عرض مشاركة واحدة
قديم 2015-02-12, 15:22 رقم المشاركة : 20
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

افتراضي رد: ملف كامل عن علم المناعة :جهاز المناعة في جسم الإنسان


لقد اكتشف العلماء الكثير عن الكيفية التي يستطيع بوساطتها عدد قليل من الخلايا الجذعية إنتاج هذا التنوع الهائل من الخلايا البائية. ولاقتفاء مسار هذه السيرورة (الحدث)، اكتشف الباحثون كيف يميزون البروتينات السطحية الكثيرة التي تعبر عنها هذه الخلايا أثناء انقسامها وتقدمها في مسار تمايز الخلايا البائية. إن هذه الواسمات markers الجزيئية هي أداة أساسية تتآثر بوساطتها الخلايا البائية مع الخلايا المجاورة. ونتيجة لذلك، فإن اللمفاوية البائية تعرض على سطحها وهي آخذة في النضج بروتينات مختلفة.

تنتج الخلايا التائية في التوتة من الخلايا الجذعية التي تهاجر من نقي العظم. تمر هذه الخلايا في أثناء نضجها بمراحل مختلفة يمكن تعرّفها بحسب البروتينات التي تعبر عنها الخلايا على سطحها في كل مرحلة. إن الخلايا التي تترابط مستقبلاتها بجزيئات الصف الأول من المعقد MHC على سطوح الخلايا المجاورة، تتنامى لتصبح فيما بعد خلايا تائية قاتلة، أما التي ترتبط مستقبلاتها بجزيئات الصف الثاني من المعقد MHC فإنها تتنامى لتصبح خلايا تائية مساعدة (MHC هو الجزيء الذي تستعمله الخلايا لتقدم المستضدات للخلايا التائية.) تموت الخلايا التي لا تترابط بأيٍّ من نوعيِ المعقد MHC، وأيضا تلك التي تترابط بمستضدات الجسم نفسه.

إن الإشارات التي تنبئ خلية جذعية وليدة لتدخل في مسار تشكّل الخلية البائية بدلا من أن تصبح خلية حمراء أو أي نمط آخر من الخلايا البيض، تأتي أساسا ـ على ما يبدو ـ من الخلايا الأخرى المتجاورة معها. فعندما اكتشفت ولأول مرة <C. ويتلوك> مع زميلها <N.O.ويت> (من جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس) كيف تُربّى في الزرع ولأمد طويل الخلايا البائية، وجدا أن الخلايا السَّدَوِيّة stromal cells (خلايا ضخمة في نقي العظم تشبه النقاب) ضرورية لزرع الخلايا البائية. وتتآثر الخلايا السدوية مع سليفات الخلايا البائية progenitor cellspro-Bبوساطة جزيئات سطحية. كما تصنع الخلايا السدوية عوامل بروتينية ذؤوبة (مثل الإنترلوكين-7 interleukin) تترابط بمستقبلات على سليفات الخلايا البائية وعلى طليعاتها (pre-B)، مومئة لها أن تنقسم وأن تتمايز.

وتبدأ سليفات الخلايا البائية، خلال انقسامها، سيرورة تتوج بالتعبير عن معقدِ مستقبلٍ ضديٍّ متفرد. ففي البداية تعيد هذه الخلايا تراتب شدُف الجين gene fragments التي تكوِّد السلسلتين الخفيفة والثقيلة للگلوبلين المناعي، وهما اللتان ستشكلان جزيء الضد. وحالما تتم عملية إعادة التراتب، يبدأ انتساخ هذه الجينات بفاعلية ملحوظة.

إن التراتب الذي تبدأ به الشُّدف الجينية وظيفتها، حاسم لتنامي الخلية البائية اللاحق؛ ذلك أن الجينات الموجهة لبناء السلسلة الثقيلة، تتخالط shuffle تخالطا نمطيا وتباشر وظيفتها أولا (وتدعى الخلية في هذه المرحلة بالخلية طليعة البائية). ويعقب ذلك إعادة تراتب الجينات المكودة للسلسلة الخفيفة حيث تباشر هي الأخرى عملها [انظر: «كيف يتعرف الجهاز المناعي الغزاة؟»، في هذا العدد].

تبدأ الخلايا أيضًا إنتاج نوعين إضافيين من البروتينات هما الگلوبلينان المناعيان immunoglobulins ألفا وبيتا، اللذان يرصعان أغشية هذه الخلايا. وتتقارن سلاسل الگلوبلينات المناعية الثقيلة والخفيفة مع الگلوبلينات المناعية ألفا وبيتا لتشكيل وحدة مستقبل المستضد التي تهاجر إلى سطح الخلية، وهناك يمكنها أن تتآثر مع المستضد وأن ترسل إشارات ملائمة تصل من جديد إلى النواة. إن الخلايا التي تبلغ هذه المرحلة من التمايز تدعى الخلايا البائية، وهي التي تدخل الدم في طريقها إلى النسج المحيطية.

تبدأ دورة الجهاز المناعي في نقي العظم، حيث تنضج الخلايا البائية (في الأعلى). وتتخذ الخلايا التي تغادر نقي العظم (في الأسفل) سكنا في الطحال والعقد اللمفية ولطخ (لويحات) پاير في المِعيَ. وتدور الخلايا اللمفاوية البائية والتائية بشكل مستمر في أنحاء الجسم كافة، حيث تقوم بدوريات حراسة للبحث عن المستضدات التي قد تشير إلى وجود الخمج.

وتستطيع هذه الجمهرة من الخلايا البائية أن تستجيب لِطيْفٍ شديدِ التباين من المستضدات. ولكي توجه كل خلية صُنْع سلاسلها الخفيفة والثقيلة توجيها صحيحا، فإنها تختار تركيبة (تضامية) combination واحدة من شُدف جيناتها من بين أكثر من مليون تركيبة تستطيع كل خلية متنامية أن تحور مواضع تضفير الجنيات gene-splicing sites، كي تزيد أكثر فأكثر من تنوع الدنا الذي يكوِّد مقر ربط المستضد. وإذا حدث وكان هذا التنوع غير كاف، فإن الخلية تستطيع غرز تسلسلات نكليوتيدية nucleotide sequences جديدة في نقاط اتصال الشُّدف عند تضفير بعضها ببعض.

تقوم الخلية بإعادة كتابة كودها الجيني بوساطة إنزيم دي أُوكسي نكليوتيد ترانسفيراز الطرفي (الانتهائي) terminal deoxynucleotide transferase. ويُعبَّر عن هذا الإنزيم فقط في نواة سليفة البائية، حيث تحدث عادة عملية إعادة تراتب جين السلسلة الثقيلة. لكن قد يحدث أحيانا أن يعاد تراتب جينات السلسلة الخفيفة أولا. ولقد اكتشف هذه الحقيقة <H.كوباگاوا> (من جامعة ألاباما في برمنگهام) عندما أخْمَج السلالات المبكرة للخلايا البائية بڤيروس إبشتاين-بار Epstein-Barr، مكونًا بذلك زرعا خلويا ذاتي التوالد self-reproducing، توقفت جينات الگلوبلينات المناعية في خلاياه عند هذه المرحلة من التنامي. لقد وجد هذا الباحث أن الخلايا طليعات البائية قد أعادت فقط تراتب جينات سلاسلها الخفيفة، التي احتوت نقاط اتصالها على تسلسلات جديدة، مما يوحي بأن التخالط قد حدث قبل توقف فاعلية إنزيم الترانسفيراز.


يتبع







التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس