عرض مشاركة واحدة
قديم 2014-12-23, 10:22 رقم المشاركة : 18
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

افتراضي رد: سلسلة كتب أعجبتني ...متجدد



كتاب أفراح الروح لسيد قطب رحمه الله






القراءةُ لسيد قطب أمرٌ إستثنائي ، وإن كنت تقرأ له “أفراح الروح ” فهذا يعني ببساطة أنك ستنتقل إلى حالة روحية إستثانئية.


الشيخُ الذي أُعدم لتمسكه بما إعتنقه طوال حياته كتب لأخته أمينة قائلا:



لا حياة لفكرة لم تتقمص روح إنسان، ولم تصبح كائنا حيا دب على وجه الأرض في صورة -بشر!.. كذلك لا وجود لشخص في هذا المجال- لا تعمر قلبه فكرة يؤمن بها في حرارة وإخلاص…


إن التفريق بين الفكرة والشخص كالتفريق بين الروح والجسد أو المعنى واللفظ،عملية – في بعض الأحيان- مستحيلة، وفي بعض الأحيان تحمل معنى التحلل والفناء!.



وسيد قطب رحمه الله وهو يكتب ذلك الخطاب الرقيق لأخته ليس ببعيد عن موته يتكلم عن الحياة أكثر مما يتكلم عن الموت ، يتكلم عنها فيقول :



الحياة ليست شيئا آخر غير شعور الإنسان بالحياة . جرد أي إنسان من الشعور بحياته تجرده من الحياة ذاتها في معناها الحقيقي ! ومتى أحس الإنسان شعورا مضاعفا بحياته ، فقد عاش حياة مضاعفة فعلا …


وانت تغمض عينيك لتتذوق كلماته تشعر بصوتك يعبرك ببساطة :


"عندما نصل إلى مستوى معين من القدرة نحس أننا لا يعيبنا أن نطلب مساعدة الآخرين لنا ، حتى أولئك الذين هم أقل منا مقدرة "


ثم تتابع عبر الصفحات كأن ترى الأحرف يخرج منها نور :ما أن نلمس الجانب الطيب في نفوس الناس ، نجد أن هناك خيراً كثيراً ، قد لا تراه العيون أول وهلة ! …

لقد جربت ذلك . جربته مع الكثيرين … حتى الذين يبدو في أول الأمر أنهم شريرون ، أو فقراء الشعور …شيء من العطف على أخطائهم وحماقاتهم ، شيء من الود الحقيقي لهم ، شيء من العناية – غير المتصنعة – باهتماماتهم وهمومهم … ثم ينكشف لك النبع الخيّر في نفوسهم ، حين يمنحونك حبهم ومودتهم وثقتهم ، في مقابل القليل الذي أعطيتهم إياه من نفسك ، متى أعطيتهم إياه في صدق وصفاء وإخلاص .”


وأخيرا لن أقول لكم إقرؤْوا أفراح الروح أعرف أنكم ستفعلون ، لكني أريد أن تقرؤوه بطقوس إستتثنائية لأنه كتاب سيعلق بذاكرتم وأرواحكم كطيب أو عبير .

وأصل هذا الكتيب رسالة بعث بها سيد قطب رحمه الله إلى أخته أمينة قطب، وكانت مجلة الفكر التونسية قد نشرته في عددها السادس من السنة الرابعة، مارس 1959 م بعنوان "أضواء من بعيد"، ولما كثر الطلب على هذه الرسالة طلب الإذن من الأستاذ محمد قطب حفظه الله لإعادة نشرها فأذن لها.



مقتطفات من هذا الكتاب


"كل فكرة عاشت قد اقتاتت قلب إنسان! أما الأفكار التى لم تطعم هذاالغذاء المقدس فقد ولدت ميتة ولم تدفع بالبشرية شبرا واحدا إلى الأمام !.”




“عندما نعيش لذواتنا, تبدو الحياة قصيرة ضئيلة تبدأ من حيث نعى, وتنتهى بانتهاء عمرنا المحدود. أما عندما نعيش لغيرنا, أى عندما نعيش لفكرة, فإن الحياة تبدو طويلة , عميقة. تبدأ من حيث بدأت الإنسانية وتمتد بعد مفارقتنا لوجه هذه الأرض , إننا تربح أضغاف عمرنا الفردى فى هذه الحالة نربحها حقيقة لا وهماً” سيد قطب




آمن أنت أولا بفكرتك آمن بها إلى حد الاعتقاد الحار، عندئذ فقط يؤمن بها الآخرون، وإلا فستبقى مجرد صياغة لفظية خالية من الروح والحياة



عندما نعيش لذواتنا، تبدو الحياة قصيرة ضئيلة تبدأ من حيث نعي، وتنتهى بانتهاء عمرنا المحدود، أما عندما نعيش لغيرنا، أي عندما نعيش لفكرة، فإن الحياة تبدو طويلة عميقة، تبدأ من حيث بدأت الإنسانية وتمتد بعد مفارقتنا لوجه هذه الأرض، إننا تربح أضعاف عمرنا الفردي، في هذه الحالة نربحها حقيقة لا وهماً


كم كنت رائعا يا سيد وأنت تهمسُ لنا :

"ليست الحياة بعدد السنين ولكنها بعدد المشاعر … لأن الحياة ليست شيئا آخر غير شعور الإنسان بالحياة".






التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

آخر تعديل صانعة النهضة يوم 2014-12-23 في 10:30.
    رد مع اقتباس