عرض مشاركة واحدة
قديم 2015-02-16, 22:39 رقم المشاركة : 1
express-1
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية express-1

 

إحصائية العضو








express-1 غير متواجد حالياً


وسام التميز لشهر مارس 2012

rawai3 وجهة نظر: “ماكينة” إهانة نساء ورجال التعليم



okhbir.comوجهة نظر: “ماكينة” إهانة نساء ورجال التعليم

— 16 فبراير, 2015 العباس الفراسي
تشتعل مواقع التواصل الاجتماعي كل مرة على وقع فيديوهات أبطالها نساء ورجال التعليم ضحية التصوير السري لأطوار تعنيف أو سب أو قذف في حق المتعلمين، والغريب في الأمر هو أن وزارة بلمختار تستجيب فورا، لتبدأ ماكينتها الانتقامية في الاشتغال دون مراعاة لحيثيات وسياق الحادث.
فبسرعة فائقة يصلنا نبأ توقيف رجل تعليم أو عزله أو إحالته على المجلس التأديبي. لكن هذه الماكينة الصدئة لا تتحرك إلا ضد الأستاذ فقط، و لا تتعداه مثلا إلى محاسبة مسؤولين نهبوا أموال الوزارة، أو محاسبة سماسرة يتاجرون في نساء و رجال التعليم، أو وحوش تبتز الآباء والمتعلمين من أجل نقط لا فائدة منها سوى إعطاء شواهد لجيل من الجهلة و الوصوليين.
فصاحب الخمسة مثلا كانت محاسبته سريعة، نتيجة تسرب فيديو نجهل حيثيات تسريبه، و كذا الأستاذة صاحبة الفيسبوك، ثم مدرسة الإعلاميات مؤخرا.
و إذا كانت الإدارة العامة للأمن الوطني هي الأخرى تعاني الأمرين، من قناصة يصطادون عناصرها وهم يتلقون الرشوة أو يطلبونها، فقد لجأت الشرطة إلى تصوير “الكليان” الراشي أيضا، للإيقاع بكل من يراود شرطيا أو دركيا بعد ارتكابه لمخالفة تستوجب الردع. و هذا ما يحتاجه الأستاذ أيضا، خاصة أن فضاءات المؤسسات التعليمية تعج بالانحرافات والممارسات اللاأخلاقية والإجرامية، بل والمساومات حول النقطة والغياب، وأبطالها طبعا إما متعلمون أو آباء أو إداريون لا يحملون من صفات القطاع التربوي إلا الاسم و يستحقون التصوير.
فبالأمس القريب مثلا، كاد حارس عام بثانوية إعدادية بنيابة تاونات أن يلقى حتفه جراء هجوم بالسلاح الأبيض، نفذه متعلمون رفضوا إحضار أولياء أمورهم لأنهم كثيرو الغياب، و لولا تدخل بعض الأساتذة وحضور الشرطة بعد ذلك، لقتل الحارس العام الذي لم يشأ متابعة المجرمين الصغار لنبله وترفعه ولا أخلاقية مساطر القضاء.
ومن خلال شهادة زملائه، فقد انهال عليه هؤلاء الشمكارة بالضرب والسب والتعنيف، بل إن احد هؤلاء المحسوبين قسرا على صنف التلاميذ، كاد أن يزهق روح الحارس العام بسكين لولا الألطاف الالاهية.
إننا كرجال تعليم نتعرض كل يوم للاستفزاز داخل الفصل وخارجه، تماما كرجال الشرطة والقضاة والأطباء… لكن أن يتم انتزاع الموقف من سياقه ويحاكم الأستاذ أو يُعلق الشرطي ويُطرد القاضي، فهذا أمر غير أخلاقي، سيما أن المساطر تسرع في موقف معين لتتباطأ في مواقف أخرى.
إن ما تشهده المؤسسات التعليمية الآن، من مظاهر لا أخلاقية وعلى رأسها التصوير في لحظة معدة سلفا قصد الإيقاع بالضحية والكيد لها بهدف الفضح والانتقام، لدليل قاطع على تخلف المجتمع واندحار مبادئه. وما مسارعة الوزارة إلى معاقبة الأستاذ إلا تجسيد واضح لهذا التخلف والانحطاط.
لست ضد العقاب، ولكني مع استحضار السياقات والملابسات، ففيديو الأستاذة يظهر أن الأمر يتعلق بسلوك مُفتعل ليتم التصوير و تتحرك آلة كافكا لتعذيب الضحية، أما في حالة الحارس العام فلا تصوير ولا مساندة للضحية الذي لا ذنب له سوى انه يقوم بواجبه بحب و إخلاص، ولا ينتظر من الوزارة أي شيء سوى أن يُرد له الاعتبار إن كانت هذه الوزارة مؤهلة لذلك.







    رد مع اقتباس