عرض مشاركة واحدة
قديم 2015-02-23, 18:26 رقم المشاركة : 5
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

افتراضي رد: بحث شيق :دور الأسرة في أمن المجتمع


أهمية الأمن


إن كلمة الأمن خفيفة على اللسان ، عميقة في الوجدان، مطمئنة للجنان، أنها نعمة عظمى، وغاية أسمى، يسعى إليها كل إنسان، بل هو مطلب أساسي لا تستقيم الحياة بدونه، وضعه الله جنباً لجنب مع مطلب الغذاء ، بل قدّمه عليه تارات لأهميته . قال تعالى وضرب الله مثلاً قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغداً من كل مكان فكفرت بأنعم الله )وقال تعالى أولم نمكّن لهم حرما آمنا يجبى إليه ثمرات كل شيء رزقا من لدنا )
إن الأمن هو غاية المنى التي يسعى كل أحد للاستظلال بظلاله ولا حياة مع الخوف الذي تتحول الدنيا فيه إلى أرض مسبعة يفترس القوي فيها الضعيف ، وتصبح الحياة ظلمات بعضها فوق بعض .


إن الحياة مع الأمن تصير جنات، ظلالها وارفة ، يتبوأ الإنسان فيها حياة طيبة مباركة ، ويعيش عيشة راضية ، يثمر وينتج ، يصان عرضه وأرضه ، ودينه وماله ، ودمه،وأهله ونفسه وجميع من حوله ، يحمى ولا يهدد، يتفيأ ظلال الحرية، آمنا في جميع أحواله كل ذلك في ظل الإسلام بالعمل بكل ما يرضي الله، حتى يتم لهم الأمن في الآخرة بنيل رضا الله وثوابه . إن الأمن المطلوب هو الأمن على الحياة الطيبة في الدنيا، والأمن بحصول النجاة من غضب الله في الآخرة .


قال تعالى: ( الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم
مهتدون ) لماذا كان لهم ذلك ؟ لأنهم خافوا مقام ربهم فجعل الأمن عاقبة أمرهم لأنه جاء في الحديث القدسي لا أجمع لعبدي أمنين ولا خوفين أبدا إن هو أمنني في الدنيا، أخفته يوم القيامة، وإن هو خافني في الدنيا أمنته يوم القيامة)


إن الأمن يلزم لكل نبضة حياة ، وحركة بناء ، ولكل كيان اجتماعي كبر أم صغر ، يحتاج إليه الأفراد كما تحتاجه الجماعات .


إذا حصل اختلال في مجال من مجالات الحياة كالقحط والكساد أو النقص في الأطباء أو المعلمين ، فإن الضرر الذي ينتج عن ذلك يكون محدودا على المجال الذي وقع عليه، وبالتالي يسهل احتواؤه والتغلب عليه لكن لو اضطرب ميزان الأمن واختل النظام العام فإن جميع نواحي الحياة تتأثر،فتسود الفوضى، ويحل الخوف والاضطراب، وينتشر الإجرام فتصبح مقدرات المجتمع بأيدي المجرمين مما يجعل تتوقف حركة البناء،وعجلة الإنتاج فيضطر الناس للهجرة إلى مجتمعات أكثر أمنا، هم ورؤوس أموالهم .




الحاجة إلى الأمن


إن الأمن حاجة إنسانية، وضرورة بشرية، وغريزة فطرية، لا تتحقق السعادة بدونه، ولا يدوم الاستقرار مع فقده، لأن مصالح الفرد والمجتمع مرهونة بتوفيره، ذلك لأن ( الأمن للفرد والمجتمع والدولة من أهم ما تقوم عليه الحياة ، إذ به يطمئن الناس على دينهم وأنفسهم وأموالهم وأعراضهم ويتجه تفكيرهم إلى ما يرفع شأن مجتمعهم وينهض بأمتهم ) .


إن الأمن يحقق راحة في البال، وانشراحا في الصدر، وشعورا بالسعادة واستظلالا بالطمأنينة والسكينة ، يشعر في ظلة المرء بأنه محمي مصان بفضل الله تعالى ثم بفضل من تسبب في استتبابه فينطلق في هذا الجو الآمن إلى عبادة ربه على الوجه الصحيح ، وإلى عمارة الكون بتحقيق مصالحه، أما إذا خيم الخوف وزال الأمن فإن المصالح تتعطل والقدرة على حسن العبادة تتزعزع لأنّ ( ثبات الأمن وتأكيده ، وتوفير الأمان وتعميمه هو المرتكز والأساس لكل عوامل البناء والتنمية، وتحقيق النهضة الشاملة وبدون ذلك يستوطن الخوف وتعم الفوضى ويشع الضياع فتفقد الأمة أساس البناء وأسباب البقاء ) .


إن حاجة الأمن تظهر في الأمور الآتية :
1- تكمن أهميته والحاجة إليه في أن الله تعالى لما أنزل آدم من الجنة بين له ما يتحقق به أسباب الأمن قال تعالى ( قلنا اهبطوا منها جميعا فإما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولاهم يحزنون ) .
2- إن أمن الإنسان على نفسه وماله وعرضه شرط في التكليف بالعبادات .
3- إن من لم يأمن على نفسه باستعمال الماء أو خاف لحوق الضرر به من الوصول إليه تنقل إلى التيمم .
4- يسقط عن المكلف استقبال القبلة عند عدم الأمن .
5- يشترط لوجوب الحج أمن الطريق .
6- كما أجاز الشرع التلفظ بكلمة الكفر عند عدم الأمن مادام القلب مطمئنا .
7- عد النبي عليه الصلاة والسلام الأمن من أعظم النعم وأحد حاجات الإنسان الأساسية إذ جاء عنه قوله ( من أصبح منكم آمنا في سرية معافى في جسده عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا ) .




أقسام الأمن


يتفرع الأمن بالنسبة للإنسان إلى نوعين داخلي وخارجي، ذلك لأنه إحساس داخلي في النفس البشرية يدعمه الواقع العملي، ولهذا حذر الإسلام أتباعه من إطلاق الإشاعات، ومن إذاعة أنباء الأمن أو أنباء الخوف ، ونشرها بين الناس دون الرجوع إلى ولي الأمر، لأنّ الأولى تدعو إلى التراخي عن الاستعداد، وعدم أخذ الأسباب، والثانية تفت من عضض بعض الناس، ويأتي هنا دور الأسرة في توجيه أبنائها على عدم ترويج الإشاعات، حفظا للأمن الداخلي ، وصيانة للمجتمع من الداخل حتى لا يتسرب إليه الضعف أو الخوف والرعب ، فيحقق الأمنان ، طمأنينة النفس واستقرارها من كل أنواع الشرور والأذى التي يمكن أن تتعرض له.فيأمن الإنسان في دينيه وعرضه وماله وأهله وبيته وبيئته، وفي ظل ذلك يؤدي كل أحد واجبه على أحسن ما يكون الأداء .


أما باعتبار ما يؤول إليه فينقسم الأمن إلى قسمين هما :
1- الأمن في الدنيا، وهو الأمن المقيد .
2- الأمن في الآخرة ، وهو الأمن المطلق .


فالأول الأمن الدنيوي:
هو الاطمئنان الذي يحصل للإنسان على ضرورات الحياة وما يكملها ، بحيث لا يعتدي أحد على تلك الضرورات والمكملات، فإذا هم أحد بالاعتداء على شئ منها وجد ما يزجره من الزواجر التي وضعها الخالق عقابا شرعيا عاجلا أو عقابا أخرويا آجلا، وهذا القسم من الأمن حرص عليه جميع الأحياء لأنه محسوس ، عاجل ، والنفس مولعة بحب العاجل .


إن الأمن الدنيوي الذي يمنّ الله به على الأمم لا يدوم مع الكفران ، بل يبدلها الله به الخوف والجوع ، وسوء الحياة ، كما قال تعالى : ( وضرب الله مثلا قرية كانت أمنت مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون )


ومن الأمم التي أمتن الله عليها بالأمن في الدنيا ثم بدّلها به خوفا لكفرانها مشركوا قريش حيث قال الله مبيّنا حال أمنهم : ( فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف) . فلما أصروا على الكفر ومحاربة الله ورسوله ، أبدل أمنهم خوفا ، وغناهم فقرا ، وشبعهم جوعا ، وهو ما حكاه عنهم في آية سورة النحل السابقة .
إن الحديث عن الآمن الدنيوي وحده مفصولا عن الأمن الأخروي إنما هو حديث عن حلم بالسعادة في ساعة من الزمن ، من عمرنا القصير .
إن الإنسان مهما أوتي من نعمة ، ومن سلامة نفس وبدن ووفرة رزق ، لا يحس بالأمن الكامل ، أو الأمن بمعناه المطلق الذي ينافي كل خوف مهما كانت أسبابه .
لأن أمن الدنيا أمن مقيد، ولا يتحقق الأمن المطلق إلا بالاتصال بالمنهج الرباني .




القسم الثاني الأمن الأخروي :


وهذا هو الأمن الحق إذا وفق الله له أمة من الأمم فهيأ لها أسبابه ، وحجب عنها موانعه ، يتحقق لها بتحققه أمن الدنيا وأمن الآخرة ، وأهم أسبابه الالتزام بمنهج الله وعبادته وحده لا شريك له ، فالأمة التي تؤمن بالله ، وتعمل صالحا ،هي الأمة الجديرة بالإستخلاف والتمكين ، والأمن في الأرض، فهي موعودة بالأمن التام يوم يخاف الناس ، وبهذا نعلم أن الأمن المطلق ، لا يوجد إلا في دار النعيم التي وعد الله بها عباده الصالحين قال تعالى: ( ادخلوها بسلام آمنين ) ففي الجنة لا يكون خوف ولا فزع ، ولا انقطاع ولا فناء .


مكانة الأمن في الإسلام

يتبع








التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس