عرض مشاركة واحدة
قديم 2015-02-16, 12:20 رقم المشاركة : 44
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

افتراضي رد: موسوعة الإعجاز العلمي في السنة النبوية متجدد


النظام الإسلامي في ممارسة المشي
يحاول الخبراء اليوم وضع خطط عملية لممارسة المشي بانتظام مثل أن تذهب نزهة بصحبة كلب أو تصطحب ‏معك أحد الحيوانات أو تشترك في أحد النوادي لكسب بعض الأصدقاء بالإضافة لتحديد أوقات للمشي والالتزام ‏بها... كما ينصحون بضرورة التأمل في الطبيعة أثناء المشي... ولكن الإسلام وفّر علينا كل هذه الجهود ومنحنا ‏أسلوباً رائعاً لممارسة المشي خمس مرات كل يوم! هل تعلمون كيف؟


لقد وجه النبي الكريم نصيحة لنا في زمن لم يكن أحد يدرك شيئاً عن فوائد المشي فأكد في عدد من الأحاديث ‏الشريفة على أهمية المشي إلى المساجد في أوقات الصلاة فقال: (ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟ قالوا: بلى يا رسول الله قال: إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطا إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط) [رواه مسلم].


وتأملوا معي هذه العبارة الرائعة التي أطلقها النبي الكريم قبل أربعة عشر قرناً، عندما لم يكن أحد يدرك فوائد المشي وأهميته فقال: (وكثرة الخطا إلى المساجد)‏، فهذا من أهم الأعمال التي تقرب المؤمن من ربه ويجعله رفيقاً للنبي صلى الله عليه وسلم في الجنة، ليس هذا ‏فحسب، بل هناك فوائد دنيوية كثيرة كما رأينا تشمل التمتع بصحة نفسية وجسدية أفضل. ‏


وحسب الدكتور ‏Bassett‏ فإنك عندما تمشي 5000-7500 خطوة في اليوم فإنك تعتبر نشيطاً [5]، وبناء على ‏ذلك لو فرضنا أنك تمشي إلى مسجد متوسط المسافة يبعد عنك بحدود 500 متر أي بما يعادل 625 خطوة، ‏فسيكون مجموع ما تسيره في اليوم هو:‏
(625 خطوة للذهاب + 625 خطوة للعودة) × 5 أوقات = 6250 خطوة كل يوم


أي أن النظام الإسلامي لرياضة المشي للمساجد يضمن لك أن تكون نشيط البدن.. وهذا النظام مطابق لمعظم ‏الدراسات المتعلقة برياضة المشي..، وبخاصة أن المؤمن أثناء المشي للمساجد يكون متفائلاً ويمارس هذا المشي ‏بكل سرور وراحة نفسية، ويوزع هذه الدقائق الخمسين على مدى اليوم كله (حسب مواقيت الصلاة وبما يتفق مع ‏حركة شروق الشمس وغيابها) ولا يقتصر على فترة محددة.. وهذا سينعكس إيجابياً على الفوائد الطبية التي ‏سيجنيها المؤمن من ممارسة هذه الرياضة.‏


ومن هنا ندرك لماذا جاء التعبير النبوي الشريف بهذه الصيغة (كثرة الخطا) ليعطينا رسالة لطيفة إلى ضرورة ‏المشي لمسافات أطول واختيار مساجد متنوعة تبعد عنا مسافات مختلفة ولا نقتصر على مسجد قريب جداً منا.. ‏إذاً لا تترك عزيزي القارئ هذا الخير الكثير يفوتك وابدأ منذ هذه اللحظة بممارسة رياضة المشي إلى المساجد ‏لأداء الصلوات المفروضة.. ولا تنسَ أن تتلو بعض الآيات أثناء ذهابك وعودتك مع التأمل والتدبر في معاني ‏الآيات .. وبذلك تكون قد استفدت من هذه الرياضة السحرية لأقصى الحدود...‏
خاتمة


إن ممارسة رياضة المشي تساعدك على صفاء الذهن وهذا بدوره يساعدك على تدبر القرآن ‏وفهمه بشكل أفضل، وحفظه بصورة أسرع. وكلنا يعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يعجز ولم يحنِ ‏ظهره، وكان يجاهد ويقوم الليل ويركب الخيل حتى آخر لحظة من حياته، وكل هذا بسبب التزامه بتعاليم ‏الإسلام وحرصه على إقامة الصلاة على وقتها.
ومن منا لم يسمع بالحديث الشهير: (المؤمن القوي خيرٌ وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل ‏خير، احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز) [رواه مسلم]. فهذا الحديث يشحذ همّة المؤمن ‏ويحضّه على النشاط والحركة، وهو ما ينصحنا به الباحثون اليوم!‏


وأخيراً نصيحتنا لكل إنسان يحب أن يجدد حياته ويستفيد من الفوائد الكبيرة لهذه الرياضة، أن يبدأ بالمحافظة على أداء الصلوات في المساجد ويستغل فترة المشي إلى المسجد بتلاوة آيات من القرآن الكريم، ولا يمشي صامتاً بل يردد بعض الآيات والأذكار والأدعية.. وهذا الأسلوب له دور كبير في تنشيط خلايا الدماغ لأنه يساعد على التأمل.. مع محاولة اختيار مساجد تبعد مسافات مختلفة، ومحاولة المشي لأطول مسافة ممكنة بالتدرج بحيث يبدأ بمسجد قريب ثم يختار مسجداً على مسافة أبعد... وهكذا حتى يجني فوائد المشي في الدنيا ويكون من الفائزين برحمة الله ورضوانه يوم لقاء الله تعالى.


ولا ننسى أن الله تبارك وتعالى أمرنا أن نمشي في الأرض فقال: (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ) [الملك: 15]. وهذا يدل على اهتمام الإسلام بهذه الرياضة والتي جعل منها جزءاً أساسياً من نظام حياتنا اليومية.. فالحمد لله على نعمة الإسلام.
ــــــــــــ
بقلم عبد الدائم الكحيل/عن موقع الكحيل للإعجاز العلمي





التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس