عرض مشاركة واحدة
قديم 2014-12-05, 09:00 رقم المشاركة : 3
صانعة النهضة
مراقبة عامة
 
الصورة الرمزية صانعة النهضة

 

إحصائية العضو








صانعة النهضة غير متواجد حالياً


وسام التنظيم المميز السيرة 1438ه

مسابقة السيرة 5

وسام المنظمة

وسام منظم مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام الشخصية الفضية

وسام المشاركة في الدورة التكوينية مهارات الاتصال ا

وسام المطبخ المرتبة 1

وسام لجنة التحكيم

وسام العضو المميز

افتراضي رد: تربية الأهل والأولاد في القرآن الكريم : دراسة قرآنية


من أهم المجالات التي لا بد من مراعاتها:

أولاً: المجال العَقَدي:


الأسرة هي المؤسسة التربوية الأولى التي تحمل على عاتقها تربيةَ الأبناء؛ فهي تتولى تشكيل المعتقد والقِيَم والأفكار؛ وذلك مصدقًا لقول الحبيب المصطفى - صلى اﷲ عليه وسلم -: ))ما مِن مولُودٍ إلا يُولدُ على الفِطرةِ، فأبواهُ يُهوِّ دانِهِ أو يُنصِّ رانِهِ أو يُمجِّ سانِهِ، كما تُنتجُ البهِيمةُ بهِيمةً جمعاء، هل تُحِسُّ ون فِيها مِن جدعاء؟(( [12]،

وفي الحديث تأكيد لدَور الوالدين في تربية الأبناء، وتحميلُهم تبِعات مسؤولية التربية، وما دامت عقيدة الأمة ومنهجها الإسلامَ، فإنه يجب أن تأخذ هذه العقيدةُ التي هي مقياس صلاح الإنسان حظًّا وافرًا داخل الأسرة، ومن المُسلَّ م لدى علماء التربية: أن التربية التي يتعرض لها الإنسان في بداية نشأته مسؤولةٌ إلى حد كبير على ما يطرأ للإنسان من اعتقاد سليم أو خاطئ، وعلى الآباء تقع مسؤوليةٌ كبيرة تجاه أبنائهم

[13]
.
فمن الواجب على الأسرة المسلمة - ونحن في عصر اختلطت فيه المفاهيم والقِيَم لدى كثير من أبناء المسلمين - أن تعمِدَ إلى ترسيخ المفاهيم العقدية لدى أبنائها منذ السنوات الأولى، وترضعه العقيدة كما ترضعه الحليب؛ فالتربية العقائدية السليمة لها دور كبير
في تربية الطفل المسلم، وإكسابه المناعة اللازمة ضد الأفكار والعقائد المنحرفة؛ ولذلك لا بد من التركيز على البناء العقائدي السليم للأبناء؛ لمنحهم الحصانةَ الكافية لمواجهة التحديات والمغريات التي يعايشونها في واقعهم.



ثانيًا: المجال الأخلاقي:


اهتم الإسلام بالأخلاق، واعتبرها الأساس الذي تستند إليه كلُّ المعاملات الإنسانية، وقد أثنى اﷲ - عز وجل - وامتدح نبيَّ ه - صلى اﷲعليه وسلم - بقوله - سبحانه وتعالى -: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ ]القلم: 4[، وقد جَّه النبيُّ - صلى اﷲ عليه وسلم - الآباءَ إلى ممارسة دورهم التربوي الأخلاقي؛ فالأسرة مأمورة أن تُعوِّ د أبناءها السلوك الأخلاقي، وتعديل السلوك الذي يتنافى مع الأخلاق الإسلامية بالممارسات والإجراءات التي يمكن إجمالها فيما يلي:

1- ترسيخ خُلق الأمانة في نفوس الأبناء؛ حيث إن الإنسان وحده هو المؤهَّ ل لحمل الأمانة، وهذه التبعة الثقيلة هي مناط التكريم الذي أعلنه اﷲُ في الملأ الأعلى، وعليه أن ينهض بتلك الأمانة؛ حتى يصل إلى مقام كريم؛ وذلك مصداقًا لقوله - تعالى -: ﴿

إِنَّا عَرَضْنَا اْلأَمانَةَ عَلَى السَّ مَوَاتِ وَاْلأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا اْلإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولاً﴾ ]الأحزاب: 72[.




2- غرس خُلق الصبر في أنفسهم؛ وذلك أسوة بالنبي محمد - صلى اﷲ عليه وسلم - الذي أُوذي في مكة، وهجر بيته ووطنه، وحُوصر في شِعب أبي طالب، وبيان أجر الصابرين؛ وذلك انطلاقًا من قوله - تعالى -: ﴿
قُلْ يَا عِبَادِ الَّ ذِينَ آمَنُوا اتَّ قُوا رَبَّ كُمْ لِلَّ ذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّ نْيَا
حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّ هِ وَاسِعَةٌ إِنَّ مَا يُوَفَّ ى الصَّ ابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ
﴾ ]الزمر: 10[.




3 -غرس خُلق الصِّ دق في نفوس الأبناء؛ فالمسلم صادقٌ ظاهرًا وباطنًا، وقولاً وفعلاً، فإن الصدق أصلٌ من أصول الأخلاق، وهو المحك لمعرفة درجة الإيمان.


ثالثًا: المجال الاجتماعي:


تعتبر الأسرة حلقة وصلٍ بين النشء والمجتمع الكبير، ولها دور مهم في التنشئة الاجتماعية الصحيحة للأبناء؛ فالشخصية لا تولد مع الفرد، ولكنها تولد تدريجيًّا بتفاعله في المحيط الاجتماعي الذي ينشأ فيه والأسرة، ويمكن إجمالُ دَور الأسرة في هذا المجال من
خلال ما يلي:


1- تعليم الأبناء ردَّ السلام، كما ورد بالصيغة المتعارف عليها؛ لِما فيه من شيوع المحبة والتآلف في الأسرة والمجتمع ومواطن الرباط، ومصداق ذلك قوله - صلى اﷲ عليه وسلم -: ))لن تدخُلُوا الجنَّ ة حتى تُؤمنُوا، ولن تُؤمنُوا حتى تحابُّ وا، أوَلا أدلُّ كم على شيءٍ إذا
فعلتُموه تحاببتُم؟ أفشُوا السَّ لام بينكُم((
[14]

-
2- - تعويد الأبناء على آداب الاستئذان داخل البيت قبل البلوغ وبعده؛ وذلك مصداقًا لقوله - سبحانه وتعالى -: ﴿
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثََلاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صََلاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صََلاةِ الْعِشَاءِ ثََلاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وََلا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّ افُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّ نُ اللَّهُ لَكُمُ اْلآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ
﴾ ]النور: 58[.


3- لفت انتباههم إلى غض البصر عن المحرَّ مات؛ إذ لا بد للحياة من ضوابطَ مع الفرد؛ فالإسلام يهدف إلى إقامة مجتمع نظيف لا تهيج فيه الشهوات كل حين
[15] ؛ وذلك مصداقًا لقوله - سبحانه وتعالى -: ﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّ وا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى هُمْ إِنَّ اللَّ هَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ﴾ ]النور: 30[.


4- ربط الأبناء بالصحبة الصالحة، وقد دلت نتائج الدراسات أن للصحبة أثرًا بالغًا في نمو الطفل النفسي والاجتماعي؛ فهي تؤثِّ ر في قِيمه وعاداته واتجاهاته، وقد حذَّ ر القرآن الكريم من رفقاء السوء؛ وذلك مصداقًا لقوله: ﴿
وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّ مَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمََلائِكَةُ تَنْزِيلاً الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّ الِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّ خَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّ خِذْ فَُلانًا خَلِيلاً
﴾ ]الفرقان: 25 - 28[.


رابعًا: المجال النفسي والوجداني:


يشكِّل المجال النفسي الوجداني مساحة واسعة في نفسية الطفل، فإذا سلَّ منا بأهمية مرحلة الطفولة، فإننا نُسلِّ م أيضًا بقدر الأهمية للأسرة؛ باعتبارها الوسط البيئي الذي يعيش فيه الفرد، ويكتسب من خلالها اتجاهاته الأساسيةَ التي تعتبر محددات لسلوكه، والتي يُفضل أن يتفاعل معها، وبالتالي فهي العامل البيئي الأول بلا منازع [16]، ويمكن إجمالُ دور الأسرة في هذا المجال من خلال:



1- إرواء الحاجة إلى الحب والحنان، وقد أثنى النبي - صلى اﷲ عليه وسلم - على نساء قريش؛ لحنانهن على أولادهن، ومصداق ذلك قوله - صلى اﷲ عليه وسلم -: ))خيرُ نساءٍ ركِبْنَ الإبِلَ صالحُ نساءِ قُرَيْشٍ؛ أَحْنَاهُ على وَلَدٍ في صغَرِه، وأرعاه على زوْجٍ في ذات يدِهِ((
[17]
.
2- غرس الثقة بالنفس مبكرًا، فلا بد من تعويدهم على حمل المسؤولية، وهذا ما يستدل عليه من الهدي النبوي في حديث أنس - رضي الله عنه -: "أتى علَيَّ رسولُ اﷲِ - صلى اﷲ عليه وسلم - وأنا ألعبُ مع الغلمان، فسلَّ م علينا، فبعثني إلى حاجَةٍ، فأبطأْتُ على أمِّ ي، فلمَّ ا جئتُ قالت: ما حبسك؟ قلتُ: بعثني رسُولُ اﷲِ - صلى اﷲ عليه وسلم - لِحَاجَةٍ، قالتْ: ما حاجتُهُ؟ قلتُ: إنَّ ها سرٌّ ، قالتْ: لا تحدِّ ثنَّ بسرِّ رسُولِ اﷲِ - صلى اﷲ عليه وسلم - أحدًا"
[18]
.


3- تحذير الأم لأبنائها من التكبُّ ر والخيلاء إلا أمام صفوف الأعداء، ومصداق ذلك قوله - صلى اﷲ عليه وسلم - لأبي دُجانة: ))إنها لَمِشيةٌ
يُبغضها اﷲُ، إلا في مثل هذا الموضع((
[19]
.



4- إرواء حاجة الأبناء في الملاطفة والممازحة؛ فعن أنس قال: "كان النَّ بيُّ - صلى اﷲ عليه وسلم - أحسنَ الناسِ خُلُقًا، وكان إذا جاء قال: ))يا أبا عُمير، ما فعل النُّ غير؟(( نغرٌ كان يلعبُ به، فربما حضر الصلاة وهو في بيتِنا، فيأمُرُ بالبِساطِ الذِي تحتهُ فيُكنسُ ويُنضحُ، ثُم يقُومُ ونقُومُ خلفهُ فيُصلِّ ي بِنا"
[20]
.
يتبع بالمراجع:







التوقيع

أيها المساء ...كم أنت هادئ

    رد مع اقتباس