عرض مشاركة واحدة
قديم 2014-12-07, 12:52 رقم المشاركة : 4
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

افتراضي رد: مفهوم الإبداع والإبتكار


الإبداعية التعبيرية: الإبداع ولحظة التوهج.محفزات وأجواء وطقوس..

الكتابة اختراق للمألوف ووقوف على حد السكين وتأرجح على حبل مشدود



للتعرف على الحالة الذهنية والشعورية والظروف التي تحيط بلحظة التخلق الإبداعي للمبدعين وخاصة الشعراء الذين تحدثوا عن تجاربهم وخصوا لحظات إبداعهم وإلهامهم باهتمام و(طقوس خاصة) يتخيرون لحظاتها وهيئاتها وظروفها بما يمكنهم من تتويج اللحظة بعمل إبداعي تتوهج فيه التجربة وتذكي اللحظة والمكان والهيئة ساعة الإلهام التي يلد معها إبداع الشاعر قصيدة أو خاطرة أو قصة أو حتى مقالا للكتاب المهتمين بالشأن العام والقضاياالاجتماعية والإنسانية إذا كان ممزوجًا بحالة شعورية يحترق فيها الوجدان ..

أنا شخصيًا أتخير لحظات الفجر الهادئة الساكنة للكتابة حين أكون قد فرغت من صلاة الفجر وصفا الذهن وتجلّت القريحة .. وقد أكون قد وضعت بعض الخيوط والنقاط مسبقًا إن لمح أو لمع في ذهني فكرة أو خاطرة أو موضوع مقال يقض مضجعي ويأخذ بتلابيب فكري .. في الغالب أختار لحظات هدوء لا يدخل عليّ فيها أحد ولا أسمح لأحد بأن يقطع علي حبل أفكاري ..
وأنا لا أكتب إلا ما يجيش به وجداني الذي يحترق أحيانًا وتكون مشاعري فيه في لحظة توهّج ..

قد لا
تصدقون أنني أحيانًا أكتب وخاصة في المواضيع العامة التي تخص شؤون ما تمر به أمة الإسلام إن في سوريا وقبلها ليبيا ومصر وتونس وغيرها .. أكتب وأنا أبكي وأحترق وألتهب وتأتي عليّ زوجتي وأنا على هذه الحالة (وقد اعتادت على ذلك مني) فتصمت وتعرف أنني في لحظة توهج عاطفي مع قضية تلهب وجداني ويهتز لها كياني وأكاد لا أستقر على الكرسي من شدة الانفعال وتوهّج الوجدان ..

أكتب وأستمر في الكتابة وأنا على هذه الحال حتى يصل بي الأمر إلى شهيق قد يسمعه القريب مني وأشرق بدمعي الذي لا يكف عن الهملان حتى أنتهي من كتابة مقالي أو خاطرتي، ولكنني أظل في حالة وجدانية وعاطفية مشبوبة لبعض الوقت .. وتبدأ تنجلي عني الحالة حتى أستعيد وعيي واتزاني ..
ولأن الحالة الشعورية التي تصاحب العمل الإبداعي لحظة قد تسبق فيها الأفكار ما يسطر على لوحة الكيبورد فإنني أقوم بمراجعة ما كتبت مرتين أو ثلاثًا أستدرك ما يكون قد فات أو سقط بسبب تسارع الأفكار وعدم توافقها مع الكتابة على اللوحة ..

الكتابة اختراق
للمألوف ووقوف على حد السكين وتأرجح على حبل مشدود.. ..
تجربة يشترك فيها العقل
الواعي مع العاطفة والخيال المجنح مستخدمًا أدواتي وذاكرتي وكل ما تقع عليه القدرة على التجلي بنص يعبر عن تجربة صادقة لا تخطئ العين توهج اللحظة التي كتبت فيها..



لحظات تجلي الإبداع عند الشعراء والكتاب

الإبداع مولود يرى بارقة النور على إثر وخزات الإلهام الفجائية على غفلة من العقل الواعي والولوج في غيبوبة ميتافيزيقية بعيدا عن الأرض، فإن لما تختزنه تجاويف المخ من مكاسب معرفية له الدور الحقيقي في استمرارية انبعاثه والتشكل في دنيا الكائنات الإبداعية بصورة تأنس لها نفس المتلقي عبر الأزمنة الطويلة.

فعلى قدر عظمة المعارف ورحابتها، والتي تتمكن من سيكولوجية المبدع وتتسرب إلى عقله اللاواعي، تكون عملية التدفق الإبداعي الفكري. فالإبداع إذن موهبة فطرية، اكتساب ثم إلهام، و هذا الأخيرعبارة عن ثوب مطاطي آيل للتشكل بناءً على غزارة أوضآلة محاصيل المبدع الفكرية وتجاربه في الحياة.

وليس معنى هذا أن ما تحتويه مخازن العقل من شحنات مكتسبة كافٍ لدوامه، مالم تنبع جداول الرغبة في وجدان المبدع. فما الإبداع أولا وأخيرا إلا نتاج التركيز في ظاهرة ما من ظواهر المجتمع أو الذات، يليها مرحلة التخمر ثم النضوج على جمر التوتر تحت تأثير حمى الإلهام.


فالمبدع الذي يحظى بتشجيع المحيطين به ليس كذاك الذي هو عرضة للانتكاسات النفسية على الدوام، والقاطن أرض السلام على شاطئ الراحة أو ربوة الصفاء، ليس كمن يتوسد الصخر ويلتحف الهواء. وعليه فإنه بإمكاننا أن نستنتج أن الإلهام قد تضعف قوة إشعاعه أويموت ما لم تستحضره روح المبدع، وتسعى جاهدة لوصاله. ومن هنا نكتشف سر تباين واختلاف المنتوج الإبداعي لدى شاعر وآخر، وإن كان ذاك الذي يرقى إلى سلالم المجد بفضل ما قدمه للجمهور من حلاوة إبداع في صحن الواقع فأمتع بعدما أبدع، إلا أنه يجب علينا ألا نغض الطرف عمّن تعثر قلمه بعراقيل ظرفية ستؤول حتما بالإرادة والمثابرة إلى الزوال.


عندما يعاند القلم ويتمرد على نزعة الأمر و النهي بداخل المبدع، عندما ينفد حبر المشاعر أو يتوه في مصبات الحياة المصلحية أو يفيض من شدة حرارة التوتر أو تلامسه عصا الجمود السحرية، وتكبل مسار الكتابة تحت ظلال أنفه.

فهل يعقل أن تلتف الأنامل بقلم فارغ من حبر المشاعر، وتصفه الذات بالتمرد والعصيان؟
إننا عندما نكتب، فليست تلك التي نلقي بها على الورق الأبيض إلا أفكارنا وخيالاتنا المنحصرة في تجاويف الدماغ، وأحاسيسنا التي ولدت ودرجت ثم كبرت في ساحة الصدر، وإن مغنطيسها في لحظات القوة يخالف آخر في لحظات الشيخوخة والضعف.

والعطاء الفكري لن يدوم استمراره إلا إذا توفرت له الظروف التي تساعد الكاتب على مزيد ابتكارات، كخلو المكان من الهرج المبعثر لمنحنى التفكير – الصحة البيولوجية وكذا النفسية – الرصيد اللغوي و الثقافي –والأهم من كل ماذكرنا ...الحرية .

فمتى شعر الكاتب أنه حر في اتخاذ قراراته ونوعية أساليبه، والتوجه بها إلى حيث يريد ويحب، فإن القلم لن تجده إلا راضخا مطيعا لصاحبه .









التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس