : ( له أثره الواضح على النمو النفسي والصحة النفسية ، والعقيدة حين تتغلغل في النفس تدفعها إلى سلوك إيجابي ، والدين يساعد الفرد على الاستقرار ، والإيمان يؤدي إلى الأمان ، وينير الطريق أمام الفرد في طفولته ، عبر مراهقته إلى رشده ، ثم شيخوخته ) .


إن الأسرة المسلمة التي تولي الجانب الإيماني جل اهتمامها إنما تتبع طريق النبي صلى الله عليه وسلم في تربية أصحابه رضوان الله عليهم ، فقد بدأ تربيتهم قبل كل شيء بالجانب الإيماني، فبدأ أولا بغرس العقيدة الصحيحة الصالحة في نفوسهم، ذلك أنه لا يمكن أن يتحقق للإنسان سعادة بلا سكينة لأنه لا توجد في الحياة نعمة أغلى ولا أفضل ولا أيمن من سكينة النفس، وطمأنينة القلب، قال تعالى هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم… ) .


فلا تتحقق السكينة إلا بالإيمان بالله تعالى، الإيمان الصادق العميق في القلوب . لأن النفوس مجبولة عليه، ومع ذلك تحتاج أن تتعلم أصوله وجزئياته، وأصلح أوقات غرسه السنوات الأولى من حياة الطفل ، لأنه يصغي إلى المربي بكل جوارحه ويقبلها دون نقاش كما أن خياله الواسع يساعده على تخيل الجنة والنار ، وأهوال القيامة ، والملائكة ،وعالم الجن وغيرها


إن غرس العقيدة في نفوس الناشئة يكون بوسائل عدة منها : تلقينه كلمة التوحيد ، كما كان السلف يعلمون أولادهم في أول حياتهم كلمة التوحيد ومنها تعليمه القرآن الكريم . لأنه أصل الدين وأساسه وفي حفظه أو حفظ جزء منه حفظ له ، فينشأون على الفطرة ، ويسبق إلى قلوبهم أنوار الحكمة كما يعلمهم السيرة النبوية ، والمغازي ، وسير الصحابة والتابعين ، وحكايات الأبرار وقصص الصالحين .


كما على المربي أن يعلم ناشئته أصول الإيمان وحقائقه فيلقنه الإيمان بالله ، وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والإيمان بالقدر خيره وشره .
كما يعلمهم أركان الإسلام الخمس ، ومستلزماتها فيحفظهم الشهادتين ، وإقام الصلاة ببيان ما تشتمل عليه من أعمال العبادة من ذكر واستغفار ودعاء وتلاوة القرآن ، وإيتاء الزكاة ومحاسنها ببيان وجوب مساعدة المسلمين بعضهم لبعض .


وصوم رمضان وما فيه من تدريب عملي على كف الشهوات، وتربية الإرادة على الصبر ، وحج بيت الله الحرام وما فيه من تجرد وانخلاع عن الدنيا.
إن الأسرة التي تقوم بغرس العقيدة في نفوس أفراد ناشئتها لا شك أنها تملأ أوقات الفراغ لديهم بكل نافع ومفيد ، وبالتالي تجنبهم الوقوع في الانحراف ، وتبعدهم عن كل مظاهر العنف ، وتبني شخصياتهم على الخير والعمل الداؤب ، وبالتالي تحقق لهم الأمن في أنفسهم بتحقيق حاجاتهم الدينية والنفسية ، وهذا يدفعهم للشعور بحاجات المجتمع وقيمه بما يحقق له الأمن والاستقرار .


الأسرة وتحقيق الأمن الاقتصادي


يتبع









التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس