2014-12-21, 17:02
|
رقم المشاركة : 24 |
إحصائية
العضو | | | رد: أسرار العيطة الشعبية المغربية ...متجدد | الفني والتاريخي في النمط العيطي الحوزي. من المعلوم أن النص العيطي لا يكتسب بعده التداولي إلا إذا كان مغنى، وهو شأنه شأن النص الحكائي ممتلك جماعي في حضيرة التمثلات الرمزية والثقافية والاجتماعية، من هنا فهو يتخذ صفة اليتم والتبني الجماعي، وما دام هو كذلك وكونه يعد تراثا شفويا فإن مجالات تشكله لا تعرف التوقف ولا تستقر على حال فهو نص مفتوح قابل للاختزال والزيادة شريطة الحفاظ على نسقه العام، لذلك فإن مجال الدراسة أو المساءلة النقدية لمدخرات هذا المخزون التراثي من الضرورات التي تستوجب الإنصات بتمعن إلى نبضات هذا الموروث الشعبي خصوصا مع التحول الفني المتسارع ومع موجة الدخيل التي تهاجم وتجتاح حصون الإبداع التراثي الفني عموما. عيطة" النيرية " أو " خالي وخويلي" واحدة من النصوص التراثية التي تنضح إبداعا وفنية كما تميط اللثام عن جوانب مهمة من تاريخ المغرب إبان الحقبة الاستعمارية خصوصا ما عرف بظاهرة القواد(التهامي والمدني الكلاوي، القايد العيادي، القايد المنبهي) كما تعكس قضية خيانة الوطن خلال فترة نفي محمد الخامس وهي فضلا عن جانبها الإبداعي والفني الغنا ئي تعد نصا يقدم معارف متعددة : تاريخية وسوسيولوجية وانتربولوجية، نحن إذا أمام كوكتيل فني إبداعي ومعرفي متداخل مفتوح على قراءات متنوعة وقابل لخضوع مختلف مناهج التحليل الأدبي وآلياته الإجرائية. وقبل أن نترك القارئ الكريم يستمتع بفقرات هذا النص الزجلي إن لم تسعفه الفرصة لسماعه في شكله الأصلي الغنائي لا بد من إبداء بعض الملاحظات الأولية : - العيطة الحوزية هي نمط غنائي جماعي تؤدى بآلات غنائية بسيطة، الكمنجة والطعريجة فقط ولا وجود للبندير(الدف) في الحوزي في إيقاع بسيط يشهد العارفون به على صعوبته ، تبتدئ أولا بالإنشاد ثم الهزة مع حركات راقصة تثير انتباه المتابعين وهي ذات معنى معبر وغالبا ما تبدأ بالبسملة في جل أغانيها. - هي-وككل العيوط-عبارة عن فكرة وإحساس فنغم وإيقاع وهي في مجملها تعبر عن ثوابت رئيسية هي : الدين، العرف والحب والنشاط والترفيه وإذا زاغت عن هذا النطاق تعد عيطة مبتورة أو مخرفة. - تركز العيطة الحوزية على التغني بالحب بشتى أصنافه خاصة الحب البشري في وصف بليغ الألوان اللوعة والشوق ومن الأمثلة على ذلك: لواه آ الزين لواه آ الزين ، الهوى يا ولد الحرام، كاع بغيتو مو العيون، طل عليها من الشراجم وكال ليها صبري حتى يحن ربي، الصكعة دايرة ثلاثة. - تعد العيطة الحوزية عبارة عن وثيقة يستشهد بها في العادات والتقاليد والمناسبات فهي تعبر عن الأعراف الاجتماعية والقبلية باعتبارها الأقرب إلى ألباب المتلقين لسهولة تسللها إليهم. - مجالها الجغرافي ينحصر بأحواز مراكش أي نواحيها في قطر لا يتعدى80كلم2 وقد حاول أحد الباحثين رسم حدود لها كما يلي: - تمتد شرقا إلى قبائل السراغنة وزمران وغربا إلى قبائل لوداية وجنوبا إلى تامصلوحت وشمالا (وهذا منبعها الأصلي) إلى الصكارة والويدان، وأولاد رحمون، وأولاد مسعود والجعيدات وأراضي الكيش والمنابهة وأولاد ادليم أو ما يصطلح عليه بالرحامنة الجنوبية وتمتد إلى لوطا وبنجرير والرحامنة الشمالية إلى صخور الرحامنة وضواحيها إلى مشارف أم الربيع حيث يبدأ نفوذ نمط عيطي آخر(المرساوي). - انفتاح نص العيطة وقابليته للتمديد وهي خاصية التراث الشفوي عامة كما أسلفنا، جعلت من عيطة النيرية تتخذ تسميات متعددة إما بفعل الانتقال أو نسبة إلى المقاطع المضافة إليها، تعرف كثيرا بخالي وخويلي أو النيرية وبالعيادي ولدى شيوخ العيطة بمراكش وبمولاي عمر بقلعة السراغنة(نسبة إلى المقطع الخاص ببويا عمر على شاكلة عيطة الشريفي بويا رحال الحوزية أيضا). واو الشريفي بويا رحال لواه اميمتي لواه احنينتي وسير ما بيدي شاي عليك لواه آ الزين لواه آ الزين رجيلات الربح مكادين فإذا انتقلت إلى منطقة زعير صارت تدعى بالشجعان لا يتغير إلا الإيقاع وصارت تدخل هناك في نطاق النمط الزعري. - تندرج عيطة النيرية ضمن أرخبيل غنائي عيطي محلي يشكل نافذة مغلقة حول تراث هائل لم تمتد إليه بعد أيدي الباحثين لمساءلة مضامينه وأخص بالذكر: مول الشعبة، الخادم، هاذو خيل وهاذوك علامة، بن كبورة، بويا رحال، كاع بغيتو مو العيون . نــص العيطــــة ( النيرية ) ياك تعاهدوا وساروا للامات وراه الحضرة في باب الدار . وكاع اللي بغى الله بغيناه وراه الخواجة مزوق الولدان سربيس على سربيس من آيت عطا لآيت بوزيد | التوقيع | " اللّهمّ ردّنا إليك ردّا جميلا " | |
| |