الغالية كوردية... يقول الله سبحانه وتعالى : { أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (1) وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ (2) الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ (3) وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ (4) فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (6) فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ (7) وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ (8) } [سورة الشرح]. عندا يقرأ أحدنا سورة الشرح عليه أن يقف أمام بُشرياتها ويأخذ نصيبه منها، ويوقن أن الله عز وجل يُبشره بها كما يُبشر رسوله صلى الله عليه وسلم، على كل واحد منا أن يتوقف طويلاً أمام التبشير باليسر بعد العسر { فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا } وكل منا يمر به العسر كثيراً في حياته ولكنه سرعان ما يزول ويحل محله اليسر، وهذا وعد صادق نافذ من الله تعالى، ويؤكده حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قال: واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يُسراً. فيا من تُعاني شدائد العسر أيقني بعدها بنفحات اليسر في كل جوانب حياتك، الغاليبة كوردية : عندما أحس سيدنا يونس عليه السلام بالضيق في بطن الحوت، في تلك الظلمات الهائلة، ظُلمة البحر، وظُلمة بطن الحوت، وظُلمة الليل، وضاق صدره واعتلج همه، وعظم كربه، ففزع إلى الله عز وجل، إلى غياث الملهوف، وملجأ المكروب، وواسع الرحمة، وقابل التوبة، وانطلق لسانه بكلمات كأنهن الياقوت والمرجان {فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين} وجعل الله له بعد عُسر يُسراً، وتأتي الاستجابة السريعة حيث قال الله تعالى: { فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين} فأوحى الله إلى الحوت، أن يلقي يونس في العراء، فخرج إلى الشاطئ سقيماً هزيلاً، فتلقته عناية الله سبحانه وتعالى، وحفت به رحمته، فأنبت الله عليه شجرة من يقطين، ودبت إليه العافية، وظهرت فيه تباشير الحياة، وكذا من تعرف على الله في الرخاء، يعرفه في الشدة. وجعل الله له من كل ضيق مخرجاً ويجعل له بعد عسر يُسراً. الغالية...قلبي معك ودعائي الصادق ينبع من أعماقي لك أن يبدد أحزانك ويهيئ لك من أمرك رشدا