عرض مشاركة واحدة
قديم 2015-02-23, 18:31 رقم المشاركة : 6
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

افتراضي رد: بحث شيق :دور الأسرة في أمن المجتمع


مكانة الأمن في الكتاب والسنة




أثار القرآن الكريم انتباه الإنسان بشدة إلى حاجته الملحة للشعور بالأمن ، ليس فقط من مختلف الأخطار المحدقة بحياته ، بل أولا من عذاب الله ومكره ، ومن خسف الأرض، ومن الأعاصير والفيضانات ، ومن الرياح المحملة بالحصباء ومن الجوع والخوف والنقص في الأنفس والثمرات ، وأكد كتاب الله أن الأمن الحقيقي الكامل هو أمن الإنسان في الدار الآخرة ، والذي يتقرر بدءً ونهاية في هذه الدنيا فلا ينال أحد من الخلق الأمن إلا بسببين هما :





1- الإيمان بالله
2- العمل الصالح ، فلا سعادة للإنسان بدونهما في الدارين كما قال تعالى :

( الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب ) .





إن الأمن النفسي الذي يتحقق بالدين الحق، يغلق منافذ الخوف كلها في نفس الإنسان المؤمن فلا يخاف إلا الله: لا يخاف من البشر ، ولا من المخلوقات الظاهر منها والخفي ، كما لا يخاف من المجهول أو الموت ولا ما بعده لأنه عرّف الحقيقة ، وانكشفت له الغاية من خلقه، وهذا ما أكده كتاب الله في قوله تعالى : ( الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون ) .


بل قد قرن كتاب الله نعمة الأمن بنعمة الطعام في قوله تعالى : ( فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف ).

وجاء أيضا تقديم نعمة الأمن على نعمة الرزق في قول الله على لسان نبيه إبراهيم عليه الصلاة والسلام : ( رب اجعل هذا البلد آمنا وارزق أهله من الثمرات … ) .


إن الفرد والأسرة والمجتمع يحتاجون إلى أمرين ضروريين هما الكفاية والأمن ، وقد أعطى كتاب الله الأمن درجة من الأهمية تناسب درجة الحاجة إليه والشواهد على ذلك كثيرة تتضح مع ما سبق من الآيات في الآيات الآتية : قال تعالى : ( من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون ) وقال تعالى :


(وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكننّ لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمناً يعبدونني لا يشركون بي شيئا )وقال تعالى : (ولو أن أهل القرى أمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون )، وقال تعالى : (إن الذين يلحدون في آياتنا لا يخفون علينا أفمن يلقى في النار خير أم من يأتي آمنا يوم القيامة أعملوا ما شئتم إنه بما تعملون بصير ).


إن هذه الآيات كلها تبين الشروط التي يمكن يحصل من خلالها الإنسان على الأمن الإلهي في الدنيا والآخرة .


ولا شك أن رب الأسرة يستعرض لأبنائه هذه الآيات ثم يترك لهم جو الحوار والنقاش حولها ، ويطلب منهم أن يضربوا القصص والأمثال من الواقع المشاهد لديهم . ثم يعقب على ذلك فيقول لهم يا أبنائي ( إن الله جعل الإيمان سببا للأمن وطيب الحياة والتمكين والاستخلاف في الأرض ونزول البركات من السماء، والثبات في الدنيا والآخرة وحصول الأجر الوفير في الآخرة ، وحسن العافية وتكفير السيئات ، وعدم الخزي والخذلان يوم القيامة) .


أما النصوص التي تدّل على الأمن في السنة النبوية فكثيرة منها على سبيل المثال لا الحصر .
قوله صلى الله عليه وسلم: ( لا يحل لمسلم أن يروع مسلما ) .
وقوله صلى الله عليه وسلم: ( من نظر إلى أخيه نظرةً يخيفه بها أخافه الله يوم القيامة ) وقوله : ( من حمل علينا السلاح فليس منا ) وقوله صلى الله عليه وسلم: ( المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يكذبه ، ولا يحقره ، التقوى هاهنا ، ويشير إلى صدره ثلاث مرات، بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام : دمه وماله وعرضه ) .
ومن دعائه عليه الصلاة والسلام قوله : ( اللهم إني أسألك الأمن يوم الخوف ) .


ففي هذه الأحاديث دعوة من النبي عليه الصلاة والسلام وحث منه على كل عمل يبعث الأمن والاطمئنان في نفوس المسلمين ، كما فيها نهي عن كل فعل يبعث الخوف والرعب بين المسلمين قليلا كان ذلك أو كثيرا ، باعتبار أن الأمن من أجلّ النعم التي تفضل الله بها على عباده ، ولذلك نهى عليه والصلاة والسلام أن يروع المسلم أخاه المسلم .
بل جعل عليه الصلاة والسلام أن تحقق الأمن للإنسان بمثابة ملك الدنيا بأسرها ، فكل ما يملكه الإنسان في دنياه لا يستطيع الانتفاع به إلا إذا كان آمنا على نفسه ورزقه . قال عليه الصلاة والسلام: ( من أصبح منكم آمنا في سربه معافى في جسده ، عنده قوت يومه ، فكأنما حيزت له الدنيا ) .




دور الأسرة في تحقيق الأمن لأفرادها
يتبع








التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس