بكل الأقلام امتحان بدرهم ! إبراهيم الشعبي كنت أعتقد أن صديقي حسن الأكحل، كبير النقابيين في قطاع الثقافة "غير تيزيد فيه"، عندما كان يتحدث معي عن الوضعية المادية المأساوية للأساتذة المكلفين بالدروس في المعاهد الموسيقية التابعة لوزارة الثقافة، وقد سبق له أن راسل الوزراء السابقين للبحث عن حل استعجالي لهذه القضية التي لا تزداد إلا تعقيدا، محملا المسؤولية للوزارة الوصية التي لم تعمل على إدراج هذا الملف في الحوار الاجتماعي منذ سنة 2000. كنت أشعر في بعض الأحيان أن هذا الصديق يبالغ شيئا ما في مقاربته لبعض القضايا، سواء كانت نقابية أو غير نقابية، لكن عندما حكى لي ابني الذي يدرس الموسيقى في المعهد الوطني للموسيقى والرقص، ما قام به أحد الأساتذة في الأسبوع الماضي، حيث فرض على التلاميذ درهما رمزيا للحصول على ورقة الامتحان، جعلني أشفق على نفسي وأعترف بذنبي. لا أخفي عليكم أيها الأصدقاء، أن ابني الذي لا يتجاوز العشرة ربيعا أو اقل قليلا، والذي لا يحمل معه نقودا في جيبه أو في محفظته عندما يذهب للدراسة والتكوين، لأننا أدينا ما يجب وما لا يجب أن نؤديه لوزارة الثقافة في بداية السنة، التي تقتطع حتى واجب جمعية الآباء، الذي ليس من اختصاصها، ورغم أننا لسنا أعضاء في هذه الجمعية، التي لا نعرف إن كانت موجودة فعلا أم لا ؟ من يقترب من الوضعية المادية لأساتذة الموسيقى في ذلك المعهد الحزين، التي تتراوح بين 24 و 35 درهما للساعة الواحدة، على ألا تتجاوز الحصص 60 ساعة، تخصم منها 17 في المائة كضريبة، لا يمكن إلا أن يشفق على بعض المعاملات - غير المقبولة تربويا ومهنيا - التي يقوم بها بعض المكلفين بالدروس الموسيقية في معهد وطني، كذلك الأستاذ الذي باع ورقة الامتحان بدرهم واحد، أو ذلك الذي يبيع الدفاتر أو الكتب المستنسخة بعشر أوعشرين درهما، أو تلك التي تتفوه بكلمات نابية و"زنقوية" أمام التلاميذ. الله "يحسن العوان" لهؤلاء الأعوان. 22/02/2010