2014-12-09, 22:36
|
رقم المشاركة : 1 |
إحصائية
العضو | | | العقاب الجسدي والنفسي.. مؤشر على فشل المدرس في مهمته | عبدالقادر كتـــرة
ALMASSAEالعدد :2549 - 09/12/2014 مذكرات* وزارية* علاها* الغبار* بمكاتب* مسؤولي* المؤسسات* التعليمية على* الرغم* من* كل* المذكرات* الوزارية* التي* تحث* على* إعمال* الأساليب* التربوية* في* التعامل* مع* التلاميذ،* إلا* أن* حالات* العنف* لا* تزال* تمارس* في* جل* المدارس* المغربية* خصوصا* حينما* يتعلق* الأمر* بالتعليم* الإبتدائي*. ويسجل* المهتمون* أن* العنف* إما* أن* يكون* ماديا* أو* لفظيا*. لذلك* بدأت* مصالح* وزارة* بلمختار* تولي* هذا* الأمر* العناية* اللازمة* من* خلال* لجان* المراقبة* لكي* لا* تتحول* المدارس* والحجرات* إلى* قاعات* للضرب* والعنف*. لم* يتوقف* اللجوء* إلى* وسائل* العقاب* الجسدي* والنفسي* داخل* المؤسسات* التعليمية،* خاصة* في* المدارس* الابتدائية* والإعدادية* المحتضنة* للتلاميذ* صغار* السن* سواء* العمومية* او* الخصوصية،* رغم* استهجان* جميع* الطرائق* التربوية* والبيداغوجية* لها* وإجماع* علماء* التربية* وعلم* النفس* على* عدم* جدواها* بل* إفرازها* لنتائج* عكسية* على* نفسية* المتعلم* تولد* لديه* الكره* للمؤسسة* التربوية* والتعليمية* ونفوره* منها* وتؤدي* إلى* فشله* في* الدراسة* والتعلم* والتحصيل*. فالحوادث* تتكرر* كلّ* يوم* في* مؤسساتنا* التعليمية* منها* ما* يتم* فضحه* والكشف* حينما* يصل* العقاب* حدود* الوحشية* ،* والعديد* منها* يتم* التستر* عنه* وتجاوزه* لاعتبارات* عدة* منها* إقرار* الجهلة* بكونه* من* مكونات* التربية* والطرائق* التدريس* ومنها* ما* يتكتم* عنه* الطفل* خوفا* من* مزيد* من* العقاب* ويترك* لوحده،* رغم* هشاشته* الجسدية* والنفسية،* فريسة* للرعب* والفزع* تلازمها* تداعياتهما* أناء* الليل* وأثناء* النهار* قد* تبرز* من* خلال* النوم* المضطرب* والتبول* والهلع* عند* أي* حركة* أو* صوت*.. نددت* فعاليات* المجتمع* المدني* للجماعة* القروية* أيت* شيشار* الواقعة* تحت* النفوذ* الترابي* لإقليم* الناظور* بشدة،* بالاعتداء* الذي* تعرضت* له* تلميذة* تتابع* دراستها* بفرعية* إمهارشن* بمجموعة* مدارس* بني* شيكر* بنفس* الجماعة* القروية* على* يد* أستاذها،* في* نونبر* الماضي*. وعمد* أحد* أساتذة* المدرسة* الذي* عمر* بها* لما* يقارب* ال30* عاما،* إلى* الاعتداء* على* تلميذة* عمرها* 8* سنوات* تتابع* دراستها* بالمستوى* الثاني* بذات* الفرعية،* وذلك* بتوجيه* لكمات* قوية* لوجهها* مع* إحكام* قبضته* عليها* على* مستوى* العنق* باليد* الأخرى* لأسباب* لا* تستدعي* ذلك*. واتهم* أحد* التلاميذ* الذي* يتابع* دراسته* بالسنة* السابعة* بثانوية* سلوان* الإعدادية،* أستاذة* بنفس* المؤسسة* بتعنيفه* بالضرب* في* أطراف* مختلفة* من* جسده*. كما* أكدت* أسرة* التلميذ* أن* هذا* الأخير* رفض* العودة* إلى* المؤسسة* التعليمية* . لا* يستوعب* الطفل* المتعلم* لماذا* يستلذ* المدرس* بتعنيفه* بالضرب* واللكم* والصفع* واستعماله* لوسائل* متنوعه* لإذلاله* أمام* زملائه،* هذا* الطفل* المتعلم* الذي* لا* حول* له* ولا* قوة* إلا* البكاء* والصراخ* والتوسلات* أمام* مدرس* راشد* قوي* البنية* مسلح* بجميع* *«الأسلحة*»* التي* تناسبه* من* قضبان* حديدية* وخشبية* وأنابيب* بلاستيكية،* في* الوقت* الذي* كان* ينتظر* منه* أن* يحتضنه* ويرعاه* ويحميه* ويدرسه* ويحبب* له* المدرسة* كما* تتضمنه* الأناشيد* التي* يحفظها* الأطفال* ويحلو* لهم* ترديدها* والتي* تعتبر* من* ركائز* التنشئة* الاجتماعية*. ولا* بدّ* من* الإقرار* أنه* رغم* كلّ* المذكرات* الوزارية* التي* صدرت* في* موضوع* منع* وتجنب* العقاب* الجسدي* أو* النفسي* أو* أي* وسيلة* من* الوسائل* والأساليب* والطرائق* العنيفة* التي* يعتقد* أنها* كفيلة* بتقويم* الاعوجاج* السلوكي* عند* الطفل* و»ترويضه*»،* أو* *«تحفيزه*»* على* العمل* والتحصيل،* ما* زال* عدد* كبير* من* المدرسات* والمدرسين* سواء* في* المؤسسات* العمومية* أو* الخاصة* يمارسون* هذه* الأساليب* التقليدية* في* التربية* التي* تنبذها* جميع* النظريات* العلمية* التربوية* والبيداغوجية* والسيكولوجية* الحديثة*. العقاب* مؤشر* على* فشل* المدرس سبق* لابن* خلدون* أن* حذر* من* الشدة* على* المتعلم،* إذ* بين* أن* المبالغة* في* عقاب* المتعلم* تضر* بنفسيته*. فالعقاب* الشديد* يضيق* على* النفس،* ويزرع* في* المتعلم* خلق* الكذب* والخبث،* كما* قال* ابن* خلدون*. فالمتعلم* خوفا* من* العقاب* يلجأ* إلى* الكذب* والنفاق* والمكر* والخديعة،* وهذا* هو* المقصود* بصفة* الخبث* عند* ابن* خلدون*. وهذه* الصفات* الذميمة* التي* ينشأ* عليها* المتعلم* الصغير* ليست* مؤقتة،* بل* ستصبح* خلقا* وعادة* كما* قال* ابن* خلدون،* وهذا* معناه* أن* ضرر* الشدة* في* العقاب* خطير،* لأن* آثاره* لن* تزول* بتجاوز* المتعلم* مرحلة* الطفولة*. ويعتبر* المربون* المتخصصون* في* التربية* وعلم* النفس* أن* العقاب* البدني* وسيلة* من* لا* وسيلة* له* كأسلوب* لردع* المتعلم* وتقويم* سلوكه،* لكن* سلوك* هذا* *«المربي*»* ينم* عن* ضعفه* وافتقاده* لأساليب* التربية* الحديثة* من* حوار* ومناقشة* وبحث* عن* الاسباب،* وبالتالي* عجزه* في* القيام* بمهمته* التربوية* وفشله* في* تحقيق* العملية* التعليمية*/التعلمية*. ويعتبرون* العقاب* البدني* أسهل* الحلول* وأرخصها* لأنه* لا* يكلف* المربي* عناء* ومشقة* التحاور* وفي* الوقت* ذاته* لا* يوصله* سوى* لنتيجة* واحدة* *«عدم* حل* المشكل* بل* تفاقمه* مع* العقاب*»،* إذ* أن* المتعلم* لا* يتفاعل* مع* الضرب* والسب* كأسلوب* لتقويم* سلوكه* ولكنه* يتفاعل* معه* كاعتداء* يمارسه* عليه* الراشد*. *«إننا* كأساتذة* ومربين* مسؤولون* إلى* حد* كبير،* على* تزكية* العداء* المجتمعي* للمدرسة* والمدرس،* وذلك* باعتمادنا* لأساليب* التربية* الكلسية* المتحجرة* العقيمة،* التي* لا* تنجب* سوى* أطفالا* حاقدين* على* المنظومة* منذ* نعومة* أظافرهم*»*. طرق* عقابية* وحشية* ومهينة يلجأ* بعض* المدرسات* والمدرسين* في* المؤسسات* الابتدائية* والإعدادية* وحتى* التأهيلية* سواء* بقناعة* أو* بحسن* نية* أو* عن* جهل* إلى* طرق* وأساليب* تقليدية* مختلفة* ومتنوعة* لممارسة* العقاب* البدني* والنفسي* قد* يلحق* أضرارا* جسدية* بالغة* بالمتعلم* كما* بالمدرس* وتتحول* إلى* جنحة* أو* جناية* يعاقب* عليها* القانون* ويحاكم* بها* الجاني،* منها* عدد* من* القضايا* تتبعها* التضامني* الجامعي* ورافع* عنها* منذ* سنوات* وهي* خير* دليل* على* نتائج* وخيمة* صدرت* عن* مدرسين* ومدرسات* في* حالة* انفعال* وغضب* أو* جهل*. إن* أساليب* العقاب* المرفوضة* تربويا* متعددة* ومتنوعة* ومنها* المبتكرة* من* طرف* بعض* المدرسين* الساديين،* وتتمثل* هذه* الأساليب* في* الضرب* المبرح* واللكم* والصفع* و»الفلقة*»* والضرب* على* الأصابع* وعلى* الأنامل* والأظافر* وعلى* المؤخرة* وإرغام* الطفل* على* الوقوف* على* رجل* واحدة* والوقوف* وجها* أمام* جدران* القسم* في* زاوية* من* زواياه* والحجز* في* مكان* مغلق* والإهمال* والتجاهل* وعزله* عن* باقي* زملائه* ووضعه* في* طاولة* في* آخر* الفصل* والحرمان* من* فترة* الاستراحة* والإذلال* باستعمال* الألفاظ* القاسية* الحاطة* من* الكرامة* وخصم* نقط* من* معدل* المادة* المحصل* عليه* وإرغام* التلميذ* على* كتابة* جمل* وعبارات* لمئات* المرات* والتشهير* به* بتعليق* عبارات* ذلّ* واحتقار* على* ظهره* أو* على* صدره* او* إرغامه* على* حمل* لوحة* مكتوب* عليها* ما* يحيل* على* حيوان* وتطويفه* على* الأقسام* وعرض* امام* التلاميذ* في* الساحة* وإرغامه* على* القيام* بأشغال* مهينة* وصعبة* كتنظيف* المراحيض*... حالات* عرفت* طريقها إلى* المحاكم ومن* بعض* الحالات* التي* عرفت* طريقها* إلى* المحاكم* الضرب* بقضيب* بلاستيكي،* ووفاة* بعض* التلاميذ* نتيجة* الضرب،* وإصابة* عيون* بعض* التلاميذ،* وإدانة* بسبب* الإقرار* باستعمال* العنف،* وإدانة* بسبب* ضرب* تلميذ* ،* ووفاة* تلميذ* بسبب* الإهمال* وعدم* المراقبة،* وإيداع* أستاذة* بمؤسسة* للأمراض* العقلية* بعد* الحكم* بانعدام* مسؤوليتها* الجنائية* ،* ومؤاخذة* معلم* من* أجل* الجرح* الخطأ،* واعتقال* ومحاكمة* بغرفة* الجنايات* بسبب* إصابة* تلميذ* في* عينه،* وإدانة* معلم* ومعاقبته* بالحبس* لضرب* تلميذه،* وحينما* يقود* التأديب* البدني* إلى* انتقام* الأهل* وإدانة* القضاء،* ووصول* بعض* التلاميذ* إلى* حالة* نفسية* سيئة* والتعقيد* من* دراستهم،* وخروج* بعض* التلاميذ* من* المدارس* بعد* كرههم* للدراسة*. مذكرات* وزارية* تحت* الغبار بيّنت* جميع* أبحاث* العلمية* والنفسية* والتربوية* والبيداغوجية* أن* للعقاب* المادي* والمعنوي* أضرارا* خطيرة* على* المتعلم،* إضافة* إلى* انتشار* ثقافة* حقوق* الطفل* والحرية* والديمقراطية* والإعلان* عن* حقوق* الطفل* في* العالم* وغيرها،* كما* انخرطت* بلادنا* في* طرق* التربية* والتعليمية* الحديثة* وذكرت* وزارة* التربية* الوطنية* ،* غير* ما* مرة،* بمنع* العقاب* الجسدي* او* النفسي* واجتنابه* عبر* موضوع* *«ظاهرة* العقاب* البدني* في* حق* التلاميذ*»* (المرجع* : المذكرة* الوزارية* رقم* 99*/ 807*. بتاريخ* 23شتنبر* 1999*). جاء* فيها* *«* فقد* توافد* على* مصلحة* الشؤون* التربوية* عدد* كبير* من* الآباء* والأمهات* يشتكون* من* العقاب* البدني* الذي* تعرض* له* أبناؤهم* داخل* المؤسسات* التعليمية،* سواء* من* طرف* الأساتذة* أو* من* طرف* بعض* أطر* الإدارة* التربوية*. ومعلوم* أن* العقاب* البدني* لا* يمكن* أن* يكون* وسيلة* تربوية* ناجعة* لتعديل* السلوك* بسبب* الآثار* السلبية* التي* يتركها* في* نفسية* التلميذ،* سواء* على* المدى* القريب* أو* البعيد،* والحقد* الذي* يمكن* أن* يتولد* لديه* تجاه* المدرسة* والمدرسين،* مما* يخلق* أحيانا* ردود* أفعال* مختلفة* ضدهم* من* طرف* الأطفال* وأوليائهم*. وعليه* فإنني* أذكر* بمحتوى* المذكرة* الوزارية* المشار* إليها* في* المرجع* أعلاه،* وأطلب* من* السادة* المدرسين* ورجال* الإدارة* التربوية* اجتناب* أي* شكل* من* أشكال* العنف* الجسدي* أو* النفسي* ضد* التلاميذ* واللجوء* إلى* الأساليب* التربوية* الحديثة* لتقويم* سلوكهم*»*. وذكرت* المذكرة* المرجع* ما* لاستعمال* العنف* والكبت* والتسلط* من* آثار* سلبية* خطيرة* على* النمو* العقلي* والنفسي* للأطفال* وعلى* استقرار* ومردودية* المدرسين،* فضلا* عن* تناقض* هذه* الأساليب* مع* مبادئ* الحرية* وحقوق* الطفل* وثقافة* الحوار* والانفتاح* التي* تحرص* بلادنا* على* ترسيخها* وتنميتها*. كما* طالبت* المذكرة* الوزارة* من* النواب* الإشراف* شخصيا* على* تنظيم* عملية* تحسيسية* واسعة* بمشاركة* الطر* التربوية* تهدف* إلى* تعريف* المديرين* والمدرسين* والمفتشين* بمخاطر* ظاهرة* العنف* بالمؤسسات* التعليمية* وآثارها* السلبية* نفسيا* وتربويا* وأخلاقيا* على* التلاميذ* والمربين* على* السواء،* كما* تستهدف* حثّ* الجميع* على* التحلي* بروح* التسامح* واحترام* الكرامة* الانسانية* وكرامة* الطفل* على* الخصوص* وذلك* بتقبل* حرية* الرأي* والتعبير* وتشجيع* الإبداع
* والتفتح*. القانون* الجنائي* المغربي* يجرم* العقاب* في* حق* المتعلم ويعاقب* القانون* الجنائي* في* المغرب* العقاب* البدني* في* حق* المتعلم،* وحقوقيا* يعتبر* *«* إعلان* حقوق* الطفل*»* و»اتفاقية* حقوق* الطفل*»* العقاب* البدني* مسا* بكرامته*. أما* على* المستوى* فالتعنيف* النفسي* له* تأثير* سلبي* على* قابلية* المتعلم* للاكتساب،* وعلى* مواظبته* واتجاهه* نحو* المدرسة* والمدرسين،* وانخراطه* في* الأنشطة* المدرسية،* حيث* يغيب* الحماس* والإقبال* على* الدراسة،* وتخبو* الرغبة* والتلقائية* وحافز* التعلم*... وكلها* عوامل* هامة،* كما* هو* معروف،* في* نجاح* العمل* التربوي،* وغيابها* يحل* محله* الخوف* والانطواء* والكراهة* (الصامتة* التي* قد* تنقلب* إلى* أعمال* عنف*) ضد* المربي* والمدرسة،* وقد* يكون* التعنيف* الجسدي* والمعنوي،* من* أسباب* التعثر* الدراسي* والهدر*(وحتى* الانحراف*). ولذا* حث* علماء* التربية* والنفس* على* تجنبه،* ودعوا* إلى* تفهم* شخصية* الطفل* وحاجاته* وخصائصه* النفسية،* واللجوء* إلى* الأساليب* والوسائل* التربوية،* لمعالجة* أخطائه* وعثراته،* وحتى* شيطنته* وأفعالِه*
غير* اللائقة* . | |
| |