عرض مشاركة واحدة
قديم 2015-01-25, 22:37 رقم المشاركة : 1
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

c1 مهنتك طريق جنتك...وسبيل رفعة أمتك


مهنتك طريق جنتك...وسبيل رفعة أمتك

عبدالوهاب عمارة

بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيم

ما اهتماماتنا ؟ قيل أن التتار لما أرادوا غزو المسلمين أرسلوا وافدهم إلي العراق يختبر أحوال الناس فوجد صبيا يبكي فسأله عن سبب البكاء فقال أردت أن أصطاد عصفورين بحجر فلم أستطع إلا اصطياد أحدهما فقط فقرروا أن يغزوهم فكريا أولا بنشر المجون والرذيلة والافتتان بالأموال والنساء ثم أرسلوا وافدهم لينظر هل آتى الغزو الفكري ثماره ليردفوه بالغزو العسكري فوجد شابا عند بئر يبكي فسأله عن سبب بكائه فقال خاتم محبوبتي سقط في هذا البئر ؛ فقالوا الآن حان الغزو .

أيُّها الإخوة المؤمنون، إنَّ ارتفاع الأممِ وهبوطها، وبقاءَها واندثارها يرتبط ارتباطًا كبيرًا بعملِ أبنائها وتطلُّعاتهم واهتماماتهم، فلن ترتقيَ أمةٌ يميلُ أبناؤها إلى الدَّعة والراحة والسكون، ويؤثرون على العمل الجاد - الذي يسهم في بناءِ الأمة - كلَّ عملٍ يُحَقِّق نصيبًا أكبر من الكسل والخمول، مع السعي في تحصيل عائد مالي جيدٍ يوفِّرُ متطلبات الرفاهية والتَّرف .

منزلة العمل في الإسلام :

يحظى العمل في الإسلام بمنزلة خاصة واحترام عظيم ، ويكفي في إظهار قيمته ما قاله النبيصلى الله عليه وسلم عن أَنَسٍ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « إِنْ قَامَتِ السَّاعَةُ وَبِيَدِ أَحَدِكُمْ فَسِيلَةٌ فَإِنِ اسْتَطَاعَ أَنْ لاَ يَقُومَ حَتَّى يَغْرِسَهَا فَلْيَفْعَلْ » رواه أحمد وصححه الألباني , والفسيل صغير النخل, وهو دليل علىأن العمل مطلوب لذاته ، والمسلم عليه أن يظل عاملا منتجا ، حتى تنفد آخر نقطة زيتفي سراج الحياة .

وهذه قِمَّة الإيجابية والاشتغال بالعمل مهما كانتِ الظروف المحيطة والأخطار المُحدِقة؛ لأنَّ العمل الصالح في حدِّ ذاته عبادةٌ، سواء قطَف فاعلُه الثمرةَ بنفسه، أم فعَل الله بها ما يشاء.
وأمر القرءان بالعمل وطلب إلينا السعي علي المعاش فقال تعالي {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ } (الملك:15)
وأخبرنا أنه جعل لنا النهار من أجل الرزق والسعي عليه فقال ربنا تبارك وتعالي {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا} (الفرقان:47)
وقال أيضا{وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا*وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا } (النبأ:10-11)
{وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} (التوبة:105) وفي كلٍّ لم يحدد نوع العمل .

العمل والسعي علي المعاش في منزلة ال**** في سبيل الله :
قال تعالي {إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِن ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِّنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَن لَّن تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُم مَّرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (المزمل:20)
قال القرطبي في تفسير هذه الآية: بين سبحانه علة تخفيف قيام الليل، فإن الخلق منهم المريض، ويشق عليهم قيام الليل، ويشق عليهم أن تفوتهم الصلاة، والمسافر في التجارات قد لا يطيق قيام الليل، والمجاهد كذلك، فخفف الله عن الكل لأجل هؤلاء.
و (أَن) في (أَن سَيَكُونُ) مخففة من الثقيلة، أي علم أنه سيكون .
و سوى الله تعالى في هذه الآية بين درجة المجاهدين وبين والمكتسبين المال الحلال للنفقة على نفسه وعياله، والإحسان والإفضال، فكان هذا دليلا على أن كسب المال بمنزلة ال****، لأنه جمعه مع ال**** في سبيل الله.
وروى إبراهيم عن علقمة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من جالب يجلب طعاما من بلد إلى بلد فيبيعه بسعر يومه إلا كانت منزلته عند الله منزلة الشهداء) ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: " وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله وآخرون يقاتلون في سبيل الله " وقال ابن مسعود: أيما رجل جلب شيئا إلى مدينة من مدائن المسلمين صابرا محتسبا، فباعه بسعر يومه كان له عند الله منزلة الشهداء. وقرأ "وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللَّهِ " الآية.
وقال ابن عمر: ما خلق الله موتة أموتها بعد الموت في سبيل الله أحب إلي من الموت بين شعبتي رحلي، ابتغى من فضل الله ضاربا في الأرض.
وقال طاووس: الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله.

وعن بعض السلف أنه كان بواسط ، فجهز سفينة حنطة إلى البصرة، وكتب إلى وكيله: بع الطعام يوم تدخل البصرة، ولا تؤخره إلى غد، فوافق سعة في السعر، فقال التجار للوكيل: إن أخرته جمعة ربحت فيه أضعافه، فأخره جمعة فربح فيه أمثاله، فكتب إلى صاحبه بذلك، فكتب إليه صاحب الطعام: يا هذا ! إنا كنا قنعنا بربح يسير مع سلامة ديننا، وقد جنيت علينا جناية، فإذا أتاك كتابي هذا فخذ المال وتصدق به على فقراء البصرة، وليتني أنجو من الاحتكار كفافا لا علي ولا لي.

أين المحتكرون وسارقوا أقوات الناس بل ناهبوا دواء المرضي والمتاجرون بآلام الفقراء وعوزهم أين هم من هذه الأخلاق وأين هم من حديث رسول الله فيما يروي ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم « مَنِ احْتَكَرَ طَعَاماً أَرْبَعِينَ لَيْلَةً فَقَدْ بَرِئَ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى وَبَرِئَ اللَّهُ تَعَالَى مِنْهُ وَأَيُّمَا أَهْلُ عَرْصَةٍ أَصْبَحَ فِيهِمُ امْرُؤٌ جَائِعٌ فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُمْ ذِمَّةُ اللَّهِ تَعَالَى » رواه أحمد والحاكم بسند جيد .

يا حسرة علي العباد ؛ أطفال المسلمين يموتون من شدة البرد ومن الجوع ومن قلة الدواء وأمراء وحكام المسلمين ورجال الأعمال يموتون من التخمة وفضلات طعامهم وشرابهم تكفي وتؤوي ملايين الأطفال . ومنهم من يسافر إلي باريس بالطائرة الخاصة ليقضي ليلة حمراء وينفقون الملايين علي عطورهم وأناقتهم ومليارات تنفق في بلاد المسلمين علي المفرقعات للاحتفال بعيد رأس السنة الميلادي المسيحي .

ويروى أن غلاما من أهل مكة كان ملازما للمسجد، فافتقده ابن عمر، فمشى إلى بيته، فقالت أمه: هو على طعام له يبيعه، فلقيه فقال له: يا بني ! ما لك وللطعام ؟ فهلا إبلا، فهلا بقرا، فهلا غنما ! إن صاحب الطعام يحب المحل، وصاحب الماشية يحب الغيث. (تفسير القرطبي بتصرف يسير)

ويقول صاحب الظلال في قوله تعالى «عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضى » يصعب عليهم هذا القيام «وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ» في طلب الرزق والكد فيه ، وهو ضرورة من ضرورات الحياة . والله لا يريد أن تَدَعُوا أمور حياتكم وتنقطعوا لعبادة الشعائر انقطاعَ الرهبان! ا.هـ

وقوله تعالي(وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللَّهِ) فيه بيان أن السعي و الرزق من فضل الله وفيه إشارة علي رضا الله عز وجل عنه لأنه من فضله.

وكذلك نفهم أنه لا يستطيع الإنسان أن يؤدي كثيرا من فرائض الدين بل أركانه من زكاة وحج وصحة بدن لِيَسْتطِيع الصلاة وال**** وسائر الطاعات إلا بالمال والمال من السعي والعمل ومالا يتم الواجب إلا به فهو واجب .

وقد ختم الله الآية بقوله {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا } ولا يكون ذلك إلا بامتلاك المال والكسب والسعي علي المعاش

عَنْ كَعْبِ بن عُجْرَةَ، قَالَ: مَرَّ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ، فَرَأَى أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ جِلْدِهِ وَنَشَاطِهِ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ: لَوْ كَانَ هَذَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"إِنْ كَانَ خَرَجَ يَسْعَى عَلَى وَلَدِهِ صِغَارًا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَإِنْ كَانَ خَرَجَ يَسْعَى عَلَى أَبَوَيْنِ شَيْخَيْنِ كَبِيرَيْنِ فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَإِنْ كَانَ يَسْعَى عَلَى نَفْسِهِ يُعِفُّهَا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَإِنْ كَانَ خَرَجَ رِيَاءً وَمُفَاخَرَةً فَهُوَ فِي سَبِيلِ الشَّيْطَانِ".رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح وصححه الألباني

عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ « السَّاعِى عَلَى الأَرْمَلَةِ وَالْمِسْكِينِ كَالْمُجَاهِدِ فِى سَبِيلِ اللَّهِ - وَأَحْسِبُهُ قَالَ - وَكَالْقَائِمِ لاَ يَفْتُرُ وَكَالصَّائِمِ لاَ يُفْطِرُ » . البخاري ومسلم

الأنبياء والعمل :


وقد كان النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم يعمل بنفسه، ويقوم على خدمة أهله عَنْ عُرْوَةَ قَالَ سَأَلَ رَجُلٌ عَائِشَةَ هَلْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
يَعْمَلُ فِى بَيْتِهِ شَيْئاً قَالَتْ نَعَمْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَخْصِفُ نَعْلَهُ وَيَخِيطُ ثَوْبَهُ وَيَعْمَلُ فِى بَيْتِهِ كَمَا يَعْمَلُ أَحَدُكُمْ فِى بَيْتِهِ . أخرجه أحمد

عَنِ الْمِقْدَامِ رضى الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ « مَا أَكَلَ أَحَدٌ طَعَاماً قَطُّ خَيْراً مِنْ أَنْ يَأْكُلَ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ ، وَإِنَّ نَبِىَّ اللَّهِ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ كَانَ يَأْكُلُ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ » . البخاري
وروي أن عيسى عليه السلام كان يأكل من غزل أمه. تفسير القرطبي
وجاء ذكر نبي الله داود في قوله تعالي{فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ * وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَّكُمْ لِتُحْصِنَكُم مِّن بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنتُمْ شَاكِرُونَ} (الأنبياء:79-80)
يعني اتخاذ الدروع بإلانة الحديد له، وأراد الله تعالى هنا الدرع، وهو بمعنى الملبوس نحو الركوب والحلوب.
قال قتادة: أول من صنع الدروع داود.وإنما كانت صفائح، فهو أول من سردها وحلقها.

وهذه الآية أصل في اتخاذ الصنائع والأسباب، وهو قول أهل العقول والألباب، لا قول الجهلة الأغبياء القائلين بأن ذلك إنما شرع للضعفاء، فالسبب سنة الله في خلقه فمن طعن في ذلك فقد طعن في الكتاب والسنة، ونسب من ذكرنا (داود) إلى الضعف وعدم المنة.وقد أخبر الله تعالى عن نبيه داود عليه السلام أنه كان يصنع الدروع، وكان أيضا يصنع الخوص، وكان يأكل من عمل يده، وكان آدم حرَّاثا، ونوح نجَّّارا ولقمان خيَّاطا، وطالوت دبَّاغا.وقيل: سقَّاء، فالصنعة يكف بها الإنسان نفسه عن الناس، ويدفع بها عن نفسه الضرر والبأس.

وفي الحديث" إن الله يحب المؤمن المحترف الضعيف المتعفف ويبغض السائل الملحف " أخرجه الطبراني وابن عدي وضعفه من حديث ابن عمر وضعفه الألباني .. (تفسير القرطبي بتصرف يسير)

{وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ * أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} (سبأ :10 -11) (وألنا له الحديد) قال ابن عباس: صار عنده كالشمع.
وقال الحسن: كالعجين، فكان يعمله من غير نار.
وقال السدي: كان الحديد في يده كالطين المبلول والعجين والشمع، يصرفه كيف شاء، من غير إدخال نار ولا ضرب بمطرقة.
وقاله مقاتل:وكان يفرغ من الدرع في بعض اليوم أو بعض الليل، ثمنها ألف درهم.
وقيل: أعطي قوة يثنى بها الحديد، وسبب ذلك أن داود عليه السلام، لما ملك بني إسرائيل لقي مَلَكا وداود يظنه إنسانا، وداود متنكر خرج يسأل عن نفسه وسيرته في بني إسرائيل في خفاء، فقال داود لذلك الشخص الذي تمثل له: (ما قولك في هذا الملك داود) ؟ فقال له الملك (نعم العبد لولا خلة فيه) قال داود: (وما هي) ؟ قال: (يرتزق من بيت المال ولو أكل من عمل يده لتمت فضائله).

فرجع فدعا الله في أن يعلمه صنعة ويسهلها عليه، فعلمه صنعة لبوس كما قال عز وجل في سورة الأنبياء ، فألان له الحديد فصنع الدروع، فكان يصنع الدرع فيما بين يومه وليلته يساوي ألف درهم، حتى ادخر منها كثيرا وتوسعت عيشة منزله، ويتصدق على الفقراء والمساكين، وكان ينفق ثلث المال في مصالح المسلمين، وهو أول من اتخذ الدروع وصنعها وكانت قبل ذلك صفائح.

في هذه الآية دليل على تعلم أهل الفضل الصنائع، وأن التحرف بها لا ينقص من مناصبهم، بل ذلك زيادة في فضلهم وفضائلهم، إذ يحصل لهم التواضع في أنفسهم والاستغناء عن غيرهم، وكسب الحلال الخلي عن الامتنان. ( تفسير القرطبي )
وقد يسأل سائل لماذا داود بالذات؟ والإجابة : أن داود كان غنيا ملكا نبيا وعلمه الله الصنعة فكان محترفا مع أنه ملك لا حاجة له في الحرفة والعمل ولو كانت الحرفة والمهنة عيبا ما علمه الله إياها ولمَاَ ذكره في القرءان فالأولى بذلك المحتاج حتي لا يكون عالة علي غيره



بتبع






التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس