عرض مشاركة واحدة
قديم 2015-02-12, 15:13 رقم المشاركة : 19
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

افتراضي رد: ملف كامل عن علم المناعة :جهاز المناعة في جسم الإنسان




وتطلَّبَ البحث عن الخلايا الجذعية في الإنسان التقنيات نفسها التي ثبتت جدواها في الفئران. ففي سياق هذا التقصي تمكن <M.J.ماك كون> وزملاؤه (من جامعة ستانفورد) من تطوير تقنية اتضح أنها تتيح اختبار الجزء نفسه من خلايا نقي العظم لتحديد ما إذا كان يحتوي على خلايا جذعية حقيقية قادرة على استيلاد نفسها. فقد قام ماك كون وزملاؤه بغرس التوتة والكبد ونقي العظم والعقد اللمفية لجنين الإنسان في ذرية strain من الفئران لا تحوي جهازها المناعي الخاص بها. لقد نجح هؤلاء العلماء في إقامة جملة وظيفية بشرية لتشكيل الدم ولتنامي الخلايا التائية الآدمية عند هذه الفئران. وإثر قيامه بتجربته هذه أسس ماك كون شركة للتقانة الحيوية باسم سيسْتِمِكْس (يتشارك فيها وايزمان).

لقد حقن باحثو شركة سيستمكس خلايا جذعية بشرية محتملة في تلك الفئران، وبرهنوا على أنه يمكنهم بهذه الطريقة إعادة بناء جهازي تشكيل الدم والمناعة. ومما أثار الاهتمام هنا أن خلايا التوتة المشتقة من الخلايا البشرية كانت غير حصينة ضد الأخماج بڤيروس عوز المناعة البشري (HIV) الذي يسبب الإيدز، واستنفد الخمجُ النوعَ نفسه من خلايا الإنسان المناعية الجائلة التي تدمَّر في حالات الإيدز.

وتتمايز الخلايا الجذعية إلى سلالة بائية وأخرى تائية، وذلك استجابة لإشارات من بيئتها مازال الكثير منها مجهولا. وتُشاهَدُ هذه الظاهرة في الجنين حيث يصبح التمييز بين الخلايا البائية والتائية واضحا. وتهاجر الخلايا الجذعية، في مرحلة مبكرة من الحياة الجنينية، من الأعضاء المكونة للدم إلى التوتة، على شكل موجات واضحة المعالم. وما إن تستقر في التوتة حتى تنقسم هذه الخلايا الجذعية المتزاحمة وتتمايز. إنها تعطي أنواعًا متعاقبة من الخلايا التائية التي تحتل بطانة lining (ظهارة epithelium) الجلد، والفتحات المختلفة (مثل الفم والمهبل)، والأعضاء التي تصل ما بينها (كالرحم والسبيل المعدي المعوي، وهلمّ جرّا) وذلك قبل إنتاجها الأجيالَ التالية التي تنتقل بالدوران إلى الأعضاء اللمفانية.







يبدأ تنامي الخلية البائية من الخلايا الجذعية في نقي العظم، حيث تتكاثر هذه الخلايا وتستولد نفسها، كما تنتج (تفرخ) سلالات خلوية تمر بمرحلة سليفة البائية ومرحلة طليعة البائية كي تصبح خلايا بائية. وتولد الخلايا السَّدَوِيّة الإشارات الكيميائية التي ينبغي على الخلايا البائية أن تتلقاها كي تتنامى بنجاح. تعيد هذه الخلايا خلط جيناتها الخاصة بالأضداد، ثم تنتج السلاسل الخفيفة والثقيلة التي تكوّن المستقبل. ويبلغ تنامي الخلية البائية ذروته بتشكل الخلية الپلزمية التي تفرز الأضداد لتستثير مزيدا من الهجوم من قبل جهاز المناعة ضد الغزاة.





ويمكن تمييز هذه الخلايا بوساطة الجزيئات التي تحملها على سطحها (وتدعى مستقبلات الخلية التائية، أو TCR اختصارا). وفضلا عن ذلك، فإن هذه الجزيئات تُنتج، على ما يبدو، بترتيب مميز جدا. فالخلايا الأولى تحمل مستقبلات تتألف مكوناتها مما يعرف بالسلسلتين غاما ودلتا، في حين أن الخلايا التالية تحمل مستقبلات تتألف من السلسلتين ألفا وبيتا.

وتظهر الموجة الأولى من الخلايا، عند الفئران مثلا، ما بين اليومين 13 و 15 من الحمل، حاملة نوعا من المستقبلات TCR يعرف باسم غاما 3. وتهاجر هذه الخلايا إلى الجلد، حيث تعمل حرّاسًا تتعرف خلايا الجلد المخموجة أو السرطانية أو المصابة بأذيات أخرى، ومن ثم تدمرها.

أما الموجة التالية والتي تظهر ما بين اليومين 15 و 20 من الحمل، فإنها تتخذ مستقرا لها كلا من بطانة أعضاء التوالد عند الإناث وظهارة اللسان عند الجنسين معا. وتحمل هذه الخلايا أحد المستقبلات TCR، ويسمى غاما 4. وتهاجر الموجات اللاحقة بشكل أساسي إلى الطحال (غاما 2) وإلى بطانة السبيل المعوي (غاما 5).

وتغزو الموجتان الأولى والثانية من هذه الخلايا توتة الجنين فقط. أما في المراحل اللاحقة من التنامي وطوال حياة الفرد، فإن الخلايا الجذعية التي استقرت في التوتة، تتمايز بصورة أساسية إلى خلايا تائية تحمل المستقبلات ألفا ـ بيتا، أو ما يعرف بالخلايا التائية المساعدة والقاتلة.

ويتوافق الترتيبُ الذي تُنتِج الخلايا الجذعية وِفْقَه هذه الموجات من الخلايا النتاجية، الترتيب الذي يظهر فيه الدنا DNA المكوِّد (المرمز) لأنماط سلاسل غاما المختلفة على جين المستقبل TCR. وعلى ما يبدو فإن الخلايا الجذعية «تؤوِّل (تفسر)» برنامج تنامٍ يعتمد على عمر الحيوان.

ويسلك التنامي المبكر والتالي لجملة الخلايا البائية مسارات مشابهة وإنما أقل تعقيدا. فنتاج الخلية الجذعية الذي يدخل مسار الخلايا البائية ينجز تناميه في النُّسج نفسها التي تتشكل فيها خلايا الدم البيض وخلايا الدم الحمر الأخرى. ويتم إنتاج هذه الخلايا في المرحلة الجنينية المبكرة في الكبد، غير أن الخلايا الجذعية تهاجر فيما بعد إلى نقي العظم.

وربما تختلف الخلايا البائية التي تولدت في الكبد عن تلك التي ستتشكل فيما بعد في نقي العظم. فالخلايا الأولى تصنع أضدادا قادرة على الترابط بضروب واسعة من المستضدات إنما بألفة affinity ضعيفة نسبيا. وبالمقابل، فإن الخلايا التي تتشكل لاحقًا في نقي العظم تحمل أضدادا تتفاعل بقوة أكبر بكثير إنما مع مستضد واحد أو مستضدين فقط. وعلى ما يبدو، فإن الآليات التي تلجأ إليها الخلايا البائية لإنتاج طيف تام من الأضداد تبدي فعلها فقط قرابة حدوث الولادة. إن كل خلية بائية في الكائن الحي البالغ تحمل على سطحها معقدًا متفردًا للمستقبل الضدي unique antibodyreceptor complex، تستخدمه لتتعرف مستضدا نوعيًّا بعينه.

يتبع





التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس