عرض مشاركة واحدة
قديم 2014-12-08, 20:33 رقم المشاركة : 16
express-1
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية express-1

 

إحصائية العضو








express-1 غير متواجد حالياً


وسام التميز لشهر مارس 2012

افتراضي رد: فيديو معلمٍ يستهزئ بتلميذة يثير جدلا .. والبرلمان يتدخل


كلنا نادية … لكن الشريط تضليل وأكذوبة ..





ذ. أحمد أمرير

بشاعة المتابع والمشاهد و"القارئ" المغربي تتجلى بوضوح أمام ضحالة المواقف المنددة بسلوك أستاذ تجاه تلميذة في مقطع جزئي مبتسر .. وكان ذلك بشكل فج سافل ودنيء ... في مقابل التغاضي وبرودة الأعصاب وفتور اليقظة والنقد تجاه مظاهر الخروقات التي كشفتها فيضانات الأمطار الأخيرة على صعيد مدن هذا الوطن ...

الأستاذ لم يعنف التلميذة بدنيا ولا لفظيا ... كما لم تتضح لنا تفاصيل الدرس كاملة وإن بدا لنا واضحا أنه سجل نموذجا للرقم خمسة أمام التلميذة المتعلمة ولم تفلح الطفلة في كتابة العدد على شاكلته .. وتوقف الشريط بعد أن أتاح لها إنجاز مشاركتها - ضعوها يا "منظري التعليم" في إطار بيداغوجيا الخطأ و بيداغوجيا الألعاب والتقويم مثلا...- ولم نتمكن من معرفة تفاصيل أخرى ... لكن واضح أنه يداعبها بلطف كونها طفلة ... ونظراتها لا يبدو عليها الخوف أو الذعر كما ساقه بعض الغرباء عن أبجديات القراءة البصرية لتقاسيم الوجه ودلالاتها النفسية وطبيعة الحالة الشعورية التي تنتاب أي تلميذ أمام السبورة وأمام زملائه .. فليستحِ كل من انساق وراء جوقة المنددين بهذا الشريط فليس لكم أي دليل على صحة مزاعمكم ، وإن هي إلأ أحقاد وأحكام جزافية لا تستند إلى أي دليل عقلي أو تربوي أو قانوني ... فأمر التصوير بحد ذاته ليس جريمة ، ولا يوجد نص قانوني يمنع توثيق فقرة من الدرس مطلقا .. كما أنه لا مانع من الهزل بما يتناسب مع سياق التقويم وبناء الدرس وهو ما أقدم عليه الأستاذ ... وقد سبق للمعني أن وضع نموذجا لموضوع التقويم أمام التلميذة ، ويبدو من ذلك أنه أفنى وقته سابقا لتعليم تلامذته كيف يكتبون الأرقام وهو ما يبدو من تجاوب التلاميذ وراء عدسة الكاميرا مبرزين عدم صحة ما كتبته الطفلة على اللوح ... وهو أمر جائز أن يخضع فيه المدرسُ بعضَ التلاميذ لمحاولات ينجزون فيها أخطاءهم ويتأملونها ويستمعون إلى ملاحظات زملائهم إلى أن يستقيم عودهم وتُبنى معارفهم ... ولقد هزلت حينما بثت الوزارة الوصية في أمر الأستاذ صاحب الشريط "الزوبعة" بأسرع من البرق ، مدعية خطورة الأمر مع توقيف المعني وإحالته على المجلس التأديبي ، مستدلة بوجود عقاب بدني ولفظي في الشريط !!!!

وأعتقد أن السياق الذي كان يتحدث خلاله الاستاذ مع تلميذته كان يتخلله الهزل أثناء التقويم، محاولة منه في تنبيه التلميذة المتعلمة ، ويبدو أن الأستاذ يمتاز بالظرافة والتفاعل مع تلاميذه ، وهو أمر مطلوب في العملية التعليمية التعلمية حتى لا يغلب عليها الجد الممل ... لكن الجديد في النازلة أن الأستاذ من سوء حظه أن ضاع منه هاتفه وتم تسريب الشريط الذي لا ترقى مدته الزمنية ومعطياته التربوية لتكون مصدرا لاستخلاص بيانات كافية عن طبيعة تدريس الأستاذ ولا عن اعتبار ذلك استهزاء أو تعنيفا لفظيا ، اللهم إلا إذا كان أولئك المستنكرون ومن ورائهم الوزارة المهزلة ينظرون بمنظار مبتور ومن زاوية مجتزأة مضللة مثل ما يحصل عادة في التضليل الاعلامي . ومن المقرف والعار أن أصبحت قرارات هذه الوزارة تستجيب لإشاعات الاعلام الالكتروني وهي الوزارة التي تعج بالاختلالات دون أن تحدث أي تغيير أو إصلاح عميق في بنياتها وبرامجها المهترئة ...

في مقابل ذلك كله ، نعلم جازمين أن وقائع الخراب الذي أصاب الكثير من البنيات التحتية لطرقات المملكة ومنازل المواطنين وما حصل من غرق وموت جراء الفيضانات الأخيرة ، يعود بالأساس إلى فئة الفاسدين من الوزراء والولات والعمال ورؤساء الجماعات والبلديات الذين صوت عليهم هؤلاء الناعقون الذين يتحركون كالأبواق والبيادق حيثما يريد المتلاعبون بالعقول إعلاميا وسياسيا وفكريا .... لكن لا تجد لهم سوى الرضا بقبول " القدر " والاستسلام لواقع الحال وإبداء معرفتهم بالأمر مرددين لازمة : " ما باليد حيلة " ، وتراهم في أسرهم وعملهم وحياتهم يُقدمون على شنائع الأفعال ورذائل الأقوال ثم يظهرون لك بمظهر " رابعة العدوية " حينما يتعلق الأمر بحالة شاذة حصلت في التعليم .. وقد تكون معالمها تحتمل إمكانات وتأويلات أخرى بيد أنهم ينساقون مع ما تُتاجر بنشره المواقع الالكترونية والاعلامية المختلفة والتي تسعى في نشرها لتلك القضايا إلى الإثارة وجلب المتصفحين والقراء والمشاهدين ورفع نسبهم ليس حبا في التعليم وإنما مجرد إغراء إعلامي لجلب الفوائد المادية فحسب ...

إنها فيديوهات وأخبار أشبه بالاشاعات التي يمكن أن تأتيك في هذه اللحظة على هذه الشاكلة :
وفاة الممثل المغربي رشيد الوالي إثر حادثة مميتة ..!!
أو :
ضبط إمام مسجد كبير بالدار البيضاء مع زوجة عسكري في بيتها !!
أو :
شريط ينكر فيه المهدي المنجرة وجود الله ( ويمكن اقتباس مقطع من شريط طويل ينتقد فيه المفكر نظرة الناس لله التي لا ترتقي إلى العمق وتقتصر على المعاني السطحية مثلا..)!!

هكذا أصبح التضليل الاعلامي متناميا في زمن الهواتف الذكية والمواقع الالكترونية التي تسارع إلى المتاجرة في الأخبار المثيرة ... ولو كانت تقصد معالجة الظواهر السلبية في التعليم ... وما أكثرها ونحن لا ننكر وجودها ... لأرسلت مراسليها الى المناطق النائية لتصور حالة البنيات المهترئة للمؤسسات التعليمية وحالات الهدر المدرسي وترصد لنا أيضا حالة الاكتضاض المهول الذي تعرفه أغلب مؤسسات الوطن من التعليم الابتدائي إلى التعليم الثانوي والجامعي ... وتكشف مظاهر الخصاص الشديد في الوسائل التعليمية التعلمية و تعرض ظواهر الادمان لدى التلاميذ والتلميذات وتفسخ القيم الاجتماعية وغير ذلك من مستويات الاختلالات التي تشهدها منظومتنا التعليمية ....
لكن البعض وبجهله وهزاله وهشاشته الفكرية والنقدية والثقافية يأبى إلا أن يكون مادة خام للتجهيل والتزييف والتفريغ .. وبذلك لا يجد غضاضة في أن ينكب على الإثارة الاخبارية الكاذبة الموجهة للأساتذة ويتغابى ويتغافل عن استنكار النهب المالي والفساد الاداري والاستبداد السياسي الذي أثقل كاهله وأفرغ عقله وأفقر جيبه لسنوات وعقود طويلة ... وفي ذلك يقول الشاعر : أسدٌ عليّ وفي الحروب نعامةٌ .... فتخاء تنفرُ من صفير الصَّافرِ






    رد مع اقتباس