من السور المكّية على أصح الأقوال :
لأن بعض العلماء يقول : أنها نزلت في المدينة
و البعض الآخر يرى أنها : نزلت مرتين مرة في مكة ،و مرة في المدينة
أنها نزلت في مكة لسببين :
هو أن الله عز و جل فرض على النبي صلى الله عليه و سلم الصلاة ،و معلوم أن فرضية الصلاة كانت قبل الهجرة ، و يبعد أن يصلي صلى الله عليه و سلم صلواته تلك بدون قراءة الفاتحة
هو أن سورة( الحجر) سورة مكية و قد ذكر الله عز و جل فيها سورة الفاتحة ، فلما ذُكرت سورة الفاتحة في سورة الحجر و هي سورة مكية دل ذلك على أن سورة الفاتحة مكية أيضا ،و نزلت بمكةو الدليل :
[وَلَقَدْ آَتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ المَثَانِي وَالقُرْآَنَ العَظِيمَ] {الحجر:87}
و السبع المذكورة هنا هي سورة الفاتحة ،
منها المكية و منها المدنية،
ما المصطلح أو القاعدة التي نُعرّف بها هذه السورة كونها مكية أو مدنية ؟
العلماء لم يألوا جهدا ، و لو فتحت المصحف لوجدت أمام كل سورة بيان موقعها ،أو مكانها من كونها مكية أو مدنية ،
و الأصوب بالنسبة لقاعدة المكي و المدني:
لا باعتبار المكان و لا باعتبار الأشخاص
بعض العلماء يرى أن المكي ينظر فيه إلى الأشخاص الذين وجه فيهم الخطاب كقوله تعالى :
[يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ]
مكية لأن الناس فيما مضى يخاطبون على وجه العموم في مكة، وإذا قال :
[يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا]
دل على أن هذه السورة مدنية لأن الناس قد دخلوا في دين الله و هم في المدينة ،
و بعض العلماء يرى العبرة بالمكان :
فالآية التي نزلت على النبي في مكة نقول أنها مكية و التي نزلت في المدينة نقول إنها مدنية ،
[اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلَامَ دِينًا ٌ] {المائدة:3}
نزلت على النبي صلى الله عليه و سلم في مكة و هو واقف على عرفة فتكون مكية،
هو الذي نزل على صلى الله عليه و سلم قبل الهجرة،
هو الذي نزل على الرسول صلى الله عليه و سلم بعد الهجرة بقطع النظر عن المكان
(( اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلَامَ دِينًا ٌ))
نزلت بمكة و لكن الصواب أنها مدنية لأنها نزلت على الرسول صلى الله عليه و سلم بعد الهجرة،
أنه أول ما نزل من القرآن الكريم هو :
[اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ(1) خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ(2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ(3) الَّذِي عَلَّمَ بِالقَلَمِ(4) عَلَّمَ الإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ(5) ].
أول ما نزل على الرسول صلى الله عليه و سلم :
خمس آيات كما جاء عنه صلى الله عليه و سلم كما في الصحيحين من قصة إتيانه صلى الله عليه و سلم و جبريل و هو في الغار ،
ما يخالف هذا من حديث جابر رضي الله عنه :
أن أول ما نزل من القرآن هو سورة ( المدثر )
أن قول جابر رضي الله عنه :
( أن أول ما نزل من القرآن هو سورة المدثر )
لأنه صلى الله عليه و سلم لما نُبأ باقرأ ، و أوضح هذا لبعض أقربائه مثل خديجة رضي الله عنه فتر عنه الوحي ، و اشتد عليه ذلك ،
- مُقسما ببعض الأوقات ، و القسم من الله تعالى ببعض الأوقات فيه إشارة إلى ضرورة اغتنام تلك الأوقات ، فلم يقسم الله بهذه الأوقاتعبثا ،
[وَالضُّحَى(1 ) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى(2) مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى(3) وَلَلْآَخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الأُولَى(4) وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى(5) ].
ما و دعك: أي ما تركك، و ما قلى :أي ما أبغضك
لأنهم قالوا : ( إن رب محمد قد قلاه )
فأول سورة نزلت بعد فتور الوحي هي:
أما أول ما نزل من القرآن فهو:
و آخر ما نزل من كتاب الله عز و جل :
على تسعة أقوال ،و لا تناقض بينها ،
فإذا قرأت أن آخر الآيات نزولا هي قوله تعالى :
[إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالفَتْحُ] ،
أو قرأت أن آخر ما نزل من القرآن الكريم هو قوله تعالى :
[وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ]
و على هذه فقس فلا تناقض بينهما ،
لأن الصحابة رضوان الله عنهم:
لما نقلوا عنه صلى الله عليه و سلم نقل كل منهم ما لم ينقله الصحابي الآخر ، فلا تناقض بينهم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أنها أول سورة يُفتتح بها كتاب الله عز و جل كتابة ،
فأول سورة تراها في المصحف هي سورة الفاتحة-
أنها أول سورة يفتتح بها في الصلاة ،
إذاً عندنا سببان من جهة الكتابة و من جهة القراءة
أنها أول سورة كُتبت في المصحف ،
أنها أول سورة تُقرأ في الصلاة ،
نعلم خطأ و ضلال من يفعل أو يعمل عملا دنيويا و يبتدئه بسورة الفاتحة ،
قد يُفتتح مشروع دنيوي أو أخروي و يُقال اقرءوا سورة الفاتحة ، أو قد يُتوفى شخص فيقال اقرءوا سورة الفاتحة على روح فلان ، أو بعد دفن الميت
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال عنها صلى الله عليه و سلم كما في سنن النسائي :
( ما أنزل الله في التوراة و لا في الإنجيل و لا في القرآن أعظم من سورة الفاتحة )
فهي أعظم سورة و في نفس الوقت هي السبع المثاني ،
لها كما قال القرطبي رحمه الله :
بعضها منقول عنه صلى الله عليه و سلم و بعضها منقول عنالصحابة أو عن التابعين فهي أعظم سورة ،
( عن أبي سعيد المعلى رضي الله عنه قال كنت أصلي في المسجد فدعاني صلى الله عليه و سلم فلم أجبه فلما فرغت قال صلى الله عليه و سلم لِمَ لم تجب ؟
[يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَجِيبُوا للهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَحُولُ بَيْنَ المَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ]
أي دعوة من النبي صلى الله عليه و سلم فيها حياة للإنسان فأنكر عليه النبي عليه الصلاة و السلام
فقال صلى الله عليه و سلم :
(( لأعلمنك أعظم سورة في القرآن قبل أن أخرج من المسجد ))فلما أرادصلى الله عليه و سلم أن يخرج من المسجد
لقد قلت يا رسول الله لأعلمنك أعظم سورة في القرآن
فقال صلى الله عليه و سلم :
(( ( الحمد لله رب العالمين )هي السبع المثاني ))
بحسنة و الحسنة بعشر أمثالها ،
تقرأ سورة الفاتحة فيكون لك ألف و مائة و ثلاثون حسنة ،
فلو صليت الظهر أربع ركعات كم من ألف و مائة و ثلاثين يمكن أن تخرج منها ، تخرج و أنت على خير ،
لأن هذه السورة يُثنى بها في كل ركعة ،
فيه قول لبعض العلماء قول جميل سميت بالمثاني :
لأن هذه السورة هي الوحيدة التي استثنيت بها هذه الأمة و لم تنزل على غيرها من الأمم و سبق و أن قلت لكم إن الله لم ينزل في التوراة و لا في الإنجيل و لا في القرآن أعظم من سورة الفاتحة
سماها النبي صلى الله عليه و سلم بأنها نور
و لم تنزل على أحد من الأنبياء قبله هي وخواتيم سورة البقرة لم تنزل على احد من قبله